Post: #1
Title: محاولة اغتيال البرهان: ما بعدها من تغييرات على المشهد السياسي والعسكري
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 07-31-2024, 02:55 PM
02:55 PM July, 31 2024 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
في خضم الصراع المحتدم في السودان، تعرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمحاولة اغتيال في منطقة جبيت. هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، بل جاء في سلسلة من الهجمات التي تستهدف الجيش السوداني في مختلف المناطق التي يسيطر عليها. ورغم شح المعلومات الرسمية، فإن هذه الأحداث تثير تساؤلات جدية حول تداعياتها على المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
خلفية الأحداث أعلن الجيش السوداني أن قائده الأعلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان نجا من هجوم بطائرتين مسيرتين استهدفتا مراسم تخرج عسكرية في بلدة جبيت بشرق السودان. أسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص. وأكد المقدم حسن إبراهيم من مكتب المتحدث العسكري أن رئيس الأركان كان حاضراً أيضاً لكنه لم يُصب بأذى.
في تصريح لوكالة "رويترز"، نفى مستشار بقوات الدعم السريع أي صلة لهذه القوات بالهجوم. وأشار إلى أن الدعم السريع لا علاقة له بالحادث الذي وقع أثناء زيارة قائد الجيش للقاعدة العسكرية.
تداعيات محاولة الاغتيال تعزيز التدابير الأمنية:
من المتوقع أن تشهد المؤسسات العسكرية تعزيزًا كبيرًا في التدابير الأمنية، خاصة فيما يتعلق بتحركات القادة العسكريين ومواقع التجمعات الكبرى. هذا قد يشمل تحسين الدفاعات الجوية وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا لمراقبة وكشف التهديدات. تغيير استراتيجيات المواجهة:
قد تؤدي هذه الأحداث إلى إعادة النظر في استراتيجيات الجيش لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية. يمكن أن تشمل هذه التغييرات تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التهديدات المشتركة. تأثير على المفاوضات السياسية:
يأتي هذا الهجوم في وقت حساس تتزايد فيه التكهنات حول التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع. الهجمات المتكررة قد تؤدي إلى تأخير هذه المفاوضات أو تغيير شروطها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي. تأجيج التوترات الداخلية:
الهجمات المسيرة التي تزامنت مع الأنباء عن التفاوض مع قوات الدعم السريع تزيد من التوترات الداخلية. يمكن أن يستغل المتطرفون هذه الأوضاع لتصعيد العمليات الانتحارية والاستشهادية، مما يهدد بزيادة العنف وعدم الاستقرار. تعزيز المواقف المتطرفة:
الهجمات قد تعزز مواقف العناصر الأكثر تطرفًا داخل التيارات السياسية والعسكرية، الذين يرون في التسوية مع الدعم السريع تهديدًا لمصالحهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في التصريحات العدائية والتحركات العنيفة. تأثير محاولة الاغتيال على المشهد السياسي الهجوم على البرهان يأتي بعد نحو أسبوع من إعلان قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، عن نيته حضور محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، التي نظمتها واشنطن والرياض. وأكد دقلو أن المحادثات تمثل "خطوة كبيرة" نحو السلام والاستقرار في السودان.
في المقابل، ردت الخارجية السودانية بالإيجاب على دعوة الولايات المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف، مع التأكيد على أن أي مفاوضات يجب أن تلتزم بتنفيذ إعلان جدة، الذي نص على حماية المدنيين وإنهاء الصراع.
دور الفصائل الإسلامية تلعب الفصائل الإسلامية، وخاصة لواء البراء العسكري، دورًا كبيرًا في تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان. فهذه الفصائل تعلن صراحةً عن معارضتها لأي مفاوضات مع قوات الدعم السريع. وظهرت تهديدات علنية باغتيال القادة العسكريين والسياسيين الذين يشاركون في هذه المفاوضات على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الفصائل. محاولة اغتيال البرهان في جبيت تمثل منعطفًا خطيرًا في الصراع السوداني. يجب على القيادة السودانية أن تتعامل مع هذه التحديات بجدية، من خلال تعزيز التدابير الأمنية، وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التهديدات، وإيجاد حلول سياسية تضمن الاستقرار. في ظل هذه الظروف، يتعين على جميع الأطراف المعنية العمل معًا لتحقيق سلام دائم يضمن أمن واستقرار السودان.
إن تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات الداخلية يعتبران السبيل الأمثل لمواجهة هذه التحديات. علينا أن نتعلم من الماضي ونعمل بجد لبناء مستقبل أفضل لجميع السودانيين.
|
Post: #2
Title: Re: محاولة اغتيال البرهان: ما بعدها من تغييرا�
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 07-31-2024, 03:16 PM
Parent: #1
تاريخ الاغتيالات في السياسة السودانية: جذورها وأثرها خلفية تاريخية الاغتيالات السياسية ليست ظاهرة جديدة في السودان، إذ تعود جذورها إلى فترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي والصراعات الداخلية. على مر العقود، شهد السودان العديد من الاغتيالات والمحاولات التي أثرت بشكل كبير على المشهد السياسي والاستقرار الوطني.
أبرز الاغتيالات والمحاولات في التاريخ السوداني اغتيال السيد إسماعيل الأزهري (1969):
السيد إسماعيل الأزهري، رئيس وزراء السودان الأسبق وأحد أبرز القادة الوطنيين، توفي في ظروف غامضة بعد اعتقاله إثر الانقلاب العسكري الذي قاده جعفر النميري. ظروف وفاته أثارت العديد من التكهنات والجدل حول احتمال تعرضه للاغتيال. محاولة اغتيال العقيد جون قرنق (2002):
جون قرنق، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، نجا من عدة محاولات اغتيال خلال فترة النزاع بين الحركة والحكومة السودانية. كان لهذه المحاولات تأثير كبير على مسار الصراع وعملية السلام لاحقاً. اغتيال محمد صالح عمر (1994):
محمد صالح عمر، وزير الخارجية السوداني، تعرض للاغتيال في أديس أبابا. كان لاغتياله تأثير كبير على العلاقات الخارجية السودانية ومسار الصراع في جنوب السودان. محاولة اغتيال الرئيس عمر البشير (1996):
تعرض الرئيس عمر البشير لمحاولة اغتيال في بور سودان، وهي حادثة تسببت في تشديد الإجراءات الأمنية وزيادة التوتر السياسي في البلاد. اغتيال الدكتور جون قرنق (2005):
بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب، توفي جون قرنق في حادث طائرة هليكوبتر، وأثارت وفاته العديد من الشكوك حول احتمالية تعرضه للاغتيال. هذه الحادثة أثرت بشكل كبير على مستقبل جنوب السودان وأدت إلى تجدد الصراعات. تأثير الاغتيالات على المشهد السياسي زعزعة الاستقرار السياسي:
الاغتيالات غالباً ما تؤدي إلى فراغ قيادي، مما يزيد من التوتر السياسي وعدم الاستقرار. في السودان، كانت الاغتيالات سبباً في تعطيل العمليات السياسية وتأخير الوصول إلى حلول سلمية للنزاعات. زيادة العنف والصراعات:
تؤدي الاغتيالات إلى تصعيد العنف وردود الفعل الانتقامية. مثالاً على ذلك، اغتيال جون قرنق أدى إلى تجدد الصراعات بين الشمال والجنوب وزيادة التوترات العرقية. تقويض الثقة في المؤسسات:
تؤدي الاغتيالات إلى فقدان الثقة في المؤسسات الحكومية والأمنية. يشعر المواطنون بعدم الأمان، مما يؤثر على المشاركة السياسية ويدفع إلى مزيد من العنف والتطرف. تأثير سلبي على الاقتصاد والتنمية:
تؤدي الاضطرابات السياسية الناتجة عن الاغتيالات إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتعطيل مشروعات التنمية، وزيادة البطالة والفقر. ما بعد الحرب: تحديات وتوقعات بعد انتهاء الحرب في السودان، تواجه البلاد تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار السياسي وبناء السلام. إن تكرار محاولات الاغتيال مثل محاولة اغتيال الفريق أول عبد الفتاح البرهان يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويعزز الحاجة إلى:
تعزيز الأمن الداخلي:
تحسين كفاءة الأجهزة الأمنية وتطوير آليات لحماية الشخصيات السياسية والعامة. تعزيز الحوار السياسي:
بناء قنوات للحوار بين مختلف الأطراف السياسية والعسكرية لتحقيق تسوية شاملة ومستدامة. بناء الثقة في المؤسسات:
إعادة بناء الثقة في المؤسسات الحكومية من خلال الشفافية والمساءلة. تعزيز الوحدة الوطنية:
العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات المجتمع السوداني.
تاريخ الاغتيالات في السودان يعكس تدهوراً مستمراً في الاستقرار السياسي والأمني. إن معالجة تداعيات هذه الظاهرة تتطلب جهوداً متواصلة لتعزيز الأمن، وتشجيع الحوار، وبناء الثقة، وتحقيق الوحدة الوطنية. فقط من خلال مواجهة هذه التحديات بروح من التعاون والتفاهم يمكن للسودان أن يتطلع إلى مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
|
|