|
في عمق العاصفة السوداء أين البشير ورموز نظامه ..؟؟!! كتبه د. عثمان الوجيه
|
10:34 PM July, 29 2024 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
- في خضم الحرب التي اجتاحت السودان، وزلزلت عروش القوى المتصارعة، دارت حكاية أخرى في الظلال. حكاية تتعلق بوجوه قديمة، وأسرار مدفونة، وقوى خفية تسعى للبقاء. كان عمر البشير، الرئيس المعزول، ورفاق دربه، يعتقدون أنهم قد هزموا. فقد أُودعوا السجن، وحوكموا، وأُبعدوا عن صالات الحكم. ولكن القدر، أو ربما دهاء السياسة، كان لهم بالمرصاد. ففي خضم الفوضى التي أعقبت اندلاع الحرب، اختفت آثارهم كأنما ابتلعتهم الأرض. تواترت الأنباء عن تهريبهم، عن عمليات سرية نفذت في ليالي مظلمة، عن أيدي خفية سعت لحمايتهم. البعض زعم أنهم نقلوا إلى مكان آمن في شمال السودان، بعيداً عن أعين المتطفلين. والبعض الآخر تحدث عن تدخل قوى إقليمية لدعمهم، وتأمين عودتهم إلى المشهد السياسي. وفيما كانت المعارك تشتعل في شوارع الخرطوم، كانت هذه الأنباء تثير تساؤلات عميقة حول مصير السودان ومستقبله. فهل يعقل أن يعود هؤلاء الرجال إلى سدة الحكم بعد كل ما ارتكبوا؟ وهل ستسمح بهم القوى الدولية والإقليمية؟ أم أنهم سيظلون أسرى الماضي، يعيشون في منفى اختياري؟ أما السلطات السودانية، فكانت تصر على أنهم لا يزالون تحت الحراسة، وأنهم لن يسمحوا لهم بمغادرة البلاد. ولكن هل كانت هذه التصريحات مجرد محاولة لطمأنة الرأي العام، أم أنها كانت تعكس حقيقة الوضع؟. إن حكاية اختفاء الرئيس المعزول ورفاقه هي أكثر من مجرد قصة هروب. إنها ملحمة صراع على السلطة، وكشف عن عمق الانقسامات التي تعصف بالمجتمع السوداني. وهي أيضاً تذكير بأن التاريخ لا يكتب بنهايات سعيدة دائماً، وأن الأشباح قد تعود لتطارد الأحياء. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في أعقاب الزلزال الذي هز عروش الطغيان في السودان، حين انهار قصر البشير وفرّ أتباعه مذعورين، صدقنا وعود المجلس العسكري الحالمة بالعدالة والانتقال السلمي. وعدوا بحساب الجميع، حتى أولئك الذين لطخوا أيديهم بدماء الأبرياء. وكنت أنا من بين أولئك الذين وثقوا بوعدهم، فكتبت عن لقائي بـ"قوش"، ذلك الظل الدامس الذي طالما هرب من العدالة، ووجدت نفسي في القاهرة وجهاً لوجه معه. لكني سرعان ما أيقنت أن تلك الوعود لم تكن سوى سرابًا خادعًا. فقد ظل الشعب السوداني، ببساطة شديدة، يصدق روايات الإعلام الحكومي المضللة، تلك الروايات التي زعمت أن قوش وغيره من رموز النظام البائد لم يهربوا إلى جهة مجهولة، وأن العدالة ستطالهم عاجلاً أم آجلاً. ولكن الحقيقة كانت أكثر مرارة. فبعد فترة قصيرة، ظهر "قوش" في الأضواء من جديد، يتجول بحرية بين الأمارات وصر، وكأن شيئاً لم يكن. تلك الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم، كشفت زيف الادعاءات، وفضحت كذب النظام الجديد. لقد شعرت بالغدر والخيانة، وكأنني قد خُدعت مرة أخرى. حقيقة "يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت" You can fool all the people some of the time, and some of the people all the time, but you cannot fool all the people all the time. وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا. خروج :- تقدم في مسار السلام السوداني.. هل تشرق شمس الأمل؟ ففي خضم الظلمات التي غطت سماء السودان، وميض الأمل يشق طريقه ببطء. فبينما تتواصل الصراعات وتتعدد الجبهات، تتوالى المبادرات الدولية والإقليمية لإنهاء هذه الحرب الأهلية التي مزقت البلاد وشردت الملايين. في هذا السياق، أطلقت جيبوتي شرارة أمل جديدة، باستضافتها لاجتماعات تشاورية جمعت الفاعلين الدوليين والإقليميين لبحث سبل تعزيز جهود السلام في السودان. وكانت السعودية، حاضرة بقوة، مؤكدةً على استمرار جهودها الدؤوبة لحل الأزمة السودانية، وترحيبها بكل المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل. وفي خطوة تصعيدية، دعت الولايات المتحدة -قبل أيام- الطرفين المتحاربين في السودان إلى محادثات مباشرة لوقف إطلاق النار، وذلك في سويسرا، بدعم من السعودية والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة. هذه الخطوة تعد مؤشراً إيجابياً على التكاتف الدولي لحل هذه الأزمة، وتشكل فرصة ذهبية للطرفين السودانيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول سلمية. من جانبها، رحبت "تنسيقية القوى المدنية" بهذه الجهود، وطالبت بضرورة التركيز على فتح مسارات إنسانية، وحماية المدنيين، وإلزام الطرفين بوقف العدائيات. كما دعت إلى توحيد الجهود الدولية والإقليمية لدعم عملية السلام في السودان. لكن، هل ستنجح هذه الجهود في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار؟ وهل ستتمكن الأطراف المتصارعة من تجاوز الخلافات العميقة والجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية؟ وهل ستتمكن المجتمع الدولي من الضغط على الطرفين لقبول الحلول السلمية؟. لأن هذه الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في السودان تستحق الثناء والتقدير، ولكنها تبقى حبراً على ورق ما لم تترجم إلى واقع ملموس على الأرض. فالشعب السوداني يعاني الأمرّين، ويحتاج إلى سلام عاجل ودائم وإن الطريق إلى السلام طويل وشائك، ويتطلب من جميع الأطراف التضحية والتنازل من أجل مصلحة الوطن والشعب. وعلى المجتمع الدولي أن يواصل دعمه للشعب السوداني، وأن يضغط على الطرفين المتحاربين للوصول إلى حل سياسي شامل. وفي الختام، يبقى الأمل مشتعلاً في قلوب السودانيين، الذين يتطلعون إلى يوم يشرق فيه فجر جديد على بلادهم، ويعودون إلى ديارهم بسلام وأمان. #أوقفوا_الحرب ولن أزيد،، والسلام ختام. د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر بكلاريوس، ماجستير ودكتوراة "لغة إنجليزية" جامعة أفريقيا العالمية TWITTER, LINKEDIN, FACEBOOK, INSTAGRAN, REDDIT, TUMBLR, PINTEREST, PICEART, FLICKR, SNAPCHAT, LINE,TIKTOK, YOUTUBE, BODCAST, SKYBE, DUO :- DROSMANELWAJEEH
|
|
 
|
|
|
|