حرب البالونات هدايا بيونغ يانغ الملوثة لسيول ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه

حرب البالونات هدايا بيونغ يانغ الملوثة لسيول ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه


07-24-2024, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1721843280&rn=0


Post: #1
Title: حرب البالونات هدايا بيونغ يانغ الملوثة لسيول ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه
Author: عثمان الوجيه
Date: 07-24-2024, 06:48 PM

06:48 PM July, 24 2024

سودانيز اون لاين
عثمان الوجيه-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



- د. عثمان الوجيه
في سماء شبه الجزيرة الكورية، تُشنّ حربٌ غريبة من نوعها، حربٌ لا تُستخدم فيها المدافع أو الصواريخ، بل البالونات المحملة بالنفايات. ففي صباح الأربعاء، هبطت عشر دفعات من هذه البالونات الملوثة، أرسلتها كوريا الشمالية، في ساحة المجمع الرئاسي الكوري الجنوبي في العاصمة سيول، مُخترقةً بذلك أمن المنطقة الحساسة المحمية بعشرات الجنود ومنطقة حظر طيران.. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها بيونغ يانغ إلى هذه الحيلة، فمنذ مطلع مايو، أرسلت آلاف البالونات المحملة بالنفايات باتجاه الجنوب، في إطار حرب دعاية بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة رداً على إرسال ناشطين كوريين جنوبيين بالونات محملة برسائل دعاية مناهضة لنظام كوريا الشمالية.. وعلى الفور، هرعت فرق التدخل الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية الكورية الجنوبية إلى إزالة البالونات بطريقة آمنة، بعد التأكد من عدم وجود أي خطر أو تلوث.. ولكنّ هذا الحادث أثار غضب سيول، التي عاودت بث الدعاية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود مع الشمال، وعلّقت العمل باتفاق عسكري يهدف إلى خفض التوتر، وعاودت التمارين العسكرية بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح.. وتعود جذور هذه التوترات إلى الحرب الكورية التي اندلعت عام 1950 وانتهت بهدنة عام 1953، دون التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، ممّا يبقي الكوريتين في حالة حرب تقنية.. وبينما تُواصل بيونغ يانغ حربها بالبالونات، تُحذر سيول من ردّ حازم، ممّا يُنذر بتصاعد جديد في التوتر بين البلدين، وتبقى المنطقة على صفيح ساخن، مهددة باندلاع نزاع مسلح في أي لحظة. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في أحد أيام الصيف القائظ، بينما كنت أتسكّع في شوارع القاهرة التي لا أُحبّ التواجد فيها في هذا الفصل لولا ظرف قاهر أجبرني على ذلك، صادفتُ بالأمس أحد زملائي الذي وصل إلى مصر منذ اندلاع الحرب اللعينة في السودان منذ عام ونصف تقريباً، ولا تزال مستمرةً حتى الآن، مخلفةً وراءها دمارًا هائلاً، وخسائرًا في الأرواح، ونزوحًا جماعيًا للأهالي داخل بلادهم أو إلى خارجها.. بعد الاطمئنان على سلامة زميلي وأسرته، سألني عن سبب غيابي عن الكتابة، فقلت له ممازحًا: "لم أجد موضوعًا يستحق الكتابة!".. وها أنا ذا الآن، أُخاطب القارئ الحصيف، لأُعترف له بأنّني اشتقتُ إليه كثيرًا.. لقد أثقلتْ الحربُ السودانيةُ كاهلي، وجعلتني عاجزًا عن الكتابة، فكيف أُكتبُ وأنا أرى إخوتي في السودان يُقتلون ويُشرّدون؟ كيف أُعبّرُ عن مشاعري وأنا أرى بلدي الحبيب يتلاشى أمام ناظري؟ لقد جفّتْ ينابيعُ الإبداعِ في داخلي، وباتت الكلماتُ تُعجزُ عن ترجمةِ مشاعري وأحاسيسي.. لكنّني سأعودُ إليكم قريبًا، بِإذنِ اللهِ، حاملًا معي حِكاياتٍ جديدةً، وأفكارًا مُبتكرةً، ونظرةً أملٍ للمستقبل.. فلا تيأسوا مني، ولا تنسَوا السودانَ في محنتِهِ، وادعوا له بالسلامِ والأمان #أوقفوا_الحرب #stop_the_war وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا".
خروج:- شمسٌ تلوح في سماء السودان "مبادرة أمريكية لإحياء آمال السلام" على وقع طبول الحرب التي تُنغّم سيمفونية الموت في ربوع السودان، تشرق شمسٌ جديدة تحمل بارقة أملٍ لإنهاء الصراع وتضميد الجراح. فقد أطلقت الولايات المتحدة مبادرة دبلوماسية جديدة تهدف إلى إعادة إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين الفرقاء السودانيين، وذلك في مسعى جادّ لإنقاذ البلاد من براثن الدمار والخراب أمريكية رفيعة المستوى. يأتي في مقدمة هذه المبادرة دعوة رسمية من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لكل من قوات "الدعم السريع" والقوات المسلحة السودانية للمشاركة في محادثاتٍ لوقف إطلاق النار تحت رعاية أمريكية - سويسرية، وذلك في الرابع عشر من أغسطس القادم في سويسرا.. وتعّد هذه الدعوة بمثابة أعلى تمثيل دبلوماسي أمريكي في مساعي حل النزاع السوداني، حيث من المقرر أن يشارك بلينكن بنفسه في المفاوضات إلى جانب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وذلك في حال التزام الطرفين المتنازعين بإرسال مفاوضين رفيعي المستوى وإبداء جدية حقيقية في إنهاء الصراع.. يُدرك المسؤولون الأمريكيون صعوبة المهمة التي تنتظرهم، فكما يقول كاميرون هادسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، "إنّ إعلاناً من هذا النوع هو مراهنة ضخمة،" نظراً لغياب أي ضمانات لمشاركة الأطراف المعنية.. ولكن، تُظهر هذه المبادرة حرص الولايات المتحدة على إيجاد حلٍّ سلميٍّ للصراع السوداني، إيماناً منها بأنّ السودان يقف على مفترق طرقٍ مصيريٍّ.. ويُشدّد هادسون على ضرورة توفر عنصرين أساسيين لنجاح هذه المحادثات:. السيطرة على تأثيرات الدول الخارجية المرتبطة بالصراع.. الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاقٍ والإبقاء على هذا الضغط.مهمة دبلوماسية صعبة تتطلب جهوداً مكثفة:ويُدرك هادسون تماماً حجم التحديات التي تواجهها المبادرة الأمريكية، فيُشير إلى أنّ "المهمة ليست سهلة، بل تتطلب توازنًا صعبًا ودبلوماسية رفيعة المستوى، وهو ما كان غائبًا حتى الآن من الجانب الأمريكي.". ويُضيف: "كما أنّ التهديد بفرض عقوبات على الأطراف التي ترفض اتفاق السلام ضروريٌّ لضمان التزامها بالمفاوضات.". من جانبه، يُثني ألبرتو فرنانديز، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في السودان سابقاً، على المبادرة الأمريكية، واصفاً إياها بـ "التطور الإيجابيّ" بعد الإهمال الأمريكي السابق للملف.. ولكنّه يُحذّر في الوقت ذاته من أنّ الوقت ما زال مبكراً لتقييم فرص نجاح هذه المبادرة، أو ما إذا كانت ستختلف عن الجهود السابقة في جدة أو أديس أبابا أو القاهرة.. ويُؤكّد فرنانديز على أنّ الاختلاف الجوهريّ في هذه المبادرة هو أنّها ستكون مسارًا بقيادة أمريكية رفيعة المستوى.. و يبقى السؤال الأهمّ هو: هل سيُبدي الطرفان السودانيان التزامًا حقيقيًا بمفاوضاتٍ جادة تهدف إلى وقف إطلاق النار وإحلال السلام المنشود؟ إنّ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مصير السودان ومستقبله.. وبينما تُعلق آمال الشعب السوداني على هذه المبادرة، تُراقب الدول العربية والعالم بأسره بقلوبٍ حائرة مسار هذه المفاوضات، ترجّى أن تُثمر جهود الولايات المتحدة في إنهاء الصراع وإرساء السلام في ربوع السودان.. ولن أزيد،، والسلام ختام.
د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر
بكلاريوس، ماجستير ودكتوراة "لغة إنجليزية" جامعة أفريقيا العالمية
TWITTER, LINKEDIN, FACEBOOK, INSTAGRAN, REDDIT, TUMBLR, PINTEREST, PICEART, FLICKR, SNAPCHAT, LINE,TIKTOK, YOUTUBE, BODCAST, SKYBE, DUO :- DROSMANELWAJEEH