الطمع وَدّر ما جمع: دروس وعبر كتبه الطيب الزين

الطمع وَدّر ما جمع: دروس وعبر كتبه الطيب الزين


07-15-2024, 05:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1721062356&rn=0


Post: #1
Title: الطمع وَدّر ما جمع: دروس وعبر كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-15-2024, 05:52 PM

05:52 PM July, 15 2024

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



**

الدورس والعبر المستخلصة من الحرب اللعينة، تقول أن الطمع وَدّر ما جمع.
فلول النظام السابق والإنتهازيين، بقيادة مالك عقار وجبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وآخرين ضمن "قائمةالخزي والعار"، كانوا يسعون بلا كلل إلى تحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الوطن والمواطن والثورة وشهدائها الأبرار وشعاراتها الخالدة وأهدافها السامية. إعتقدوا أن إلقاء كل بيضهم الفاسد في - سلة البرهان الحالم بحكم السودان - سيحقق أحلامهم المريضة، حتى لو كان ذلك على حساب أمن الوطن وحرمان الشعب السوداني من تحقيق تطلعاته المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والسلام والإستقرار السياسي والتطور الإقتصادي. بعد مرور ستة عشر شهراً من الحرب اللعينة، يتساءل الملايين من ضحايا الحرب اللعينة: هل كان السودان سيكون في وضع أفضل مما هو عليه الآن ... لو تم توقيع الإتفاق الإطاري؟
الجواب بوضوح: نعم. لولا عمى البصيرة وشراهة الطمع التي أعمت بصيرة الفلول وداعميهم، لكان السودان اليوم في وضع أفضل بكثير.
كان من الممكن للسودان أن يخرج من نفق عهود مظلمة لاسيما عهد النظام السابق، وأن يبني مستقبله على أسس الحرية والعدالة والسلام.
كان بالإمكان له أن يواصل إنفتاحه على الأسرة الدولية وداخلياً كان الآن قد قطع شوطاً طويلاً في مسيرة التحول المدني الديمقراطي لترسيخ قيم الديمقراطية والتعايش والتقدم الإقتصادي.
لكن طمع القلة أدى إلى إنقلاب البرهان على حكومة الثورة، هو إمتداد لإنقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي الذي كان قائماً قبل عام ١٩٨٩م.. كل التجارب البائسة التي عرفها السودان، أظهرت بشكل واضح كيف أن الطمع يمكن أن يدمر الأمم ويجلب الفوضى والدمار والخراب.
لذا، يجب أن نتعلم من تجارب الماضي وندرك أن التسوية والحوار والعمل المشترك يمكن أن تكون السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للسودان. ينبغي على القادة والمواطنين أن يعملوا معا من أجل تحقيق السلام والازدهار، وأن يضعوا مصالح الوطن فوق مصالحهم الشخصية، حتى لا تتكرر الأخطاء التي جلبت الدمار والفوضى. فلنتطلع إلى مستقبل أفضل للسودان بعد الخلاص من الكيزان والإنتهازيين، حيث يسود السلام والتعاون والتقدم، بعيدا عن ظلال الطمع والأنانية التي جلبت الكثير من البلاء والكوارث.
لا شك رغم ضخامة التحدي الذي يواجهه السودان، يجب أن نتمسك بالأمل ونعمل من أجل بناء مستقبل مشرق للسودان.
الدروس التي يمكن أن نستخلصها من الماضي البائس والحاضر الدامي هي ضرورة تجنب الطمع والأنانية، وضرورة التحلي بثقافة نكران الذات ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل إعتبار.
يجب على الشرفاء المؤمنين بالحرية والعدالة والسلام، أن يكونوا رواداً في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان وأن يسعوا جاهدين لدعم تضحيات أشاوس قوات الدعم السريع لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تحقق الإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي والرفاه الإجتماعي في وطن فيه كل مقومات الحياة الحرة الكريمة.

إخيراً نذكر الكيزان ومن وقف في صفهم من الإنتهازيين، "الطمع وَدّر ما جمع".


الطيب الزين