Post: #1
Title: السودان بين غياب الإرادة الوطنية و اهمية المصالح الدولية ( الحلقة رقم ١ ) كتبه مبارك عيسي احمد سبيل
Author: مبارك عيسي احمد سبيل
Date: 07-10-2024, 01:09 AM
01:09 AM July, 09 2024 سودانيز اون لاين مبارك عيسي احمد سبيل-السودان مكتبتى رابط مختصر
* بقلم / Email. [email protected] المملكة المتحدة ( بريطانيا)
تضافرت عدة عوامل جيوسياسية دولية و مصالح اقليمية على زيادة الأهمية الاستراتيجية للسودان، مما *عزز* مكانته في خضم مساعي القوى العظمي ( امريكا، الصين وروسيا ) المتنافسة لتحقيق أهدافها ومصالحها الحيوية، خاصةً في منطقتي البحر الأحمر وشرق أفريقيا والصحراء الرابطة بين ليبيا، تشاد، و السودان. هذه العوامل تؤكد بأن السودان يمثل حلقة وصل إقليمياً وقارياً، *إذ يجعل موقعه الاستراتيجي منه* الأنسب للوصول إلى أفريقيا جنوب الصحراء عبر مدخل البحر الأحمر، وحلقة وصل تربط بين شمال القارة وجنوبها، وبوابة مركزية لشرق ووسط وغرب القارة الأفريقية، خاصةً أنه يُجاور دولاً محورية مهمة ( مصر،ليبيا، ارتريا، إثيوبيا، جنوب السودان،تشاد، وأفريقيا الوسطى). فضلاً عن التداخل الاجتماعي بينه و بين دول الجوار و تأثيره الجيوسياسي الكبير، لذا يشهد تنافساً دولياً وإقليمياً عليه من دول الشرق الأوسط والخليج العربي والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، و *كذلك* الدول العظمى البعيدة. هكذا اكتسب السودان أهميته في إطار المعادلات والتفاعلات الدولية و الإقليمية على نحوٍ ملحوظ.
ايضاً من العوامل *الاخرى* التي تمنح السودان ثقلاً استراتيجياً اضافياً *هى* تلك النشاطات الحيوية في مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، و في قناة السويس في الشمال، واللذين يعدان *ممرين مهمين* للغاية للتجارة الدولية.
هذه الارتباطات جعلت النظامين الإقليمي والدولي يهتمان و يتفاعلان مباشرةً مع ازمات السودان المستعصية،باعتبار إن هناك عدداً من المصالح والمحفزات المرحلية والاستراتيجية، تقف خلف زيادة التوجُّه والاهتمام الدولي نحو السودان خاصةً في الفترة الأخيرة بعد سقوط حكم المخلوع عمر البشير، والذي بموجبه تغيرت نظرة المجتمع الدولي تجاه السودان، وشجعت الولايات المتحدة على رفع العقوبات المفروضة عليه منذ التسعينيات وإزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فضلاً عن *تنامى* مستوى الرعاية الأمريكية في ملف التطبيع بين السودان و اسرائيل.
*تتجلى* هذه الاهتمامات الاستراتجية ايضاً في الحرص على استقرار السودان ولو نسبياً والحيلولة دون تصاعُد الخلافات بين الأطراف السياسية والعسكرية المكونة للمشهد السياسي ( قبل حرب ١٥ اكتوبر )، حيث ان الاستقرار السياسي يضمن عدم إعطاء فرصة الصعود *مجددا* للتنظيمات الإسلامية المتطرفة للحكم مري اخري، و يمنع انتشار موجات الفوضي والعنف المضاد في بعض المناطق، خاصةً الصحراء الشمالي الغربي و إقليم شرق السودان، لأن تداعياتهما تؤثر على أمن أوربا و البحر الأحمر و *تشجع* الجماعات الإرهابية الهادفة إلى تعزيز حضورها في الصحراء و محيط جنوب البحر الأحمر، انتشار تجارة المخدرات والسلاح، الهجرة غير الشرعية، *و تصاعد نشاط* تنظيمات داعش و جماعة الحوثي اليمنية، حركة الشباب المجاهدين الصومالية….الخ، كل هذه التداعيات ربما يترتب عليها تعطيل محتمل لمسار الاستقرار النسبي في ليبيا و تعثر مرور ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب وما يرتبط بذلك أيضاً من تهديدات أمنية
في هذا الحلقة أكتفي بما اشرت اليه من بواعث الإهتمامات و نماذج لبعض الاهتمامات وسوف استكملها في الحلقات القادمة ان كان في العمر بقية.
نواصل في الحلقة رقم ٢
|
|