وبمدينة الرسول المبروكة ( ١ /٢) كتبه عواطف عبداللطيف

وبمدينة الرسول المبروكة ( ١ /٢) كتبه عواطف عبداللطيف


06-22-2024, 04:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1719071741&rn=0


Post: #1
Title: وبمدينة الرسول المبروكة ( ١ /٢) كتبه عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 06-22-2024, 04:55 PM

04:55 PM June, 22 2024

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر





توجه ركبنا للمدينة المنورة وشمس المغيب تبث شعاعها أمعن النظر من النافذة لعل إضاءتها تنغرس بمسار سيد البشرية فيقف البص جوار لافتة تتطابق ومطوفنا ..

المكتب يعج بالمراجعين أردد مقولتي " أنا صغيرة وامي كبيرة لا أسكن إلا جوارك " يتم توزيع رفقتنا بمساكن بعيدة لم يكونوا قادرين لأداء الصلاة بالحرم فغالبيتهم كبار سن لان تصريح الحج في ذلك الزمان لمن تجاوز الأربعين و الابناء يتكفلون بحج امهاتهم وآباءهم لضيق ذات اليد … تطاول صبي علي حاج طاعن في السن أشعث أغبر يطالب بحقوقه " حيث نعته " الذبابة البتيجي من السودان تعرف تحكي " .. فاذا المطوف يكفينا شر الجدال ويلقنه درسا ليحترم ضيوف الرحمن .. فاكتفيت بتعليق أنك تمدحه ولا تذمه ..

فيكلفني المطوف مرافقة صبي أخر للتشاور لإيجار دار ليست بعيدة .. اشرت لامي أن انتظريني وبصوت عالي خاطب الصبي سيدة الدار وطلب مني ان اعتلي السلم لملاقاتها فهذه الدار لا تشبه سكننا بمكة والذي يشابه بيوت صحابة رسول الله .. شابة في مقتبل العمر رحبت بي بلهجة ساكني المدينة واكرمتني بعجوة وقهوة تفوح رائحتها بالهيل وتسألني عن الخرطوم وهل تشبه بلادها وكيف نطبخ أكلنا وووو ثم اتصلت بزوجها فوافق تأجير الغرفة تحت السلم لمجموعتنا وطلبت مني زيارتها في حالة لا يوجد حذاء زوجها بالمدخل وهو تقليد لم نعرفه بديارنا .. وأمرت الصبي فرشها بالبروش.. معلمة وزوجها وأمه وشقيقته كانوا رفقتنا بهذه الغرفة الدافئة بأنفاس مالكيها .. و تعهدت سيدة الدار بمدنا بالماء البارد يوميا ..

اشبعنا شغفنا بزيارة قبر المصطفي المحاط بسياج خشب العود المعطر بالمسك والعنبر والتبستنا طاقة حيوية فبعد صلاة العشاء نتجول بسوق الخضار والفاكهة وكأ ن لنا آرث بالمدينة المنورة فانطوت السبع ايام سراعا ونحن كالعصافير المغردة مشحونة دواخلنا تفاؤلا بقبول حجنا و بمدينة جدة زرنا مطعم شهير يديره احد ابناء عمومة والدتي وسلمناه خطاب من زوج ابنته محمد حمد النور ليقايضنا بريالات لهدايا الاهل والجيران ومطار الخرطوم يعج بالمستقبلين و دهنت بوابة دارنا بالجير الأبيض وبالازرق حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذبائح تنحر صباح مساء ليدلف عابري الطريق للتهنئة والتبرك ..أغرب الزوار ثلاثة نساء من الحي المجاور يبدو عليهن الحرج قالت أمهم " والله قلنا نساءلكم عن الفكي الخلى ولدكم يترك حبيبته !!! حقيقي اندهشنا وبرغم وجود امي واخواتي الكبار لكني بادرت هل ستصدقون ما اقوله لكم .. وبصوت واحد " أي يا بتي ولدنا معذبنا " فارد عليهم بت كانور ذكرت لأخي انها ستتعلق بشباك النبي وترجع معه لاحضار شيلة العرس.. لكن ماذا قالت للمصطفي عليه افضل السلام فهذا علمه عند العلي القدير فيسر أمنيتها ودون وسيط .. فجرجرت ضيفاتنا أرجلهن خجلا واحسب انهن شدوا الرحال لحجا مبرورا وسعيا مشكورا .. لكل من حج البيت العتيق بنقاء سريرة ..او ناجي محمدا بقلبا سليم تماما كبت كانور " ضوء البيت بلغة الدناقلة " طيب الله ثراها … وندعو العلي القدير أن يكرمنا بحجا مبرورا وذنبا مغفورا قادر يا كريم .. في هذا الزمان المصنوع .

عواطف عبداللطيف

[email protected]