Post: #1
Title: معالجات في الزمن الضائع عقار، لافروف و كباشي!(٢- ٢) كتبه عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 06-11-2024, 11:04 PM
11:04 PM June, 11 2024 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-السودان مكتبتى رابط مختصر
* إلتقى سيرجي لافروف مالك عقار، في موسكو بروسيا، في السابع من يونيو وسافر إلى غينيا ثم إلى نشاد، في الوقت الذي سافر فيه كباشي إلى النيجر ثم إلى مالي..
* ذلك كان تحشيداً دبلوماسياً رفيع المستوى، في باطنه عدة أهداف، و على رأسها تحجيم و حصار ميليشيا الجنجويد وتقليل قدرات الدول الداعمة لها على تحقيق مرادها.. خاصة وأن معظم القوى البشرية للجنجويد يأتون إلى السودان من دول غرب إفريقيا.. و الملاحظ أن الدول التي زارها كل من كباشي ولافروف قد انفرط عقد علاقاتها مع فرنسا، باستثناء تشاد.. و أن تلك الدول قد إتجهت شرقاً، نحو روسيا والصين..
* هذه التحركات الدبلوماسية الرفيعة سبقها إعلانُ ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في بورتسودان، أن "مجلس السيادة السوداني هو السلطة الشرعية التي تمثل الشعب السوداني".. و تبِع الاعلان اتفاق على حصول الروس على منفذ عسكري في البحر الأحمر، واستعداد الروس على تزويد السودان تسليحاً لا محدود..
* إن تسارع خطوات العلاقات بين الخرطوم وموسكو، لمعالجة الزمن بدل الضائع بإتفاق يُجِيز منح روسيا منفذاً عسكرياّ للدعم الفني واللوجستي، في بورتسودان، أمرٌ أثار هواجس أمريكا التي شرعت في إصدار تحذيرات حول تنفيذ الاتفاق، كما أثار الاتفاقُ انزعاج بعض القحاتة الذين صرحوا بأن الاتفاق سوف يفقد البحر الأحمر (عروبته!)..
* وفي قناعتي أن التحذير الأمريكي تحذير ينضح سخفاً ووقاحة، في هذا الزمن الملئ بالوقاحة والسخف الأمريكي و الضعف العربي الشامل.. بينما تمخر السفن و البوارج الأمريكية والأوروبية وغيرهما و تتخذ من البحر الأحمر ميداناً للتلاعب بالعرب والأفارقة وسفنهم الحربية تمخر عباب البحر الأحمر منطلقة من القواعد العسكرية الأمريكية و الفرنسية وغيرها بلا إطلاق صافرة تحذير ولا رفع كرت أحمر في وجهها..
* وبإختصار، إن الموضوع كله استهداف للسودان في لغة تقوم على المثل السوداني:- (لا بريدك ولا بحمل بلاك!)
* و هواجس أمريكا هذه بشأن الاتفاق، يُفترض ألا تعني شيئاً كثيراً ًإذا قيست بالواقع المرير الذي واجهتها في موسكو بعد ذلك، في موضوع آخر، حيث جاء في البيان الروسي الذي صدر في اجتماع (بريكس) المنعقد بموسكو، قبل أيام، جاء ما يفيد النظر في آفاق التعاون، متعدد الجوانب، (في الإجتماع المقرر قيامه هذا العام، وهو عام الرئاسة الروسية لمنظمة بريكس BRICS،)، و تشتمل أجندة التعاون على ثلاثة محاوررئيسية، وهي السياسة والأمن، والاقتصاد والمال، والعلاقات الإنسانية..
* هذه الأجندة الثلاث سوف تسبب أوجاعاً أشد إيلاماً على أمريكا و على الدولار الأمريكي في السنوات القادمة، وأمريكا تدرك ذلك، ومع ذلك تشغل بالها بموضوع الاتفاق السوداني الروسي.. و بكل وقاحة! * لماذا هذه الهواجس والإنزعاج الأمريكي و انزعاج أتباعها الاقليميين الذين يريدون أن يحددوا للسودان مساراته وييضعوا علامات وخطوط مرور على المسارات، وكأنهم أوصياء على السودان؟! * ثم، من أعطى أمريكا الحق في السودان، فاعتبرت الحق حقّاً إلهياً في اختيار مع من يجب أن يتعاون السودان ومع من يتفق؟
* إن السودانيين يرون عِظَم المصلجة السودانية في الاتفاق السوداني الروسي، و يسخرون من التحذيرات الأمريكية ، متسائلين عما إذا كان على السودان أن يستأذنها قبل الإقدام على ذلك الاتفاق؟
* إنها أمريكا التي تحاكم (محكمة الجنايات الدولية) وتتجرأ على (محكمة العدالة الدولية).. و تتحدث عن عزلة السودان والمجتمع الدولي.. والشعب السوداني يدري أن المجتمع الدولي الذي تعنيه أمريكا هو ذاك القطيع الذي يدور حول فلكها، لذا لا يخيفه التحذير الأمريكي، أو كما قال المتنبئ:-
"وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ أنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ"! * و يبدو أن السودان سوف يتجه شرقاً، بمثلما اتجهت دول أفريقية فقدت الثقة في الغرب.. .
|
|