يحسب الناظر ان سكان السودان شعب واحد ولكن بعد ان تفجرت هذه الحرب تبين ان سكان السودان مجموعة من الامم والشعوب المختلفة لايربطهم رابط، متباعدين فكريا وثقافيا ويعيشون في تنافر وزيف وغش وضلال حتي الانتماء الكذوب للاسلام انكشف في كثير من الممارسات والاخلاق وظهر ذلك جليا في بشاعة القتل وانتهاك العروض والسرقة والنهب حيث اظهرت الحرب كل ماينافي معني الأخلاق والقيم والتراحم واواصر الاخوة الاسلامية ان مايبثه الاعلام الموجه ماهو الا محض كذب وضلال وباطل، نجد خلال هذه الحرب انحاز الناس الي العشيرة والقبيلة واصبح الناس منقسمين الي قسمين كبيرين اهل الشمال والوسط واهل الغرب الذين يصفونهم "بالغرابة" تحقيرا لهم في اختزال يحمل في ظاهره الوصف الجغرافي وفي حقيقته يحمل بعد آخر من التطرف اللفظي والاحتقار والتقليل من شأن الآخرين، وفي ظروف هذه الحرب اصبحت تواجه كثير من قبائل غرب السودان خصوصا القبائل العربية منها الكثير من العداوة ونظرات الشك والريبة والكراهية بل يقابلون بالتحريض ضدهم خصوصا في الولايات الشمالية وعند نقاط التفتيش والارتكازات وفي مناطق العمل والسكن هذا الوضع لاينبئ بخير وتشير مثل هذه التصرفات الي تحول كبير في مقبل الايام لمستقبل السودان الي بركة كبيرة من الدماء والقتل من اجل لاشي سوف الجاهلية والعنصرية والقبلية والطائفية، في حين نجد علي العكس مواطني الشمال والوسط لايجدون مثل هذا التعامل العنصري البيغيض في غرب السودان او غيره من المدن والولايات الأخرى وكذلك اصبح المواطن عدو للمواطن بشكل مجمل حيث يشي البعض ويرشد ويدل علي منازل الضباط وضباط الصف المتقاعدين او الذين في الخدمة واصبح المواطن عدو للمواطن في استغلال جشع يشمل كل ضروريات الحياة من مسكن ومأكل ومشرب لقد تميزت الصفوف وانكشفت الحقائق وبانت السوءات والادعاء الكذوب الذي يقول كل أجزاءه لنا وطن وكل الناس اهل وعلي البعد الاخر نجد ذلك النفاق والتعتيم الاعلامي الغربي والعربي عن مايحدث في السودان من قتل وتهجير ودمار وهذا يذكرني بتعاطف السودانيين في مشاعر بليده مع كل قضايا الدول سوء في فلسطين او مصر او الاردن او لبنان او او غيرهم من الدول وفي حين تجد اعلام تلك الدول يغض الطرف عن مايجري في السودان بل تجد المواطن العادي لا يكاد يعرف السودان ولا يعرف اسماء ثلاث مدن سودانيه ويعجز ان ينطق اسم مدينة امدرمان التاريخية التي تعتبر مدينة ورمز لكل السودان في حين اننا ننطق اسم حي" إمبابة" صحيحا، لقد راينا وسمعنا حجم المعناة التي واجهة الفارين من الحرب في دول الجوار،وهنا يظهر بوضوح دور الاعلام الموجه الكذوب الذي ظل يغذي عقولنا بكذبة تسمي "الوطن العربي" والتربية والتعليم في السودان ساهمت في ضلال اجيال وجعلتهم يصدقون ان هنالك وطن عربي وجعلتهم يتعلمون الكثير من التفاصيل عن مختلف البلدان العربية ويحفظون اسماء مدنها وشوارعها وخرطها السياسية وللاسف تلك الشعوب يعجزون عن نطق اسم مدينة واحدة من مدننا ويقولون ( أمووو دورررمان) هم يقصدون مدينة (أم درمان- امدرمان) واذا طلبت من منهم ذكر خمسة او اربعة مدن سودانية لعجز مثقفيهم قبل عوامهم السودان لن يعود ابدا كما كان قبل هذه الحرب ويجب ان لا يعود كما كان ابدا داخليا وخارجيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن محمد فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست