مصلحة أمريكا في نفض يدها عن مليشيا الدعم السريع ولجم الأمارات كتبه نضال عبدالوهاب

مصلحة أمريكا في نفض يدها عن مليشيا الدعم السريع ولجم الأمارات كتبه نضال عبدالوهاب


06-08-2024, 03:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1717857179&rn=0


Post: #1
Title: مصلحة أمريكا في نفض يدها عن مليشيا الدعم السريع ولجم الأمارات كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 06-08-2024, 03:32 PM

03:32 PM June, 08 2024

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كنت باكراً ومنذ أيام الثورة قد تحدثت عن أهمية علاقات إستراتيجية للسُودان مع أمريكا وصداقة قائمة علي أساس المصالح المُشتركة السياسِية والإقتصادية ، مع إستقلال القرار السُوداني وسيادة البلاد ، وكذلك مُساعدة أمريكا للسُودان في التحول الديمُقراطي وفق قيّم الديمُقراطية ونشرها وتعزيزها ، وحذرت حينها من النفوذ الروسي الصيني في المنطقة وفي السُودان تحديداً وكذلك الحلف الروسي الإيراني التُركي الذي أسس له النظام السابق والإسلاميين ، وقلت حينها أن وقوع أمريكا في خط الدول الغير داعمة للديمُقراطية في السُودان خاصة دول الخليج ومصر بحسابات المصالح سيفتح الطريق ويمهده للتغول الروسي والتمدد فيه ، و علي أمريكا الرسمية مُساندة التحول الديمُقراطي في السُودان وإحترام رغبة شعبه في ذلك ومبادئ ثورته التي لا تُعادي أمريكا ولا تتعارض مع مصالحها ، بل علي العكس من ذلك ، وكانت قوي العسكر الجيش والمليشيا في ذلك الوقت تجد دعماً من الأقليم لعدم وجود تحول ديمُقراطي حقيقي في السُودان و حُكم مدني يُلبي رغبة السُودانيون وثورتهم التي أدهشت وأعجبت جميع العالم الحر وشعوبه وألهمتهم.
وكان تحذيرنا للإدارة الأمريكية بوضوح حينها من النفوذ الروسي في السُودان ومليشيات عصابة فاغنر ، التي كان لها وجود فاعل وتنسيق مع العسكر وخاصة مليشيات الدعم السريع ، و شهد كُل العالم في بدايات الحرب الروسية الأوكرانية الزيارة الشهيرة للمُجرم حميدتي لروسيا ودعمه لروسيا في حرب أوكرانيا وقوله في أحقية روسيا الدفاع عن ماتراه مناسباً ضد أوكرانيا ، وكان هذا نتيجة للتعاون غير المحدود مع روسيا والإمارات ، وكان الذهب الذي يذهب لروسيا من السُودان عن طريق مليشيا الدعم السريع والأمارات ، و يتم تهريبه للأمارات وروسيا معاً مُساعداً في فك الخناق عن روسيا برغم العقوبات الإقتصادية التي كانت تواجهها ، ربطت في ذلك الوقت بين المصالح المُشتركة لأمريكا والسُودان ولمستقبل تلك العلاقات ، وكان هذا قبل إنقلاب ٢٥ أكتوبر وقبل الحرب ، ولكن ونتيجة لتغليب أمريكا لمصالحها مع بعض دول الخليج ومصر تم تمرير الإنقلاب العسكري الذي حدث في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، وتم غض الطرف عنه ، بل ولم يتم الإعتراف به كإنقلاب إلا مُتأخراً جداً ، ثم ولكي تحافظ أمريكا علي مصالحها في السُودان حاولت الدخول في تسوية تجمع المدنيين والعسكريين تضمن لها علاقتها مع دول الإقليم وخاصة الإمارات والسعودية ، وبدأ واضحاً إقتناع أمريكا بدعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع ولقائدها المُجرم حميدتي ، برُغم وضوح العلاقة مابين مليشيا الدعم السريع وروسيا الرسمية ومليشيا فاغنر أيضاً لأمريكا وإدارتها الحالية ، ولكن الإدارة الأمريكية لم تتخذ أي خطوات وعقوبات للحد من تمدد المليشيا في السُودان ، بل علي العكس ، فقد كان السلاح الذي يذهب لها ولتقويتها عسكرياً معظمه أمريكي الصُنع يأتيها عن طريق الإمارات ، وكان واضحاً أن رعاية الإمارات للمليشيا لتكون أداتها في السُودان لتحقيق مصالحها ، كُل هذا الصراع الداخلي والخارجي وكما هو معلوم نتجت عنه الحرب ، والتي حاولت أمريكا الرسمية الوقوف في جانب الحياد فيه ، وفي ذات الوقت أستمرت الإمارات في لعب دور الداعم الرئيسي لمليشيا الدعم السريع وبالتالي لإستمرار الحرب ، إتخذت أمريكا ذات موقفها القديم من محاولات التسوية و وجود أدوار للمليشيا ، وسعت بعض الدوائر لجعل الحرب الحالية بوابة لتقسيم السُودان نفسه تلبية لبعض المصالح التي ليست لها علاقة بمصالح السُودانيين وبالتالي ليست لها أي مصالح مع أمريكا نفسها بناء علي الواقع وتركيبة السُودان وموقعه في أفريقيا وعلي البحر الأحمر ، إنتقال أمريكا و وقوفها هذا الموقف الحالي من الحرب والصمت عن دور الأمارات السالب في الحرب وعدم التعامل الحاسم مع كثير من الجرائم التي تتم من طرفي الحرب وخاصةً مليشيا الدعم السريع ، ساهم في تمديد أمد الحرب ، ولكنه في ذات الوقت فتح الطريق لدخول روسيا مُجدداً في الصراع وما محاولات الجيش وقيادته الإسلامية التواصل الجاد مع روسيا والتقارب لدرجة إعطائها إلتزامات بإنشاء قاعدة عسكرية علي البحر الأحمر ، إضافة لعدد من الإتفاقيات العسكرية والإقتصادية ، فهو تماماً ما كنا قد حذرنا منه أمريكا سابقاً وفقاً لقراءة المشهد من جانبنا ، وحتي أثناء سيّر الحرب الحالية كثيراً ما طالبنا أمريكا وكتبت شخصياً في ذلك بضرورة لجم الإمارات وتحجيمها ومنعها من دعم مليشيا الدعم السريع ، بل طالبنا بإعلان مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية ، وحذرنا كذلك من أن إستمرار دعم الإمارات للمليشيا سيُجبر قيادة الجيش السُوداني الحالية من التواصل وفتح قنوات التعاون مع ايران وروسيا ؟؟؟ ، وهذا ما حدث فعلاً للأسف ، وها هي روسيا الآن داخل السُودان نتيجة لسياسة أمريكا تجاه الحرب الحالية وموقفها من الإمارات ومليشيا الدعم السريع؟ ، وفي هذا إضرار واضح وكبير بمصالح أمريكا ليس في السُودان وحسب وإنما في كامل المنطقة.
نقولها صادقين ودونما إستعلاء أو إنحياز لمواقفنا ، ولكن علي أمريكا الرسمية الإنتباه لرأينا الشخصي وما نكتبه صادقين في هذا الشأن ، والمبني علي معرفة بشئون بلادنا السُودان ورغبةً في علاقات تضّمن مصالح السُودان وأمريكا المشتركة معاً.
علي أمريكا تغيير طريقتها وسياستها الحالية في السُودان ، عليها القيام بالتالي لضمان عدم تمدد النفوذ الروسي والإيراني في السُودان.
١/دعم حقيقي لوحدة السُودان وعدم الإستماع لي أي دوائر داخلية أو خارجية تعمل لأجل تقسيّم السُودان عن طريق الحرب الحالية أو حتي حال التوصل لإتفاق لوقفها وذلك لأسباب عديدة لا مجال لذكرها في هذا المقال
٢/لجم الإمارات ووقف أي محاولات منها ومن غيرها من دول الإقليم لدعم الحرب الحالية أو دعم مليشيا الدعم السريع ومليشيات الجنجويد
٣/الإتجاه إلي فرض عقوبات حقيقية وإستخدام أدوات ضاغطة علي طرفي الحرب وقيادة الجانبين معاً وتفعيلها
٤/إعتبار كلاً من الحركة الإسلامية ومليشيا الدعم السريع حركات أرهابية في السُودان والتعامل معهما علي هذا الأساس في حالة عدم الإنصياع التام لوقف الحرب
٥/الإقتناع التام بوقف الحرب في السُودان ، والإسهام بضرورة حل وتفكيك جميع المليشيات بالسُودان وعلي رأسها مليشيا الدعم السريع
٦/دعم حوار سوداني سوداني شامل لا يستثني إلا حزب المؤتمر الوطني والداعمين للحرب ، ينقل البلاد إلي تأسيس دولة جديدة قائمة علي مبادئ العدالة والمساواة والديمُقراطية
٧/ خلق علاقات إستراتيجية في السُودان ودعم الحُكم المدني والديمُقراطي والسلام المُستدام والشامل في السُودان دعم حقيقي
٨/النظر للسُودان وإستقراره كجزء لا يتجزأ من إستقرار الإقليم وكامل المنطقة وضرورة وعدم تهديد السلم الإقليمي و العالمي أو المصالح الأمريكية التي ستتضرر من أي تدويل للصراع فيه أو في المنطقة
٩/الحد من النفوذ الروسي الإيراني أولي خطواته وأهمّ مفاتيحه هو تنفيذ الخطوات الثمانية المذكورة أعلاه.
أخيراً:
فإن نظرتنا لعدم إيجاد أي تمدد روسي أو نفوذ في السُودان هو حرصاً علي المصالح الأمريكية السُودانية المُشتركة ، وعدم تدارك هذا الأمر قد يُكرر النموذج السوري في السُودان وقد يفتح الباب أمام صراع كارثي في السُودان تتضرر منه كامل المنطقة والعالم ، للإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الديمُقراطيين أمّد ليس كبيراً قبل الإنتخابات الأمريكية ، وعليها التحرك الجاد في هذا الإتجاه ، مع الوضع في الإعتبار أن سياسة أمريكا الخارجية وفقاً لمصالحها الإستراتيجية لاتتغير كثيراً بتغير الأدارات الموجودة في الُحكم فيها.
٨ يونيو ٢٠٢٤