Post: #1
Title: مؤتمر التقدم القادم هو إعادة لإنتاج الفشل السياسي كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 05-25-2024, 02:11 PM
02:11 PM May, 25 2024 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
سبق أن حذرنا إخوتنا في التقدم حينما كانوا يسمون أنفسهم "قوى الحرية والتغيير"، وقلنا لهم إن البدايات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة وخطيرة، وقد تحققت تلك التحذيرات بإندلاع الحرب اللعينة التي يدفع ضريبتها أبناء الهامش، سواء في صفوف الدعم السريع أو الجيش المختطف من قبل الأقلية الفاسدة.
لقد مضت أكثر من ستين عاماً من تاريخ السودان، وما زالت نخب المركز الطفيلي تدور في حلقة مفرغة. لذلك نقولها لأخوتنا في تقدم اليوم، أن ما تقومون به من نشاط سياسي هو في جوهره نشاط إنتهازي .. والإنتهازية عمرها ما حلت مشكلة وقد جربها ضعاف النفوس منذ الإستقلال!
الأفضل لنا جميعاً كسودانيين بعد تسرب ستون عاماً من بين أيدينا عبثاً، خسرناها في تكتيكات ومماحكات سياسية عقيمة، وحكومات فوقية إنتهت إلى إنقلابات عسكرية رعناء وحروب أهلية مدمرة جعلت السودان سلة غذاء العالم في ذيل الأمم والشعوب! المنطق والمصلحة الوطنية يحتمان أن نقول في هذا المنعطف التاريخي الخطير من تاريخ السودان، من جرب المجرب حاقت به الندامة. مهما حاولتم التحايل على الواقع لن تفلحوا لأن الله سبحان وتعالى خلق الكون بسنن وقوانين. قوانين وسنن السياسة، هي الصدق والنزاهة والتجرد والتشخيص الواعي المستند إلى منهج علمي يستطيع مخاطبة جذور الأزمة الوطنية.
أما الطريقة التي تديرون بها الأمور، طريقة متخلفة جداً، تعبر عن عقلية متكلسة، تشي وتقول إنكم مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية السودانية، تجلى هذا في هروبكم غير المبرر من مواجهة إستحقاقات الحل الوطني بطريقة صحيحة، أي وضع مداميك دولة مدنية ديمقراطية فدرالية من خلال الذهاب إلى منصة التأسيس التي تشارك فيها كل أقاليم السودان. لأن السودان منذ نشأته وحتى الآن إرادة شعبه ظلت مغيبة من قبل الإنتهازيين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين!
نحن في إقليم كردفان الذي يعتبر مستودع الإقتصاد الوطني، لما يزخر به من بترول وغاز وثروة حيوانية وصمغ عربي وفول وسمسم وغيره من موارد تجود بها كردفان الغرة أم خيرا بره وجوا. نخب المركز الطفيلي إستغلت طيبة أهلنا وسماحتهم ووظفت ذلك لإدامة سيطرتها الأمر الذي جعلنا نحن في التجمع في وقت مبكر ننتبه إلى خطورة إستمرار هذا النهج والسلوك الإستغلالي البشع وأصدرنا وثيقة تاريخية خاطبت جذور الأزمة الوطنية في السودان عموما وكردفان على وجه الخصوص في عام ٢٠٠٦م وعلى ضوءها تأسس تجمع كردفان للتنمية ولاحقا إضفنا إليه كلمة العدالة وأصبح "تجمع كردفان للتنمية والعدالة" بعد أن تعرضنا لمؤامرات من نخب المركز الطفيلي لإعاقة مسيرة التجمع على رأسها نظام الإنقاذ المجرم وحاشيته الفاسدة لكننا رغم ذلك صبرنا ورفعنا شعار: لا حوار ولا تفاوض مع نظام الإنقاذ وظللنا على موقفنا ثابتين حتى سقط الطاغية الضلالي عمر البشير في مزبلة التاريخ عبر ثورة سطرها أبناء وبنات الشعب السوداني البطل. بل رفضنا حتى المشاركة في مفاوضات سلام جوبا وحذرنا قوى الحرية والتغيير في وقتها من تداعيات ذلك، في بيانات ومقالات وهي مبذولة لمن أراد أن يستوثق من ذلك.
والآن نقولها لكم مؤتمركم المزمع أن تنطلق أعماله غداً سينتهي إلى الفشل كسابقاته لأنه ركز على الشكل وتجاهل الجوهر .. وهنا نعني غياب الأفق السياسي والمنهج العلمي الذي يستجيب لجذور الأزمة وليس المظاهر.
حل الأزمة الوطنية حوته الوثيقة التاريخية لتجمع كردفان للتنمية والعدالة في عام ٢٠٠٦م.
لذلك أتساءل .. كيف لكم أن ترفعوا شعار " تقدم" وأنتم عاجزين عن رؤية رموز التقدم وحملة مشاعل التنوير؟
مشاركة أقاليم السودان هي المدخل الحقيقي لوضع أساس متين وراسخ لبناء دولة وطنية ديمقراطية حديثة.
ما الفرق بينكم ونظام الإنقاذ المجرم الذي إتبع ذات المنطق الإنتهازي الذي ثبت فشله.
لذلك نقولها لكم نحن في تجمع كردفان للتنمية والعدالة، لا حل لمشاكل السودان التاريخية إلا بمشاركة حقيقية لأبناء وبنات أقاليم السودان المختلفة وتقديم رؤى وأفكار وتصورات وبرامج عمل سياسي معافى ترفع المعاناة عن الفقراء والكادحين والمهمشين من مزارعين ورعاة في دولة مدنية ديمقراطية فدرالية يقودها أبناء وبنات الهامش وليس نخب المركز الطفيلي.
الطيب الزين رئيس تجمع كردفان للتنمية والعدالة ٢٠٢٤/٥/٢٥
|
|