Fwd: الإنسان في الوجود : هل هو ثابت أم متغير ؟ بقلم المهندس أحمد نورين دينق .

Fwd: الإنسان في الوجود : هل هو ثابت أم متغير ؟ بقلم المهندس أحمد نورين دينق .


05-24-2024, 06:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1716572776&rn=0


Post: #1
Title: Fwd: الإنسان في الوجود : هل هو ثابت أم متغير ؟ بقلم المهندس أحمد نورين دينق .
Author: أحمد نورين دينق
Date: 05-24-2024, 06:46 PM

06:46 PM May, 24 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




إن سياحة المؤمن في آيات الله الكونية من أسباب الترقي في المقامات الإيمانية ؛ و قد قطعت البشرية أشواطا في شتى ضروب العلوم سيما علم الفلك ، و إكتشفت المجرات البعيدة ، و ما زال البحث مستمراً عن المزيد منها ، و إكتشفت الثقوب السوداء ، كل هذه الاكتشافات تدور في جزء ضئيل من السماء الدنيا ، و ما زالت ست سماوات و الجزء الأكبر من السماء الدنيا فوق قدرة الإنسان العلمية فيا سبحان الله الخالق البديع ! السؤال الذي يطرح نفسه في أعماق قلبي هو : هل هنالك وجودات موازية للوجود الذي نعرفه ؟ أم هنالك وجودات متوالية للوجود الذي نعرفه ؟ أم أن الإحتمالات السابقة كلها واردة و صحيحة ؟ الوجود الذي نعرفه ، هو ذلك الذي حدد الباري عز وجل حيزه الزماني و المكاني في الآية السادسة من سورة طه ، قال تعالى : ( له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ) .. و الذي حدد الحديث الشريف ، الذي ورد عن عبادة بن الصامت ، و رواه الإمام أحمد و أبو داود والترمذي ، حدد مقادير الاشياء و حدود التفاعلات المختلفة الممكنة في ذلك الوجود إلى يوم القيامة ؛ حيث قال : ( إن أول ما خلق الله القلم ، ثم قال له أكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) . وهو وجود تشكل فيه ستة مخلوقات دور الدعائم الأساسية فيه : الملائكة ، و الجن ، و الانس ، السماوات ، و الأرض و الجبال . دخلت السماوات والأرض و الجبال في حلبة الثوابت في هذا الوجود بعرض الأمانة عليهم دون سائر المخلوقات الأخرى في هذا الوجود ، و ذلك في قوله تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض و الجبال ، فأبين أن يحملنها و أشفقن منها ، و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الآية( ٧٢) من سورة الاحزاب . بينما يخوض فيه الإمتحان الأساسي إثنين فقط من هذه الثوابت الستة ، و هما :الانس و الجن ، و يثاب الناجح منهما بالخلود في الجنة ، و يعاقب الفاشل منهما بالخلود في النار . و يمتاز الانس على الملائكة و الجن ، بأن جعلهم الله تعالى خلفائه في أرضه كما جاء في الآية (٣٠) من سورة البقرة : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، ...الخ الآية ) للأسف الشديد أن البعض من الأنس في غمرة الزهو بهذه الخلافة ، يعمموها على الوجود كله بدلا من الحيز الذي حدده الباري عز وجل ألا و هي الأرض . نعود إلى قضيتنا الأولى ، ألا وهي إحتمالية ، توفر وجودات متوالية و وجودات موازية للوجود الحالي المعروف ، يقول الحق عز وجل في الآيات (١٠٥_١٠٨) من سورة هود : ( يوم يأت لا تكلم نفس إلإ بإذنه، فمنهم شقي و سعيد (١٠٥) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق (١٠٦) خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ، إن ربك فعال لما يريد( ١٠٧) و أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ، عطاء غير مجذوذ (١٠٨) ) .. إنتهت الآيات ، فربطت الآيات بين إستمرارية النعيم الخالد و العذاب الخالد بإستمرارية السماوات والأرض الجديدة الخاصة بالوجود الجديد (دار الجزاء) .. ( يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار )(٤٨) سورة إبراهيم ، فإذا قرر الرب زوالهما ، فإن ذلك يعني بداية وجود جديد تالي للوجود القديم التليد بثوابت جديدة مصداقا لكونه فعال لما يريد ، و كون أمره بين الكاف و النون .. فترجيح الوجودات المتوالية في حقه دليل قدرته المطلقة ، فالاسماء الحسنى المتاحة في وجودنا المعروف ربما تكون في حدود علمنا ، و سنتعرف في عالم الجزاء على المزيد منها ، لذا لن نستبعد الوجودات المتوازية ، و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا . * المهندس أحمد نورين دينق ، عضو مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي الأعلى جنوب السودان . للتواصل. واتساب:٢١١٩٢٤٤٧٦٨٤٤+ بريد إلكتروني: [email protected]