شكك ترامب عبر بعض منشوراته في طريقة اختيار هيئة المحلفين، وقد قام القاضي خوان ميرشان فوراً بمعاقبة ترامب بفرض غرامات تراكمية عليه، بالرغم من أنه كان على ميرشان التحقق من مخاوف(المتهم) في عدالة المحكمة، مما يؤكد صحة مخاوف ترامب. وسنجد الأسلوب المتحايل الذي استخدمه القاضي واضحاً وهو يقول: (بفعله ذلك، لم يشكك المدعى عليه في نزاهة هذه الإجراءات وبالتالي شرعيتها فحسب، بل أثار مرة أخرى شبح الخوف على سلامة المحلفين وأحبائهم). لقد استخدم القاضي قضية ثانوية (عاطفية) لتفنيد قضية جوهرية (عدلية)، ف[شبح الخوف على سلامة المحلفين وأحبائهم] ليس فيها الكثير من التصنع بل هي أساساً غير مبررة إذ أن تصريحات ترامب لم تتضمن إيعازاً بالقتل وإلا اعتبر ذلك جريمة جنائية قائمة بنفسها. لكن القاضي أراد ان يخلط ما هو دستوري وعدلي بتسويق شعبوي بل ويعد تجريماً استباقيا لترامب لم تقدم فيه بينة، فمخاوفه على تعرض المتهم للظلم يجب أن تكون أكبر من مخاوفه على أحباء المحلفين إن لم يكن قد وضع ترامب في خانة المجرم المدان حتماً. ونسى القاضي أن من أهم وظائف حرية التعبير أن يتم حماية الأفراد من تغول السلطات ومن ضمنها السلطة القضائية، لذلك فإن ترامب في الواقع يمارس حقه الدستوري في التعبير وحقه الدستوري في إعادة تشكيل هيئة المحلفين على أسس سليمة. اختيار هيئة المحلفين يجب أن يكون عشوائياً ولكن من سجلات الناخبين، وأن يكون متنوعاً، وإذا كان من حق محامي الدفاع أن يطلب إقصاء بعض المحلفين لكنه محكوم بعدد معين، ويبدو أن النظام القضائي تكالب على ترامب فجعل المحلفين كلهم من الدموقراطيين حتى إذا أقصى محامي ترامب البعض ظلت الأغلبية ضده. لقد عانى نظام المحلفين من الانتقادات المزمنة، ليس من ضمنها اختيار المحلفين فقط بل حتى من أسلوب إدارة المحلفين، ومن أداء المحلفين، ومن تمويل هذا النظام، وهناك دعوات واسعة تطالب بإنهاء نظام المحلفين غير أن حراس المعبد والمنتفعين من دمار النظام القضائي الأمريكي الفاسد يظلون هم الأقوى. إن القاضي خوان ليس بعيداً عن زج الدكتاتور بالمعارضين لأنهم انتقدوه بل هو متطابق معه تماماً، وتظهر هذه المأساة كم التملق الذي يمارسه الغرب حين يغمض عين ليرى بعين واحدة وفي اتجاه واحد فقط؛ تماما كالمسيخ الدجال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست