هذه السكرتيرة التى بقيت فى عصمة المكتب على الرغم من تغيير المديرين وبعضهم قد صار فى مأموريات خارجية وبعضهم قد خرج من هذه الدنيا الزائلة ولكن بقيت هى كما الملفات والسجلات بالمكتب يتم اعادتها وتداولها من مدير إلى مدير من باب الوصية وابراء الذمة فقد كان المدراء بلا عمل يقضون كل وقتهم فى إعادة توصيف مقاييس الجمال فهم قد ورثوا تقليد ان هذه الإدارة ليس لها شغل او مشغلة سوى النميمة وادعاء الأدب فى مقام التعرية البصرية التى تاكل الجدار وتنفذ إلى الإبعاد الداخلية ان كان من وحدة الاطوال او الحجوم وهم فى ذلك جيل بعد جيل يتلغف الراية بل ان هذه الإدارة قد عرفت بأولاد فلان وفلان فى زمان التعيين من باب ولدنا وولدكم الذى ينتهى بك إلى البعثات والمنح الخارجية بالشفعة والاصالة إلى ان تعود فى صندوق خشبى ومعك تذكرة مجانية لشحن العفش واعفاء جمركى لعربة تبيعه لزملاء الإدارة الجدد الذين لم يعرفوا اجادة ربطة العنق فتظل معلقة على مدار السنة غير شاملة البخار لأجل زيت الفول الذى اختلط بها من بوفيه الإدارة فى ذلك الزقاق الذى هو أيضا تقليد من باب احسن فول واحسن ليمون واحسن ست شاى على ناصية الطريق!!!! كانت لاتكتفى بأعمال المكتب الروتينية الجامدة بل كانت تترجم كل التفاصيل فى شكل روائح ولسانيات لذا رسخت عند مديريها وزاعت سيرتها واهتمامها بالتفاصيل الصغيرة فى الترجمة ثلاثية الابعاد لذا كان قرار المدير الأخير الذى لم يحسن ربطة عنقه حتى بعد ان حقق فوق الربط المحدد ووصل إلى درجة مدير و التى لا تتناسب مع مرجعيته الاكاديمية او تقاطيعه فى هذه الإدارة التى ورثت النميمة بأبعادها فى العالمين ،،،، ولأن المدير الأخير موزع لملفاته ما بين السفريات والمحطات الخارجية والداخلية عبر القرى والمدن فكان ان قرر ان يجعل من هذا الملف عالمى بعد عناء الارشيف والغبار الذى ظل يخفي ما عليه،،، فصارت إلى العالمية محطة خارجية تمثل ملئ ساعات الفراغ بدلا عن صالات كبار الزوار فى زمان الكعب الدائر ولأنها أصبحت تميمة اولازمة فتلك الإدارة تمشى بطقوس وتنام على بخور السدانة الذى يعنى التبع رأسا ولو كان الطلب صحن فول ،،،،، كان هذا المدير يزين جدار مكتبه بلوحة طائر البوم الشهيرة فهو لم يعرف عنه اهتمام بالتمائم بحكم خلفيته المتزمتة لذا خلق انعكاس لصورة مصغرة ومعتدلة فى أرجاء مكتبة بل جعل المقلمة من رجل تلك البومة ،،، اشتهر فى الإدارة بمظهره الذى يعكس غضبا لا يتلائم مع طبيعة وظيفته ولا احد يدرك كيف يدير معاركه يغطى وجهه بنظارة لتغطية تلك التقاطيع التى تتم عن خليط من الغضب الفطرى والخبث الوراثى والحقد الدفين ،،، اكتفى بتلك الإدارة ولم يبدى اى طموح فهو فى حلف يضمن له الحفاظ على الوظيفة وتنمية موارد الفساد عبر المدن ،،،، كانت فى تلك المحطة لاتنتظر بريد بل تقضى وقتها فى حملات التسوق اليومى عبر هوجة الماركات من الملابس والعطور فهذه المحطة لا تمثل إلا بيات شتوى فى إدارة لا تعمل اصلا وليس هناك منافذ جباية او هجمات تسويق وهمى لسرقة المدخرات ،،، خرج من الإدارة وبقيت هى فى محطتها فهى تمرست على حقب ثلاثة ومازج ما بين الحداثة والتزمت ومارست التعدد واقعا فضمنت البقاء على مر الدهور والأزمان اما هو فقد تضاعف عنده الخبث والحقد الدفين فخرب المدينة،،،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الأمين مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست