الطلاب الاسرائيليين و التصعيد الطلابي في الجامعات الدولية كتبه عبير المجمر (سويكت)

الطلاب الاسرائيليين و التصعيد الطلابي في الجامعات الدولية كتبه عبير المجمر (سويكت)


04-27-2024, 02:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1714224603&rn=1


Post: #1
Title: الطلاب الاسرائيليين و التصعيد الطلابي في الجامعات الدولية كتبه عبير المجمر (سويكت)
Author: عبير سويكت
Date: 04-27-2024, 02:30 PM
Parent: #0

02:30 PM April, 27 2024

سودانيز اون لاين
عبير سويكت-فرنسا
مكتبتى
رابط مختصر





مما لا شك فيه أن التجمعات و التظاهرات السلمية و الاعتصامات مكفولة قانونيًا كوسيلة من الوسائل المدنية القانونية للتعبير عن الرأي و عنمطالب شرعية بطريقة مدنية سلمية.

في الآونة الاخيرة شهدت عواصم أوروبية و ولايات امريكية تظاهرات ترفع شعارات مناهضة الإبادة الجماعية في فلسطين على حد تعبيرهم،و أهمية تطبيق القانون الدولي، و إيقاف دائم لإطلاق النار، مع أهمية احياء العملية السياسية لضمان سلام عادل شامل مستدام بمخاطبةجذور الازمة التأريخية ، و بعض الشعارات التي تهتف بفلسطين حرة، و آخرين يطالبون بضغط على إدارتهم التعليمية من آجل مقاطعةإسرائيل و إيقاف التعاون معها.

من المفهوم ان من حق الجميع التعبير عن مطالبهم بطريقة سلمية ، و عليه ليس الهدف من مقالى هذا إيقاف ما يسمى بالمد الثوري الطلابيأو حتى الدفع بهم للتنازل عما يصفونه بالمطالب الشرعية العادلة على حد تعبيرهم ، مفهوم ان الاعتصام أداة من الأدوات المدنية السلميةالتى سبق و أستخدمها الشباب السوداني في ثورته التأريخية معتصمًا لشهور رافعًا شعار "سلمية" و ان كانت نهايتهم مأساوية تمثلتفي " مجزره فض الاعتصام" بالقوة المميتة و الرمى بجثثهم في النيل، الشباب السوداني أبدعوا و تفننوا في تجربة إعتصامهم الذي تحوللمنطقة تلاقي اجتماعي للمتعطشين لعالم افضل تحت شعار حرية سلام و عدالة مع التأكيد على سلمية اعتصامهم، حيث كان شعارهمالأوحد "سلمية"، أبدعوا و تفننوا تعبيرا عن مطالبهم بالفنون التشكيلية و الرسوم الجدرانية التى كانت تعبر عن كل مطلب شرعي، أكلوا وشربوا معاً في مكان اعتصامهم، بل و تعرفوا على بعضهم البعض منهم من تزوجوا في مكان اعتصامهم حيث تقاسموا المأكل و المشرب وناموا في الأرض ليالي و أسابيع و شهور حمايةً لي "ترس الحرية" الحاجز الذي وضعوه مانعًا بينهم و السلاح الباطش، و لكن تم فضالاعتصام بالقوة المميتة ، و يحضرني هنا حديث الراحل الصادق المهدي اخر رئيس وزراء شرعي للسودان الذي عندما تم أخباره بانالاعتصام الشبابي الذي دام طويلًا سوف يفض بالقوة المميته فما كان منه إلا أن هدهم بانه يجب عدم المساس بالطلاب و إلا سينزل الىساحة الاعتصام بنفسه و ينضم لهم و حتى يكون حاجزا منيعًا لهم و ليقتلوه معهم ، و لكن فض الاعتصام الشبابي بالقوة المميتة و تمالرمي بالجثث في النيل من قبل مليشيا الدعم السريع .

معلوم ان الاعتصام السلمي حق يكفله القانون و الدستور و لكن في ذات الصدد يرجأ التفريق بين موقف إسرائيل كحكومة و أفعالها أتفقناأو اختلفنا معها، و فصل ذلك عن مواقف الأفراد المدنيين و بما في ذلك الطلاب الاسرائيليين في بلاد المهجر ، اى بنفس مستوى حرصالطلبة المعتصمين التجاوب مع نداءاتهم لابد ان يكونوا حريصين بذات المستوى على وضع زملائهم من الطلبة الاسرائيليين بحيث ان لايتعرضوا للعزلة المجتمعية لان لا ذنب لهم فيما يحدث ، و يجب تفادي ان يتوالد شعور سلبي في الأوساط الأكاديمية تجاه الطلبةالاسرائيليين الذين هم بأي حال من الأحوال غير مسؤولين عن الصراع الاسرائيلي الفلسطينى و تصاعده، كما يرجأ في ذات الوقت ضمانسلامتهم في الحرم الجامعي و مختلف الاوساط التعليمية والثقافية، و حتى قبول تواجدهم في التجمعات الطلابية و السماح لهم بالمشاركةاذا رغبوا في ذلك حتى و ان كان لهم راي مخالف فاختلاف الراي لا يفسد للود قضية ، يجب عدم إقصائهم او إبعادهم، او منعهم منالمشاركة في الفعاليات الطلابية السلمية.

ان الطلاب الاسرائيليين المنتشرين حول العالم هم نعمة و ليس نغمة، عبر هؤلاء الطلاب يمكن فتح قنوات الحوار بين الأجيال الصاعدة ، انالعقول الطلابية الاسرائيلية النائشة إذا وجدت احتواء صادق و معاملة حسنة و كريمة فيمكن عبر هذه الأجيال في دول الشتات فتح مجالللحوار و تناول القضايا الشائكة و العالقة بإشراكهم بالحوار و النقاش للسعي لتصحيح الاوضاع المختلف عليها بين جانبي الصراع، والتفاكر معًا حول كيفية البحث عن معالجة للقضايا جذريًا و الخروج من النفق المظلم نحو مستقبل مشرق للطرفين .

هؤلاء الشباب و الطلبة الاسرائيليين يمكن ان يلعبوا دورًا مهما في تاريخ البشرية و الإنسانية، و يمكن ان يكونوا جسرًا للتواصل اذا تمالنظر إليهم بطريقة ايجابية و الفصل بينهم كافراد مدنيين و بين موقف اسرائيل كدولة.

و من المعلوم ان الموروث الإسلامي يدعو للحكمة في التعامل مع المختلفين فيما بينهم و حتى مع الخصوم، كما يدعو لتعزيز لغة الحوار البناءالهادئ و ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، و جادلهم بالتي هي أحسن، و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هي أحسن ، فقولواله قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى ، و ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم.