دولة ٥٦ تتجلى ظهورا لتفنى كتبه د.أمل الكردفاني

02:28 PM April, 27 2024

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

كانت الشعوب السودانية الأخرى مغيبة عن المعلومة، فقد كانت المعلومة محتكرة لحكومات الشمال النيلي، ولذلك لم تكن الشعوب المهمشة الأخرى تعرف ما يحدث للشعوب المهمشة الأخرى إلا بحسب ماكان ينقله الإعلام الشمالي عنها، كان الإعلام كله موجهاً إلى شيطنة الجنوبيين وقياداتهم التي كانت تطالب بحقوقها، كان إعلام الشمال ينقل لنا أن جون قرنق كافر وأن الجنوبيين عبيد وهم سبب كل بلاء السودان، مع ذلك ظلت ثورة الجنوبيين مستمرة، وإرادتهم لم تضعف، ونضالاتهم لم تنهزم، حتى نالوا استقلالهم بعدعقود طويلة، ظل طيران الشمال يقصف فيها الأطفال والنساء والعجزة، وكتائب جهاد الدفاع الشعبي تغتصب النساء وحتى الأطفال وتذبحهم وهم داخل اكواخهم البسيطة المصنوعة من القش، ثم يتم حرقهم أحياء وامواتاً داخل القطاطي. مع ذلك ظل إعلام الشمال لا ينقل لنا إلا صورة معكوسة، تشيطن فيها أبناء الجنوب الحفاة العراة الذين يعيشون بلا تعليم ولا مستشفيات وكانت الارساليات المسيحية تحاول تغطية هذا النقص باستمرار ولكن ليس بالقدر الكافي.
انتهت حرب الجنوب وذهب الجنوبيون ليحكموا أنفسهم ويستفيدوا من ثرواتهم وقد كان الطيب مصطفى قد قال: فليذهبوا بعرقهم وعرقيهم، أي برائحتهم العفنة وخمرهم. متجاهلاً أن بداية صنع الخمور كانت في الشمال.
بعد نهاية حرب الجنوب بدأ اهل دارفور يفهمون، وعرفوا الخداع والفتن التي بثها الشماليون في بلادهم فكالوا لبعضهم البعض القتل والتنكيل، لكن أهل دارفور استفاقوا، ثم انتفضت النيل الأزرق، وجبال النوبة ثم الشرق ثم جنوب كردفان.. وبدأت تباشير فناء دولة ستة وخمسين في الظهور، وحاول الشماليون شيطنة أهل الشرق ثم اهل النيل الأزرق ثم اهل دارفور، فهؤلاء عبيد وأولئك مرتزقة وغيرهم ارتريين..الخ غير أن شيطنتهم لم تفلح فعادوا إلى الخطط القديمة وبدأوا في بث الفتن بين القبائل والشعوب، فبثوا الفتن بين الهدندوة والبني عامر، وبين الهوسا والفونج، وبين المسيرية والنوبة، وبين عرب دارفور وزرقة دارفور، ..الخ..غير أن كل تلك الألاعيب انكشفت، وبدأت تلك الشعوب تعرف حقيقة ما كان يسمى بالجيش، فأدركت أن الجيش كان يقصف كل الشعوب ما عدا الشماليين، قتل أطفال ونساء وعجزة في النيل الأزرق والجنوب ودارفور والشرق وكردفان ليحمي السرقات التي كان يقوم بها أهل الشمال النيلي لثروات الشعوب الأخرى، كان الجيش مقسماً في الداخل إلى أحزاب الشمال في الخارج، وكانوا كلهم يلعبون لعبة الكراسي عبر الاحزاب وعبر الانقلابات العسكرية.
كل ذلك انكشف ولكنه تجلى انكشافاً ووضوحاً في هذه الحرب؛ فلقد أدركت شعوب الشرق والجنوب والغرب، أنها معرضة في أي لحظة للشيطنة ونهب حقوقها منها وآخرها قصف مليط وكتم ومنع السفارات من خدمة قبائل الهامش.
الشعوب المهمشة لن تقتلع حقوقها بالخطابات المثالية، بل بالخطابات القوية التي لا تداهن ولا تهادن ولا تجامل ولا ترحم اللصوص، بل يجب أن تطالب باقتلاع اللصوص من صياصيهم وتشتيت شملهم حتى يكون كيدهم في نحرهم، فقد أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير، ذلك بأن الله يعلم الذين ظلموا ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وكان الله على كل شيء قدير..

كتبت جيدا ما حدث بسبب دولة المركز من دمار و قتل في الجنوب و في دارفور و جبال النوبة. لكن فات عليك ان تذكر بالنوبيين الذي رفضوا رداء العروبيون و الاسلاميون فتعرضوا للإغراق مرات و للتهميش و لحرق نخيلهم وًمعاشهم حتي يتشدق المجرم البشير في اجتماع عام ليقول النوبيون تركوا بلادهم وهي الان خالية. ولا تنسي قتلي كجبار والتي كانت بداية ايصال القتل للمعارضين في الشمال