أتيحت لي الفرصه اليوم ولاأول مره بزيارة سجن بورتسودان العمومي والوقوف ميدانيا علي أحوال النزلاء المحكومين في مختلف الجرائم.
الزياره كانت فرصه ذهبيه للنقاش مع القائمين علي أمر السجون وكيفية خلق شراكه إعلاميه حقيقيه.
السجون عالم مختلف تماما قد لايعرفه الشخص من علي البعد إلا أن يقترب منه رويدا رويدا ليكتشف حقيقته ويسبر غوره.
ضابط السجن ليس بشخص عادي تقع علي عاتقه مسئوليات جسيمه ويقابل أخطر شريحه من شرائح المجتمع ألا وهي شريحة المجرمين فلذلك يتطلب منه لعب أدوار كبيره.
كنت لاأصدق إمام مسجد مسعود بمدينة بورتسودان الشيخ العلامه عثمان عرفه وهو يصف لي الواقع الزاهي والوردي داخل سجن بورتسودان علما باأنه يقع علي عاتقه تقديم الوعظ والإرشاد وتقديم الدروس الفقهيه النزلاء الي جانب عمله الدعوي المعروف.
أذهلني مدير الإداره العامه للسجون الفريق شرطه ياسر عمر أبوزيد وهو يتحدث عن خطه متكامله لتطوير السجون ويحتكم في ذلك الي المراجع العلميه المتخصصه وهو بحق وحقيقه عالم في مجال السجون وأحد المراجع النادره في مجال السجون ولايتحدث حديث إلا ويعضده بمرجع أولائحه مكتبه عباره عن الدار السودانيه للكتب.
إغلاق كلية السجون عام 1991كان قرار خاطئ وكارثي أدي إلي إنهيار أكبر مؤسسه مشهود ليها باالكفاءه والعلميه والتخصصيه.
كلية السجون قبل إغلاقها كانت قبله لكل منسوبي السجون في العالم يتم تدريبهم وتأهيلهم في السودان ليطبقوا ماتعلموهوا في بلدانهم.
السجون مدرسه إصلاحيه متكامله يتخرج منها النزلاء عقب إنتهاء فترة عقوبتهم في السجن ويتحولون بعد ذلك أناس صالحين يفيدون المجتمع.
حقيقة قضيت 3ساعات اليوم في قبضة شرطة السجون غيرت من خلالها العديد من المفاهيم المغلوطه وإذدادت معرفتي بكم هائل من المعلومات ماكنت أعرفها لولا هذه الزياره اليوم.
صدق شاعرنا المبجل في نظم قصيدته الشهيره ياضابط السجن التي تغني بها الراحل المقيم الفنان عبد الرحمن عبدالله عندما كان حبيسا باالخطأ نسبةلتطابق الأسماء بسجن الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان وهو يغازل ضابط السجن للسماح لطلابه ومحبيه لمد زمن الزياره لكي يستمتع باالإنس من وحشة السجن ومنذ تلك الفتره نشأت أجمل وأحلي علاقه مابين ضباط السجن والشعراء والسياسين المعتقلين بتلك السجون.
هنالك معلومات مخفيه لكثير من الناس أن غالبية المؤلفات والكتب للعديد من الكتاب والمؤلفين كانت من داخل السجن وهي فترة خلوه يتمكن من خلالها الكاتب أن يبدع ويخرج عصارة جهده وتجربته ويخط من خلالها مذكراته وخواطره وإنطباعاته في محطات حياته.
نبي الله يوسف دخل السجن مظلوما من خلال المؤامره التي دبرتها له إمرأة عزيز مصر التي راودته علي نفسها فرفض طلبها فكان جزاءه السجن ولكن خرج من السجن وزير مالية مصر وكان أمينا وحارسا لها فكانت فترة سجنه بدايه لحياه أفضل وأحسن ففعلا ذهب سيدنا يوسف الي السجن حبيسا ولكنه خرج الي القصر رئيسا كماقال ذلك الراحل دحسن الترابي عندما نفذ إنقلابه في 30/6/1989وهو يخاطب الرئيس عمر البشير (ساأذهب أنا إلي السجن حبيسا وستذهب انت الي القصر رئيسا).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة