ازالة القيح من الجرح القديمّ كتبه ⁨سابل سلاطين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2024, 04:18 AM

سابل سلاطين
<aسابل سلاطين
تاريخ التسجيل: 11-24-2014
مجموع المشاركات: 41

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ازالة القيح من الجرح القديمّ كتبه ⁨سابل سلاطين

    04:18 AM April, 16 2024

    سودانيز اون لاين
    سابل سلاطين-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم




    ها أنا أخيراً أغمض عينيّ الساهرة وأصحو على أطلال الذكريات المسكونة بالألم القديم، الغارقة بالوجع والدموع والانهيار، وحنانك المُدمِر يا وطني بأيدي الطغاة يدون داخل الذاكرة وجع بطعم النهاية حيث لا توجد علاقة حقيقية مع المكان وذبذبات ايقاعات الزمان، قلت في نفسي ليت تلك الأيام تعود حاملةً بين طياتها الكثير من الذكريات المعتقة بعبق ورود تلك الاصالة، عندما كبرت اكتشفت أن هذه الحياة ما هي إلا سراب، في طياته حلم جميل مدثر بالأماني. نعم! سراب لأنك كلما كبرت تكبر معك همومك وأحزانك، تنمو وطموحاتك الصغيرة تكبر وتجرحها السنين العجاف وأحيانا تصيبها في مقتل.

    عودي يا طفولتي الجميلة واحمليني إلى آفاق حالمة أحيل منها صحراء الحب حقلاً أخضر جميل أرتع فيه من جديد، ليتك تعود أيها الزمان السرمدي لكي أشتاق لذلك الألق الذي كنت أؤمن فيه أن كل مشاكلي الشخصية والقبلية والسياسية والحزبية يمكن أن تحل بقطعة شوكولاتة أو حضن أم حنون رؤوم أو كلمة من خالة أو عم أو جار حنين.
    الان شارعِ الحلة القديمِ أصبحت أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد , ودكان الحلة أصبح واهن كعش العنكبوت , وقدرة الفول التي كنا نعد منها ( البوش ) أصبحت صدأ يغلي فيها دماء الأبرياء من البشر , و مخبز الحي أصبح يحمص فيه جثث الأطفال والأبرياء والمقتولين بأيدي التتار بتهمة (الفلولية والكوزنه ) المزعومة وبيوتنا المهجورة أصبحت يسكنها القطط كما قال ( أبولهب ) في إحدى خطاباته السياسية الغاضبة ( وتبت يدا أبي لهب وتب ) ومساجدنا التي كنا نؤدي فيها الصلاة والعبادة أصبحت مخازن أسلحتهم الفتاكة وذخائرها المدمرة ونساؤنا الحرائر أبيحت لهم .

    مرة عام من الآلام الحزينة والأحداث الموجعة وفي كل أطراف بيت في بلادي يئن من وجع الفواجع والمحن والقاتلون السارقون يعبثون بمقدرات الوطن والمواطن , تذبحني تفاصيل القضية لأنني أري في عيون الأطفال الأبرياء جيل المستقبل ينظرون الي الوطن بأنه قاتل وتتطاير من عينيه شرار الموت قد أصبح حبهم للوطن كحزمة من القش تأكلها النيران حيث أصبحت لا تعني لهم فرحة العيد شيا ولا تعني لهم الشوارع شيئا ولا الحانة شيئا ولا تبهرهم أضواء المدينة ولا سراجات الحي الشعبي قتلوا في دواخلهم كل التفاصيل الجميلة عن الوطن وادخلوهم في نفق أسود قاتم ولكنهم في نهاية النفث وجدوا علم الوطن ملقى على ارض نهاية النفق وكلمات مبعثرة على التراب قاموا بكل عزم نفضنا التراب من العلم وتأكد انه رمزهم وجمعوا أحرف الكلمات المبعثرة ووجدوا تنشد :

    نحن أسود الغاب أبناء الحروب
    لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب
    نحفظ السودان في هذي القلوب
    نفتديه من شمال أو جنوب
    بالكفاح المُرُّ والعزم المتين
    وقلوب من حديد لا تلين
    نهزم الشرَّ ونجلي الغاصبين
    كنسورٍ الجوِّ أو أُسْد العرين
    ندفعُ الرّدَى
    نصدُّ من عدا
    نردُّ من ظلم
    ونحمي العلم
    فحب المكان هو ذلك الإحساس الخفي الذي يُحركنا للتعلق به، والإحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، فهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، وإحساسنا بأنّ لا شيء يُضاهي دفء الأرض التي خُلقنا من ترابها، وترعرعنا في روابيها مهما رأينا وأحببنا من بلاد اخري، إنّه حب تناقلناه من الأجداد للآباء، فاستقرّ في قلوبنا ولا زال يكبر و يصارع الضَّجر المسكون فينا حاملين حقائبنا المثقلة بهموم الفرقة والشتات بين موانئ ومرافئ بلدان العالم الأخرى غير أبهين بجراح الوطن الغائرة في عمق التراب المدفونة لمواقيت المستقبل القادم .
    حب الوطن لا يحتاج لمساومة، ولا يحتاج لمزايدة، ولا يحتاج لمجادلة، ولا يحتاج لشعارات رنانة، ولا يحتاج لآلاف الكلمات، أفعالنا تشير إلى حبنا، حركاتنا تدل عليه حروفنا، وكلماتنا تنساب إليه، أصواتنا تنطق به، وآمالنا تتجه إليه. تشربت ارواحنا حب الوطن، لتشتاق أرواحنا العودة إليه إن سافرنا، للقريب أو البعيد، مطالبون بكل نسمة هواء، ونقطة ماء تسللت لخلايا أجسادنا، مطالبون بكل خطوة خطتها أقدامنا، على كل ذرة من تراب أرض وطننا الغالي نحو تقدمه ونموه ، يخطو أبناء الوطن الشرفاء نحو رفعت اسم الوطن، تخطو خطاهم ويتشمرون دائما الي الامام للدفاع عن حمى، وحدود أرض الوطن الحبيبة .
    لا يوجد سعادة لنا دائما أكثر من حرية موطني الجريح بأيدي المتمردين القتلة .
    أطلب المغفرة يا وطني، فمهما جاد القلم وحضرت القريحة لن أجد حرفًا ينصفك ويمتلك التعابير والكلمات التي تليق بجلالك الميمون ،و بسهلك النيلي الأخضر الطويل بشقيه الأبيض والأزرق ، وجبالك العالية الشماء، راسخة كرسوخ تاريخك المدجج بالبطولات ومجد أجدادك التليد والعريق ، وسمائك التي تقطر عسلًا وماءً وتخرج من بين مسامات الأرض زرعا وخضرا ، كل جدار فيك يروي قصة تعب وكفاح وغربة وشتات من جروح قديمة تقيحها تعفن بحروب السنين حتى ان بترت اليد اليمني ( جنوب السودان ) في مؤامرة قذرة خططها المستعمر ونفذوها عملاء من أبناء الوطن المأجورين . وجاءه ثورة الحق الثورة التي زهقت ظلم السنين الغابرة التي دنست تراب الوطن وزرعت فيه أشجار الكراهية والبغض وطغوا وتجبروا وعاثوا فسادا وأنجبوا لنا أبن غير شرعي ووضعوا له وافسحوا له المكان و دللوه مهدوا له طريق الحياة الوثير واخرجوا له شهادة الميلاد ليكون ابن شرعيا يتبناه رحم الوطن وقواته المسلحة ولكنه حينما أشتد ساعده (تفرعن) (ومكروا مكرا كبارا) ونادي وقال بصوت عالي( أنا ربكم الأعلى)، فقد صوروا له إبليس الظلام (قحت وتقدم ) أنه يمكنه هو وأهله بأن يكونوا القادة والسادة والأمراء , وحشد جيشة وبدأ الغزو والنهب و السرقات في أملاك المواطنين وقبل ذلك قد أرسلوا له قادته أن (يتزكى) ويعود إلى رشده ويسحب قواته من (مروي) وطلبوا منه الهداية والرشد ( فكذب وعصى ثم أدبر يسعى) فحشر جنوده من كل البلاد المجاورة مستظل بهم من أمطار مؤامرة دولية كبيرة تشترك فيها معظم دول العالم العربي والاجنبي والاتحاد الأوروبي وفرنسا بصفة خاصة .ولكن دعاوى الشعب المظلوم والمكلوم وتضافر ووقفته الجسورة مع قواته تجسدت في قوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ). ترسبات جراحات الماضي ولدت لنا جراحات قابعة على جسد الوطن الكبير لا نداويها بالعقار المناسب بل نضمدها بقبحها ونتركها لحقبة الأزمان القادمة بل نضيف عليها جراحات أكثر وأعمق الم الجراحات الماضية و نتركها للزمن الي ان تنفجر هكذا.
    دعوات المظلومين وأمهات الشهداء وأبناؤهم وعوائلهم دائما يرفعون أكفهم إلى الواحد الاحد بان يلعن الظالمون وينصر المظلومين الشرفاء من العباد.

    وعد بالبقاء مهما عصفت بنا الأيام، وتحاملت علينا الأعوام، وحيكت حولك ألف حيلة، فإنّ أرضك راسخة لن تهتز أبدًا، كيف لها أن تهتز وفوقها صغار وكبار ونساء وشيوخ كلهم جنود يحملون في دمهم شرف التضحية من أجلك، كيف تهتز وقد رضعنا الدفاع عنك يا وطني مرةً بعد مرة، وكبرنا سنةً بعد سنة، وعلى صدى أنفاسك الذكية أصبحنا رجالًا علي أكتافك الحنونة يا وطن يا غالي .
    ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وان لا اتأمر علية وان لا أكيد المكر فيه ولا أحرق أحرق اعشاش بنوه ولا اشرد اطفاله واستحي نساؤه اللاتي هم الأمهات اللائي ينجبن ألف ثائر .

    ‏اشتقت إليك ‏ يا وطني فعلمني ألا أشتاق ..... ‏علمني كيف أقص جذور هواك ‏من الأعماق ‏علمني كيف تموت الدمعة في ‏الأحداق ‏علمني كيف يموت ‏القلب وتنتحر الأشواق!!!!

    كل الأماكن يا وطني لا تُشبهك، لا تُشبهك بأيّ شيء من تفاصيلك التي تمتاز بها، أنت وحدك الوطن، وكل ركن فيك هو وطن بحد ذاته، عذرًا يا وطني، لن أكون الابن العاق لأم بذلت كل ما في وسعها لتُربي أبناءها أفضل تربية، ضحت بشبابها من أجل الآتي في آخر المطاف، وأُلقي كل ما فعلت هباء في الريح، وأرحل عنها، وتركها طريحة الفراش وأُصبح بلا وطن !!!!!.
    نحن جند الله جند الوطن
    إن دعا داعي الفداء لم نخن
    نتحدى الموت عند المحن
    نشتري المجد بأغلى ثمن
    هذه الأرض لنا
    فليعش سوداننا علماً بين الأمم
    يا بني السودان هذا رمزكم
    يحمل العبء ويحمي أرضكم..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de