حبُّ الذاتِ أو النرجسيةُ كتبه حمزة محمد حمد

حبُّ الذاتِ أو النرجسيةُ كتبه حمزة محمد حمد


04-09-2024, 08:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1712689612&rn=0


Post: #1
Title: حبُّ الذاتِ أو النرجسيةُ كتبه حمزة محمد حمد
Author: حمزة محمد حمد
Date: 04-09-2024, 08:06 PM

08:06 PM April, 09 2024

سودانيز اون لاين
حمزة محمد حمد-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




وهو منشأ البلاء والفساد، وهلاك الأفراد والجماعات والمجتمعات والشعوب والأمم قاطبة!.
جاء في كتاب: [ ما فوق مبدأ اللّذة ] للطبيب والفيلسوف المفكر النمساوي" سيجموند فرويد "، ترجمة: د. إسحاق رمزي..أستاذ علم النفس.
يقول الكاتب: ( النرجسية: كان أصدق وصف له، ما قاله: "أرنست جونز"، إذ قال: إنه كان بحثًا مزعجًا..ويعود الفضل في مصطلح النرجسية إلى العلّامة الإنجليزي المشهور " هافلوك أليس" الذي توفر بعيدًا عن فرويد على دراسة الميول الجنسية ،ونشر عنها فيما نشر موسوعة تقع في ستة مجلدات ضخمة صارت بعد ذلك مرجعًا لرجال الطب وعلوم النفس والاجتماع في هذه الناحية.
وقد وصف "أليس" حب الذات وصفًا مفصّلًا وأطلق عليه إسم "النرجسية" إشارة إلى الأسطورة الإغريقية المعروفة. وهناك كثير من أمثلة النرجسية في هوس المجون....إلى قوله:
إذ يبدو في كافة هذه النواحي الفرق بين حب الذات وحب الغير، والصلة بينهما، فكلما زاد حب المرء لنفسه قلّ حبه لغيره، والعكس بالعكس )..انتهى.
لذلك يمكننا وصف الشخص النرجسي أو الأشخاص النرجسيين بأنهم غلاة نفسيون، يحبون أنفسهم ويعملون على إشباع رغباتهم وذواتهم على حساب الآخرين من دون اعتبار لهؤلاء الآخرين وصلة قرابتهم!.
فتجد من صفاتهم:
▪︎يُعادون الناجحين، لأنهم يرون في نجاحهم حتمية فشلهم.
▪︎يخلقون جوًّا مشحونًا بالبغض والكراهية حيال أقرب الناس إليهم، ولو كانوا إخوة، أو أقرباء، أو أصدقاء، أو زملاء عمل، أو غيرهم من الناس.
فهم مصابون بحب التملك، وجنون العظمة..ولهذا لا مانع لديهم من اختلاق الكذب، ونسج خيوط الوهم والخداع، ويصنعون هالة إعلامية خطيرة شعارها:
(( دعك من كل أحد سواي))!
فإذا لم ينتبه لهم الشخص، فإنه في خطر داهم، ودمار ماحق، وضرر نفسي كبير جرّاء ما يسببه هؤلاء النرجسيون من ضغط مستمر بسوء سلوكهم غير المنضبط.
لأن من علامات الشخص أو الأشخاص النرجسيين، التلذّذ بمعاناتك، فهم يحاولون دومًا السيطرة على حياتك، وتحويلها إلى جحيم لا يُطاق.
في حين أنه لا يجعلك تعاني ألمًا جسديًّا - رغم أن تلك الفئة من الناس قد لا تتوانى عن القيام بذلك- إلا أن المعاناة العقليّة النفسيّة هي الأسلوب المتّبع عندهم، إذ تجدهم يتلذّذون وهم يَرَوْنَك تحاول إخراج نفسك من المواقف العصيبة التي يضعونك فيها.
تقول عالمة النفس" إلينور غريتبرغ" في مقالة نشرت على موقع "Psychology Today"
( لقد وجدت أن معظم الذين قابلتهم ممن يعانون من النرجسية الخبيثة أشخاصٌ متنمّرون يستمتعون بتعذيب الناس غير الواثقين من أنفسهم. وإذا كان الشخص واثقًا من نفسه فسوف يسعون جاهدين إلى جعله خلاف ذلك)..انتهى.
وعليه..يجب التصرف مع الشخص النرجسي والأشخاص النرجسيين بالتهميش.
فورًا همّشهم، ولا تأبه بهم إذا كانوا بعيدين، أما إذا كانوا قريبين جدًا فأعلمهم بسوء سلوكهم، وخطورة أهدافهم، ومُرهُم أن يكفّوا فورًا عن تلك التصرفات..وإذا لم يفعلوا فإن بينك وبينهم "شراء الرأس" كما يقولون، وراحة الضمير، وإنهاء العلاقة وفك الإرتباط..حتى لا يكون وجودهم في حياتك مصدر قلق وإزعاج ، بل موت محقّق في نهاية المطاف.
فكم رأينا في واقعنا أمثال هؤلاء المرضى النرجسيين، قد دفعتهم نفوسهم المريضة إلى التخلّص من القريب قبل البعيد، حتى لا يشاركهم أحدٌ في مَن أرادوا تملّكه والسيطرة عليه!.
تخيّلوا كيف يصل بهم التفكير المجنون؟!!.
فكم من نساءٍ قتلن أزواجهن بدافع الغيرة، وهي ليست كذلك، إذ أنّ للغيرة ضابط وحدّ لا تتجاوزه، ولكن هذا من منطلق حب التملّك والسيطرة وجنون العظمة والنرجسيّة القمئة.
وقتل ابنُ آدم قابيل أخاه هابيل بداعي النرجسيّة وحبه العميق لذاته.
والنرجسيّة أو حب الذات يدفع إلى الحسد بلا شك..وإذا ما حسد الإنسان أخاه فلا شئ يمنعه من فعل ما لا يحل ولا يجوز في الدين والأخلاق والأعراف السليمة.
ولأن الحسد أول ذنب عُصِي به الله جل شأنه، حينما امتنع إبليس عليه لعنة الله من السجود لآدم "عليه السلام" بدعوى أنه أفضل منه خلقه الله من نار وخلق آدم من طين!.
ولأنه يحب ذاته- وهذه نرجسيّة إبليس اللعين- صرّح بذلك قال: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾..الآية (12):الأعراف.
ولذلك علينا أن نكفّ عن هذه الصفة الذميمة، والسلوك السئ، والنفس الطمّاعة التي لا تشبع ولا تمتلي، ولا تنظر إلى نعمة الله عليها، فقط تنظر إلى نعمة الله على الآخرين فتزدري نعمة الله عليها التي لا تُحصى ولا تُعد.
"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".. صدق الله العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

تم الإرسال من Galaxy الخاص بي