*كلما تضايقت من الهراء والكذب والتدليس وساقط القول الذي تتقيأه الأفواه المايكرفونية والأصابع (الكيبوردية) يجيء على بالي صديقنا دكتور عليان الطيب المستشار السياسي بسفارة دولة قطر ب(ميانمار) - بورما سابقاً - الذي يقول لي دائماً أن معظم من يستخدمون وسائل التواصل والميديا لأغراض (معرفية) لا يفعلون ذلك حباً في الإستزادة بما هو (نافع) ومفيد .. بل تجدهم يبحثون فقط عن الإثارة و(الشمارات) الفارغة وكل ما يتماشى مع أهوائهم وأمزجتهم الخاصة وإثبات وجودهم بكل (عباطة) ولذلك يجب الإبتعاد عن سخافاتهم حفاظاً على الصحة العامة !!.. *أي والله يا حبيبنا دكتور عليان .. لقد انعدمت الحدود الفاصلة بين المتلقي والمرسل .. والغث والثمين .. والمعلومة (الكويسة) والمعلومة الملغومة .. و أصبحنا نعيش في عالم اختلط فيه (الحلو) ب(الهردبيس) .. واتلم فيه خائب الرجاء على التعيس !!.. *وربما ينطبق تعبير (السواطة) الذي تستخدمه الكثير من(النسوان) في جلساتهم الخاصة على ما يحدث داخل المكونات الإسفيرية منذ بداية الحرب العبثية إلى يومنا هذا !!.. *فقد (اجتهدت) الشرذمة الإنتهازية و(المنفعجية) في تحويل الصفحات الشخصية إلى سيل من الأخبار المغلوطة والمعلومات المفبركة والتقارير والتحليلات المفخخة والإفتاء في كل شاردة وواردة بلا دراية وبلا (تبينوا) التي أمرنا بها خالقنا عز وجل .. وتحقير وتسفيه كل من يخالفهم أو (يصححهم) بما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العبارات العدائية !!.. *وكل هذا تحت لافتة لا ولم ولن نريكم إلا ما نرى .. و(تسكتوا بس) ؛!!.. *لا يمكن بأي حال إنكار الجوانب الإيجابية في الميديا وما تتيحه من فرص البحث عن المعلومة (الصحيحة) والتواصل الإنساني والاجتماعي وجعل العالم قرية صغيرة يسهل معرفة كل ما يدور بداخلها .. *وكذلك لكسر احتكار لوبي صناعة الإعلام وتوجيه الرأي العام .. وتوفير حرية خيارات الأفراد السياسية والثقافية الإجتماعية .. ومع ذلك فإن فئة متسلطة و(متسلبطة) من البشر تريد غير ذلك لشيء في نفسها الأمارة ب(ألأنانية) المطلقة !!.. *وما يزيد من خطورة هذه (الآفة) المؤذية أن نسبة الأمية الكبيرة في بلادنا المأزومة وانخفاض مستوى الوعي الديني والسياسي والإجتماعي يجعل من تصديق هؤلاء (اللعبنجية) أمراً سهلاً و(سريعاً) للغاية !!.. *وفي الضفة الأخرى من هذه الملهاة نجد أن غالبية من يمتلكون المقدرة على التمييز بين الحقيقي والزائف من الأخبار والمواقف يصبحون أكثر ميلاً إلى تعطيل هذه (الميزة) الجيدة ب(فرمالة) أنا مالي !!.. *أو (سيبك) منهم ياخ !!.. *وهذا ما (يشجع) جماعة (دعوني أعيش) على (توسيع) دائرة نشاطها التدليسي التغبيشي من أجل تنفيذ الأهداف الشيطانية لأولياء نعمتهم بلا وازع أخلاقي وبلا (خجل) وبلا خوف من رب العالمين .. وبإنتهازية منقطعة النظير !!.. *تنابلة السلطان كما هو معلوم ينتشرون هذه الأيام و(يفرفرون) ويحشدون كل طاقاتهم في ترويج خبر كاذب أو نشر إشاعة مغرضة أو اختلاق قصة تؤكد فجورهم في الخصومة أو الترويج لفكرة خبيثة تربك من يعارضون أسيادهم .. وفي اللحظة نفسها يكون آلاف المستخدمين في ولاية ما يكررون ما يقوله أخوان (مسيلمة) ويؤيدهم آلاف السذج والبسطاء بكل (بلادة) !!.. *وأي منشور كاذب يُقيض له مثل هذا (التحشيد) والتجييش المقصود سيكتسب قوة مؤثرة بالإلحاح عليه .. وسيتعامل معه الكثير من جمهور وسائل التواصل الاجتماعي أنه حقيقة 100٪ .. وبهذه الطريقة الماكرة يمكن بناء فرية فوق أخرى بشكل متعمد ومنظم لتوجيه وإقناع الرأي العام بما يراه ويريده أصحاب الغرض والمرض الذين (يركبون) على (سرج) المشاعر الدينية والوطنية كلما (اتزنقوا) في أمر ما !!.. *إستفراغ المعلومات الإسفيرية (المضروبة) والإغراق بالقصص الخيالية (التخوينية) وتغييب العقول وإفقادها القدرة على الإستيعاب الصائب هي التي تسمح بتمرير أهداف شياطين الإنس ومواقفهم (المصلحية) التي لا تستقيم لدى صاحب أي منطق سليم !!.. *وفي هذا الإطار يمكن لجماعة هي لله عندما كانت ممسكة بزمام السلطة أن تكون صانعة وداعمة وحامية للجنجويد للحفاظ على كراسيهم الوثيرة .. بل وأن يتغاضوا عن (قلة أدبهم) على كبار الضباط وتحدي قائدهم للجيش بالذهاب للنقعة !!.. *لكن فور وقوع الفأس في الرأس يسارعون بشتم وتخوين كل من قال لا لحربهم العبثية ويختلقون (أحاجي) تافهة عن تآمر قحت ووقوفها مع الوحش (الخلوي) الذي خرج من رحمهم وبراءة الأطفال في عينيهم !!.. *ومع إدراك استحالة (فرملة) هذا الفيروس المؤذي أصبح لزاماً على أهل (المفهومية) والإستنارة ومن يعرفونها (وهي طايرة) بذل كل ما بوسعهم لخلق الوعي و(تحصين) العقول ضد الكذب و(النجر) والأباطيل والتلفيق لمنع (بتوع) فلترق كل الدماء من المضي بعيداً في العودة لعهد التمكين والفساد والتحلل والبطش والإستهبال باسم الدين !!.. *و *الله في ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عادل هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست