في كل قرية منتدي..وفي كل مدينة مسرح..وفي كل شهر مهرجان للثقافة والمحبة والغفران كتبه د.فراج الشيخ ا

07:53 PM March, 27 2024

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

فإذا ما انتهت الحرب وتوقف الرصاص..وهرب الخوف من الجوف..وهدأت الحملان والخراف في المزرعة..ولم يعد ينبح كلبنا في الضيوف وسلاك الطريق...عندها تتمدد دواخلنا وتتفح زهور أفئدتنا وتشتاق للربيع.
عندما تنتهي الحرب وتسرج اخر خيولها الجامحة صوب الجحيم..ويتحسر الموت علي الرحيل..عندها تهب نسائم الندي ورائحة الصندل وبخور التيمان العتيق..وتهتز نخلاتنا طربا بقدوم النازحين..عندها تصدح القماري وتتغني البلابل بعودة الحبيب.
عندما يداعب النحل أنامل الرجال.. هناك شهد سهل المنال يريد من يقطعه.. ويقطفه ...وعندما تنام القماري في عش الغراب وتستأنس القطط بحكاوي الأمهات الحانيات علي اكبادهن علي فراش الذكريات ..عندها تبدأ الليالي الملاح وزواج العانسات الطاهرات العفيفات من دنس الهمج الغزاة.
عندما تنتهي الحرب...سنبني في كل قرية وحي منتدي للمحبة وتأكيد الذات بأننا لازلنا أقوياء ...أشداء ولم تهزمنا جحافل الغجر الرعاة..
سنزرع في كل ارض سنبلة من الرحمة ووردة وزهره وريحانة وياسمينة وعقد جلاد للافراح والليال الملاح..
عندما تنتهي الحرب وتغادر بكل اثقالها وعتادها وجنودها وذكرياتها الموجعةالمؤلمة..سنبني في موقع كل ارتكاز تركوه...شاهدا من رخام ابيض تخليدا للشهداء ونجمة وضاء باسم المجهولين...عندها سنبني مسرحا وقاعة عرض وجوقات موسيقي وضجيج أشعار وهمهمات أوتار وأصوات دوبيت وأذكار سمار ونساك ورهبان..وفي الافق الرقيب تشع انوار الأحبة الذين رحلوا غدرا وظلما وطغيان...عندها يصدح صوت الوطن ..لقد عدنا يا سودان..لقد يا سودان...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]