هل الحرب هي محاولة لإعادة كتابة تاريخ كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

هل الحرب هي محاولة لإعادة كتابة تاريخ كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل


03-23-2024, 01:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1711196035&rn=0


Post: #1
Title: هل الحرب هي محاولة لإعادة كتابة تاريخ كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 03-23-2024, 01:13 PM

01:13 PM March, 23 2024

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




عمود ظِلَال القمــــــر

[email protected]
ظلت الانانية وحب السلطة الاستحواذ والهمينة وحب المال والجاه والتحالفات والتقاطعات السياسية الآثمة في السودان هي احدي المشاكل الاساسية العصية التي كبلت الدولة واقعدتها اضافة الي استغلال العاطفة الدينية لدي الشعب السوداني ونري ذلك بوضوح ماقام به مؤسس مايسمى بالثورة المهديةالقادم من الشمال الذي ينتمي لقبيلة الدناقلة العريقة التي تولي اهتمام كبير بتعليم القرآن حيث كانت حركته حركة تعليمية ثم تحولت الي حركة سياسية لعبت دورا كبيرا وهاما في تاريخ السودان واصبحت تعرف بما يسمي "بالثورة المهدية" وحررت السودان من الاحتلال الاجنبي وفي الجانب الديني ادعى مؤسسها بانه المهدي المنتظر وسارت دولته الي حيث وصلت واستعانت في تكوينها بمكونات من خارج قبيلته ومنطقته برمتها وكان ثقلها العسكري والسياسي في غالبه من غرب السودان، ومن ثم بقية اجزاء السودان المختلفة لقد ظل الصراع مستمر ومحاولات كثيرة في كتابة تاريخ عاطفي مزيف به بعض الحقائق وهنالك من يحاولون اليوم اعادة كتابة تاريخ السودان بالبندقية بدل القلم والذاكرة والحقيقة، وهكذا ظلت المشاكل تتعمق وتتمدد عبر مواجهات سياسية وحزبية وطائفية ثم تتحول الي مواجهات عسكرية ايدلوجية ذات صبغة يسارية او يمينية ومازلنا غارقين في مشاكل عميقة والا شكال هو ليس في مواجهة مشكلة محدودة تتمثل في الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع اعتقد ان الحرب اندلعت منذ سنوات قبل هذا التاريخ المذكور حيث قررت مجموعة من الكوادر الثقافية و الأكاديمية و السياسية وايضا الحكومة هي شريك في هذا الجرم بل هي من صنعته الجميع حاول إلغاء التاريخ السوداني لصالح ما حدث في الشهر الأول من الحرب ، وهو ما ماارتكبه جنود قوات الدعم السريع من انتهاكات واسعة ضد المدنيين في ولاية الخرطوم والجزيرة من انتهاكات اعتادوا عليها في حروبهم السابقة في دارفور ولم تتم اي إدانة ومحاسبة علي افعالهم وجرائمهم بما يزجرهم عن تكرارها، هل لان انسان ليس مهم؟ هل لان دارفور تبعد آلاف الكيلومترات عن عاصمة البلاد هل تم استرخاص انسان دارفور الثمين الغالي انه الظلم والكيل بمكيالين، لهذا لم يقتصر قرار الغاء التاريخ السياسي الحديث للسودان علي تلك النخبة المثقفة ، بل انخرطت نخبة داخل قوات الدعم السريع نفسها في رد فعل مساو في القوة و مضاد في الاتجاه في إعادة تعريف الحرب لصالح رواية جديدة لا صلة لها بهذا التاريخ ، وهكذا صارت الحرب فجأة حربا بين دعاة الدفاع عن ما يسمى ب الدولة السودانية وبين مقاومة من قبل هامش جديد لتاريخ تلك الدولة منذ ١٩٥٦ ، وهو انقلاب خطير و كبير يصل مرحلة التزوير في تعريف مواقع الفاعلين بعد الحرب ، فقد كان أبرز أدوات عنف دولة ٥٦ قبل الحرب هم الذين يطلبون اليوم تدميرها ، بينما كان دعاة الدفاع عنها أو ما تبقى منها ممثلا في الجيش السوداني هم أبرز المحاربين لها قبل الحرب، وقد تسببت إعادة التعريف بدءا من إلغاء التاريخ أو إعادة تأويل هذا التاريخ و مرورا عبر نتائج الحرب نفسها التي تصنع على مدار الساعة بفضل العنف الرهيب ، في إثارة غبار كثيف حجب عن المتابعين داخل وخارج السودان حقيقة ما يجري ، و اضطر كثيرين الي معرفة اخبار الحرب من خلال الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية واللافت للنظر هو التعتيم الاعلامي علي هذه الحرب فعند نشوبها وجدت اهتمام وتغطية وسرعان ما نقلت بقصد الي الظل بعد اندالاع الحرب حماس وإسرائيل في قطاع غزة لم يعد يعلم الناس عن السودان وعن حربه وعن حجم الانتهاكات والجوع والقتل والخراب شيئا ظل السودان في عتمة شديدة مقصودة من الاعلام العربي والغربي ولا يكاد يتم ذكر السودان الا في ذيل الاخبار وكان هذا البلد يقع خارج كوكب الارض او ان انسان هذا البلد ليس بانسان ولا يستحق ادني شي من الاهتمام، وقد ظل السودانيين المغلوب علي امرهم يبحثون عن اخبار حربهم ووطنهم في وسائل التواصل الاجتماعي لأن الاعلام مارس اشنع انواع الظلم ضد السودان وشعبه المكلوم المنسي خصوصا من خلال محيطه العربي المجحف الظالم الذي لايعرف السودان الا لمصالحه فقط، فيجب عند اعادة كتابة تاريخ السودان ان لا ينسى التاريخ ان يدون موقف الاعلام المخزي الذي ساهم في الحرب بالصمت وعدم اظهار شناعة الحرب وويلاتها ضد انسان السودان المنسي الذي فقد الماء والطعام والدواء والكساء.