الوقت المناسب للموت كتبه د.أمل الكردفاني

01:56 PM March, 22 2024

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

لدي اعتقاد بأن كل شخص يموت في وقت مناسب جداً لموته. يكون الشخص قد أوضح موقفه تجاه وجوده واستنفد المسؤوليات الملقاة على عاتقه. هذا ما سنلحظه في الحياة القصيرة للعظماء والمشاهير، كنيتشه الذي توفى في السادسة والخمسين، ومايكل جاكسون الذي توفى في الخمسين، وعلي محمود طه الذي مات في الخمسين، وغيرهم، حيث حياتهم الثرية تبلغ ذروتها بسرعة فتستلهك الغرض من وجودهم. كذلك أصحاب الآلام يموتون سريعاً، لأنهم قد أكملوا نصيبهم من الألم.. في النهاية هناك شرط يتوقف على وجوده الوجود وعلى عدمه العدم؛ فهذا الشرط شرط فاسخ، فإذا تحقق انفسخ حقك في الوجود. وهو يتبع مسعى النساء والرجال والولدان، سواءٌ كانوا يدركونه أم يجهلونه. لذلك فلا أحد يموت ناقص عمر. إنني مثلاً أعتقد بأنني لن أكمل الخمسين من العمر بل أعتقد بأنني قد فعلت ما هو كافٍ جداً وعشت طويلاً.. وعلى العكس فإن هناك أشخاص أعتقد بأنهم لم يكملوا أسباب وجودهم بعد ولذلك فستطول أعمارهم أكثر. وأعتقد بأن ما يجعل عمر الإنسان يطول هو أن يتحمل المرء المزيد من المسؤوليات تجاه الآخرين، فكلما كانت حياة البشر الآخرين تعتمد على وجود أحدهم فإن تلك المسؤوليات تطيل من عمر المرء لأن وقت موته يكون مناسباً عندما لا يكون هناك بشر آخرون يحتاجون له. لذلك فإن المرء إن أراد أن يطول عمره فعليه أن يخلق مسؤوليات مستمرة تجاه بشر آخرين، سواء بالزواج والإنجاب أو التبني أو كفالة الفقراء والأيتام وغير ذلك من مسؤوليات تجعل بقاءه حياً مهماً لوجود الآخرين... فتأمل.
___
أمل الكردفاني

يا استاذ امل : اكتب كما تشاء و ادخل الذعر فيمن تشاء لكنك مسئول كغيرك في زمانً الحرب الكيزانبةً هذه الي ان تمد عمرك الي ما بعد الخمسونً. احسبها براك لكن هنالكً اكثر من عشرونً.مليونا مهددون بالمجاعةً و هي اتية بلا ريب!😇 مع تحياتي

خاطرة ذكية؛ و أحسبها لا تتعارض مع منطوق و مفهوم الٱية القرآنية التي تقول
أن لكل أجل كتاب. فربنا عز و جل كذلك جعل الحياة مسببة؛ إن لم يشأ التدخل فيها.
إذ أن هنالك ٱية قرٱنية ٱخرى منطوقها و مفهومها يقول" إن الله لا يغير بقوم ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم ". فالله قد يمنحك فرصة البقاء طويلا مثلا إذا كنت محسنا
مهتما بصحتك و هنالك نفر كثير يعتمدون على عونك المادي لهم لمدى زمني مقدر
و معلوم عند الله, عز و جل.
و إذا صدقت نظريتك في جانب ٱخر منها، فإنك تنادي بأن كل من يملك المقومات المادية,
، النفسية, و الصحية المحفزة للبقاء طويلا بنبغي عليه السعي لتبني أطفال أو الزواج للمرة
الثانية ، إذا لم يكن يتوقع أن تنكد له زوجه الأولى حياته إذا أقدم على ذلك.
في نهاية الأمر, أنا أرى أن المهم هو ال quality of your life و ليس المدى العمري الذي سيكتبه
الله لك.