Post: #1
Title: سناء حمد... والطاهر التوم كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 03-22-2024, 12:39 PM
12:39 PM March, 22 2024 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
المقابلة التي أجراها الطاهر التوم مع عضوة حزب المؤتمر اللا وطني كشفت مستوى الإنحطاط الذي كان يعيش فيه السودانيين والسودانيات طوال سنوات حكم الطغيان الذي كان يمثله عمر البشير وحاشيته الفاسدة. التي أشعلت نار الفتنة وأوقدت فتائل الحرب اللعينة التي يرزح تحتها الوطن كمحصلة طبيعية لسنوات حكم الطغيان الذي جعل الطاهر التوم يحاور نساء حمد التي لا شرعية لها، لا من السماء ولا من الأرض، شرعيتها الوحيدة هي إنها كانت عضوة في مافيا السلطة والثروة والجاه. الطاهر التوم جلس إليها بكل خشوع وإنكسار وهو يسألها هل قعدتي مع أبن عوف؟ ومع صلاح قوش؟ وهل ...؟ وهل...؟ هي بكل غرور تجيبه نعم قعدت مع كل أعضاء اللجنة الأمنية وغيرهم بعد أن وصلني تكليف من شيخ الزبير أمين الحركة الإسلامية! الحوار بين الطرفين كشف كيف تتبدل الأدوار؟ وكيف يصبح نظام الطغيان معبودا لدى البعض يتطلب الوفاء له إستجواب ضباط الجيش لمعرفة من سمح بإزاحة الطاغية عمر البشير؟ الحوار وضح إلى أي حد يمكن أن يصل القهر بالإنسان ويحوله إلى عبد مطيع لقاهره ومدافع شرس عنه؟ على حساب الوطن والشعب للدرجة تدفع البعض يضحون بوطن كامل، من أجل حفنة من الناس! ألا يدل هذا على أن الجامعات السودانية في عهد الطاغية الضلالي عمر البشير كانت تخرج ببغاوات وأدوات هدم، بدلاً من تخريج علماء وخبراء ورواد تنوير لفتح مغاليق العقول! كيف لإمراة مدنية أن تستوجب ضباط الجيش؟ من أعطاها هذا الحق؟ هل هي عضوة برلمان ديمقراطي منتخب من قبل الشعب السوداني؟ هل يمكن أن يحدث هكذا تصرف في دول العالم المحترم؟ بكل تأكيد لن يحدث، لأن الدول الديمقراطية لها مؤسساتها البرلمانية التي تحاسب الحكام والمسؤولين بطريقة مؤسسة عبر لجان متخصصة تؤكل لها مهمة إستجواب المسؤولين ومن ثم رفع توصياتها للبرلمان حتى يتخذ القرار المناسب وإصدار التشريعات اللازمة التي تضع حدا للتجازوات والخروج عن إرادة الشعب. ما جاء في اللقاء هو إفراز طبيعي للطغيان الذي أسس للقهر الاجتماعي والسياسي الذي جعل إنسانة متعلمة، تعادي الثورة والتغيير، وتجعل من نفسها إداة لهدم مؤسسات وطنها لصالح نظام قائم على الطغيان وتدني الأخلاق، ونهب المال العام، والإستبداد والفساد.
نهضتنا تبدأ فقط بعد زوال هؤلاء من المشهد السياسي والإجتماعي. لأنهم جزء من المشكلة لذلك لا يمكن أن يكونوا جزءاً من الحل. هم يستميتون أن يبقى الشعب مجموعة من العبيد: ينهب الحاكم ثراوتهم، ويبيع إستقلالهم وسيادتهم، ويشرد أبنائهم وبناتهم في مجاهل الهجرة والغربة بعضهم لا يجد ما يسد الرمق، ويتعرضون للذل في الخارج، بينما القتلة الأشرار شهيتهم مفتوحة لمواصلة الحرب للعودة إلى الحكم على جماجم وأشلاء السودانيين والسودانيات. إن تطلعاتنا لن تتحقق إلا بانتزاع حريتنا من سالبيها: فلا يجوز لنا قط، أن نتوقع تحقيق الأمن والإستقرار السياسي والتطور والإزدهار الإقتصادي، بثقافة الخنوع والإنكسار الذي أنتج أمثال نساء حمد والطاهر التوم. كيف لبلادنا أن تنتصر للسلام والحرية والعدالة الإجتماعية، وبعض من متعلميها يتحالفون مع الطغيان الذي أشعل نار الحرب؟ كيف لبلادنا أن تنهض وتتقدم وبعض متعلميها لا يتورعون عن مد أيديهم إلى المال العام، مما تجود به أيدي الحكام؟ كيف لبلادنا أن تزدهر وبعض مثقفيها يقاتلون من أجل حكم الفرد الذي فتح كل أبواب الفساد والإنحطاط والرذيلة على مصراعيها لكل الساقطين والساقطات؟
الرذيلة الحقيقية هي أن يبيع المثقف عقله وضميره للطغيان. ختاماً نذكر أن الدول التي إنجزت التقدم لم تنجزه بحكم الإستبداد والفساد والظلم بل بالديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والأفكار النيرة والقيم الفاضلة والتضحيات الجسام من أجل تغيير حياة الناس نحو الأفضل ونشر الوعي والتنوير والعطاء والمثابرة وحب العمل والعلم والإنفتاح وإحترام الرأي والرأي الآخر. لقد إنخرط الكتاب والشعراء الأوروبيون في المعارك المصيرية، قُتل منهم من قتل في الحرب الأهلية الأسبانية، وفي حرب المقاومة الشعبية الفرنسية للنازية، وأُعدم العديد منهم حرقاً إبان عصر النهضة. هكذا تحققت النقلة الحضارية التي أخرجت أميركا وأوروبا من ظلام القرون الوسطى.
لذلك لابد من التحرر من الطغيان وأتباعه الإنتهازيين أمثال نساء حمد، والطاهر التوم، ووضع مداميك دولة سودانية جديدة مدنية ديمقراطية فدرالية خالية من الطغيان وعبيده.
الطيب الزين
|
|