سأتناول عدة مفاهيم، في مقالات متعددة، كل علي حدة، اطر العمل و خارطة الطريق ستكون البداية، لطالما تشكل حجر الأساس الذي تبني عليه، فهي ليست بالمفهوم الجديد، و لكن غالبا لا تعيره نخبنا الاهتمام اللائق, كلبنة أساسية و ليس كحجر عتب.
أريد ان انقل للقارئ ضرورة التفكير في إطار للعمل-ايكوسيستم، اشبه بالنظام البيئيّ لأسباب عدة، يتناولها المقال.
السودان كحالة (use case), رؤية بناء الجبهة القاعدية، لوقف الحرب و بناء سودان ما بعد الحرب،
لا بد ان يستند إطار العمل علي ارضية ثابتة، اري ان هذه الأرضية هي قوي الثورة، و شعاراتها المتمثلة في الحرية، السلام، العدالة ، العسكر للثكنات، الجنجويد ينحل، و سلطة الشعب، لطالما ان الدرب هو درب الثورة، بعبارة اخري، هذه هي مواد البني الثابت، لكونها تشكل منظومة أشياء متداخلة، متشابكة و مرتبطة، هذا الاتساق و التناغم هو ما يشكل ارضية صلبة متماسكة لا تحمل بذرة فنائها، و هو ما يمكننا تسميته ايكوسيستم لإطار العمل، فالتخلي عن اي لبنة و استبدالها باشياء لا تتسق مع الثورة و شعاراتها، كاضافة قوي من غير قوي الثورة، تفتح نفاج للمساومات و ،تهافت لكراسي السلطة، الخ، ستسبب عاجلا ام اجلاً في انهيار المنظومة باكملها، إذا فلماذا لا ننطلق من ارضية صلبة لإطار عمل-ايكوسيستم تنبثق منه خارطة للطريق تحمل في احشائها بذرة السيرورة لبناء مستدام،؟
في اعتقادي بناء إطار عمل بهذا المفهوم، او ايكوسيستم، هو ما يجمع قوي الثورة، و ستكون النواة لالتفاف قوي الثورة حولها، و من ثم الحشد و التنظيم.
تأتي ضرورة التفكير الجاد في اطر العمل، ليس لغيابها من منابرنا و انما لعدم اخذها بالجدية الكافية نتوخي فيها الحيدة عن نزواتنا و مصالحنا، بعيدا عن الظروف و الملابسات،،فالذي يريد وضع أساس لصرح شامخ مثلا من دون عناء او مشقة البحث ليصبح الصرح قويا عتيدا، فهو كمن يحرث في البحر، فعند بناء برج خليفة مثلا، تم استيراد الرمال للخرسانة من خارج دبي، غني عن القول انها في قلب الصحراء، لكن رمالها لا تصلح لبناء شامخ، كذلك الإسلاميون لا يصلحون لبناء إطار عمل شامخ، عندما نقوم بعمل ما هو صحيح، حتماً سينحني ثماره، كما يقول المثل أدنّاه.
a quote from the movie Greater “when you do the right thing, good things will happen“
فمهما كان الثمن، فلا بد من فعل ما هو صحيح، و عدم الوقوع في فخ الوفاق الأجوف، و في نفس السياق يقول نلسن مانديلا، “هناك أشياء تبدوا مستحيلة، حتي يتم إنجازها” نهاية الاقتباس
Quote “ it always seems impossible, until it’s done” Mandela.
اذن ما هو إطار العمل ؟ و ما هي خارطة الطريق ؟ و لماذا توضع في الأساس؟
تلجأ الحكومات، المؤسسات و المنظمات لوضع هياكل او اطر عمل لإنجاز مشروع، مهمة، علاج قضايا او إشكالات ما، و هو في الغالب الأعم، دليل عمل و أطار توجيهي لاتخاذ القرارت و التخطيط، فيه لوائح و قواعد مستقاة من افضل التجارب و الممارسات المثلي في الحقل المحدد، عضم الضهر فيه هو الحوكمة، تشتمل علي وضع اجهزة رقابية لضبط العمل و ادارة اللوائح و الموجهات الموضوعة و جزء لإدارة المخاطر، الخ.
تأتي خارطة الطريق لاحقا تستلهم الموجهات و القواعد المرسومة في الهياكل المذكورة أعلاه ، و لا تحيد عنها، و هي عبارة عن برنامج عمل بأولوياته والمدي الزمني المتوقع، الخ
اطر آلعمل الناجحة هي التي توضع بمفهوم مشابه للنظام البيئي، ،ايكوسيستم، يكاد يكون خاليا من بذرة فنائه
فمفهوم النظام البيئي، ايكوسيستم، لم يعد قاصرا علي الطبيعة فحسب، تمت استعارته و استخدامه للاستدلال لكل منظومة متكاملة، فعلي سبيل المثال، في اماكن العمل، اصبحت الشركات تستخدم مفهوم ال eco system, لوضع العاملين ذوي المهام المتشابكة او المتداخلة، فهي تستخدم لوصف المنظومة المتكاملة في مجالات عدة، كمبيوتر، زراعة، او حتي لوصف بيئة العمل، فمثلا يوضع العاملين في طابق واحد او عدة طوابق متداخلة، لسهولة الحركة، الاجتماع، العصف الذهني لزيادة الإنتاجية..الخ ويسمي ذلك ايكوسيستم.
فلا يمكن إدخال أشياء غريبة علي إطار عملك او نظامك البيئي ، دون الانزلاق لمخاطر جمة، فالمؤتمر الشعبي وانصار السنة وبقايا نظام البشير، نشاز، لا يتوافقون أو يتلاءمون مع قوي الثورة او شعاراتها اي لا يتواءمون مع اي إطار عمل-ايكوسيستم، يهدف لاستعادة دوران عجلة الثورة، لذلك الإصرار عليهم، سيدمر نظامك البيئ
لذلك، اثمن غاليا ما وضعته لجان المقاومة، تعبيرا عن إرادة الشعب، حرية سلام و عدالة، السلطة سلطة شعب، العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل، لتداخل، تشابك و الارتباط الوثيق لهذه الشعارات لبناء الوطن، فيجبان يكون هذا هو أساس إطار العمل، تنبثق منه خارطة الطريق.
بهذا الوضوح توضع اطر العمل، و هي، اي اطر العمل لا تستحمل المجاملات و اللف و الدوران و باركوها يا حناس، الخ.
اعرف الكثيرون قد يطلقون علي ذلك حلما، حسنا، فننظر للتاريخ، فكل انجاز كبير في تاريخ البشرية بدأ بحلم كبير، السقوف المتدنية لا تصنع قمم، في الغالب الأعم اصحاب السقوف المتدنية، احلامهم صغيرة، فحتما ستكون افعالهم صغيرة.
فمن تكن لديه لماذا قوية، سيصنع المستحيل لبناء دولة شامخة، و من تكن لديه الكيف قوية، سبني دولة في زيل القائمة، دولة من ورق A strong Why will survive any how- J. C. Maxwell
ايضا يقول المفكر و الكاتب الكبير سايمون سينيك Start with “Why”
فمن دون اطر عمل- ايكوسيستم، يكون عملنا خبط عشواء كما هو حالنا الان، لا يستقر لنا قرار، و كل يوم في شأن، فالتعلم ان عدونا الاول ليس الفشل في المحاولة و انما الخوف من المحاولة، فالفشل ليس عيبا، ان نفشل و نسقط للأمام فهو افضل الف مرة من البدايات الخاطئة و المميتة و الوطن يحتضر، و دون ذلك خرط القتاد.
- فجوة العمل القيادي - التجربة ام التنظير، المجرب ام الطبيب؟ - فيزياء التغيير - قِرب الطاقة المقدودة - الاحباط في العمل العام - لجان المقاومة هي الحل،،لماذا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة