Post: #1
Title: الشعب السوداني وتقييم الذات كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-12-2024, 08:00 PM
08:00 PM March, 12 2024 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
يعتبر السودانيون من أكثر البشر الذين يقيمون أنشطتهم تقييماً أعلى من حقيقتها. وهذا ما جعلهم من الشعوب الأكثر فشلاً، وخاصة عندما يدخلون في احتكاكات مع العالم الخارجي، إذ تكون الخسارة مثيرة للسخرية، وخاصة سخرية الأشقاء في مصر. وأتذكر أن فريق الخماسيات السوداني انهزم عشرين صفر، وكانت سخرية المصريين لاذعة جداً. ولكنني لا ألوم المصريين بل ألوم الذين يحشرون أنوفهم في مستويات عالمية وهم أقل مستوى بكثير من تقييهم لذواتهم فيسببوا لنا ولهم الإحراج والفضيحة. ومثل هذه الشعوب البائسة تبحث عن الإعتراف بآدميتها في أصغر النجاحات، فلم أشعر في حياتي بحموضة في المعدة بالقدر الذي أشعر به كلما سمعت او قرأت ذكر شخصية مصطفى سعيد في كل شيء. فحتى برنامج الطبيخ اليومي لا بد أن تسمع مقدمه يذكر شخصية مصطفى سعيد، ومعلق كرة القدم يتحدث عن مصطفى سعيد.. والحلاق الحبشي أيضا أصبح يسترضي الزبائن بالحديث عن مصطفى سعيد، والمتشعورين في القنوات الوهمية السودانية يغرودون أهدابهم ويحركون حواجبهم وهم يبجلون مصطفى سعيد، وبائع الفول والسعوط والكمساري وبائعة الدكوة والويكة والكسرة، والرجل الذي يجلس أمام مراحيض المساجد ليحصل الخمسين جنيه بتاعة دخول المرحاض أيضاً يسبح بحمد مصطفى سعيد.. والشيوعيون والكيزان والقوادون والمومسات والنشالون .. برضو: مصطفى سعيد. لعن الله مصطفى سعيد واليوم الذي كتب عنه الطيب صالح فوسع به بواسير الأمة. إن أسوأ ما يعاني منه الإنسان ليس الفشل بحد ذاته ولكن الفشل الناتج عن تقييمه المغالى فيه لأنشطته. وأتذكر أن أحدهم جاء وسألني: أنا خائف من أنني أتوهم بأن ما أفعله عظيم. فجاملته وقلت له بأنه لا يتوهم، رغم أنه يتوهم بالفعل. وربما لو أخبرته بالحقيقة لما تمادى في قصوره ولأعان نفسه بالتعلم والتدرب المستمر حتى جوَّد عمله. غير أنني فضلت عدم إحباطه، تاركاً ذلك للزمن الذي يجيد بيع الإحباطات بالتقسيط. كيف يمكننا أن لا نغالي في تقييم ما نفعله أو ننتجه أو نقوله؟ يتم ذلك بعدة طرق منها على سبيل المثال لا الحصر: ١- بمراقبة العالم والإحتكاك به ومتابعة التطورات البشرية في المجال المستهدف، دون أن يعني ذلك أنه يشترط أن نصل إلى الكمال. لا فلا يوجد كمال بشري، ولكن على الأقل هناك مستوى متوسط أو مقبول يجب أن نصل إليه قبل أن ندفع بمنتجاتنا إلى العالم. ٢- عدم انتظار تحقيق الفوز، ولا منافسة الآخرين في المراحل الأولى، بل أن يكون الهدف مما نقوم به هو الاستمتاع بالعملية الابداعية. لا تبحث عن جوائز، ولا مسابقات، بل افعل الأشياء لكي تشعر بإشباع روحي أو اشباع داخلي فقط. ٣- لا تعرض منتجاتك على الأقارب والأصدقاء وتنتظر تقييمهم، فهؤلاء سيجاملونك والمجاملات ستوقعك في شرك الشعور المتوهظ بالعظمة، وهكذا تفقد خاصية التعلم وسد الثغرات بعد معرفة أوجه القصور.
أمل الكردفاني
|
Post: #2
Title: Re: الشعب السوداني وتقييم الذات كتبه د.أمل ال�
Author: Ahmed Eltigani Sidahmed
Date: 03-12-2024, 08:33 PM
Parent: #1
صدقت يا امل كردفاني ..اذكر أن قرأت لاحدهم يصر بانك انثي لانه قرر بان الاسم امل لا بد يكون لانثي ..هكذا يشرع اكبر مشرعي الدنيا كما يشاءون: فهم احسن الناس و اكرم الناس اعظم الناس ولقد كانوا يعظمون بعضهم البعض بعبارة * يا جنابو يالمعزول تبرابو* اثناء الونسة و لعبة الكنكانً. فهم افهم الناس واحرف الناسو ولايقبلون ان يوصفوا بانهم اكسل الناس .نسيوا بان الرسول المصطفي كان يحلب شاته و يخيط رتق رداءه بنفسه . لعل هذه الحرب بالرغم من ماسيها ضرورية ليستقيم امرنا و ننظر بجدية لما حولنا و نتعلم منهم !
|
|