Post: #1
Title: نقد إجرائي لشعار : حرية .. سلام..عدالة . بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-03-2024, 03:21 PM
02:21 PM March, 03 2024 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
سال المداد كثيراً و كثيفاً عن شعار ثورة ١٩ ديسمبر من العام ٢٠١٨ م ، تلك الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير ، و بعد ذلك تاهت في دروب الحيرة السياسية السودانية ، و دخلت البلاد في حرب يقول عنها البعض أنها حرب مصيرية ، و البعض الآخر يصفها بالحرب العبثية . . أفرح كثيرا عندما أجد مقالا جديدا ، لكاتب طال إعتزاله للشأن العام السوداني ، و لكن أرغمه محنة بلاده فعاد مرة أخرى ليسطر يراعه ما يراه مناسبا لفك طلاسم الحيرة عن أمته و شعبه ، فقد طربت أيما طرب بمشاركات الأخ الأستاذ خالد كودي ، في موقع سودانيزأونلاين ، و خاصة في الجزئية المتعلقة بالثورة الفرنسية ، و ما قام به الشق التنفيذي و الشق التنظيمي في تلك الثورة المجيدة .. فالبون جد شاسع ، بين من يظن أن قوة شعارات الثورة كفيل بتحقيق أهدافها الاستراتيجية دون عمل مصاحب في أرض الواقع كما نفعل في السودان !!! و من يضع الحلول العملية و النظرية و يعمل على تجريبها في أرض الواقع ، و يبدل و يغير في التكتيك حسب مقتضيات الحاجة كما فعل الفرنسيون . الغريب أن السودانيين في أثناء مناسباتهم الاجتماعية تجدهم في تمام الحيطة و الحذر ، فالذي يحمل (صينية الوليمة للمعازيم) تجده يحمل العصا بيد و الصينية بيد !! كل ذلك من باب الاحتياط ، و لكن بعد إنجاز ثورة عظيمة ، تجده لا يحتاط ! و يرجو من قوة شعاراته إنجاز بقية المهام الأخرى و السلام !!!؟؟؟ من هنا تبدأ مشاهد فشل الثورات السودانية ؛ فيظهر ألف نسر و نسر لإختطاف الثورة ، فالسلام ، و الحرية و العدالة ، لا تتحقق إلا من خلال خطوات عملية من قبل الثوار ، و ليست المظاهرات هي السبيل الصحيح كما فعلت ثورة ديسمبر ، فقد كان الأوفق أن يجتمع الثوار ببمثلي القوات النظامية ليصيغوا معا المعادلة المطلوبة لٱستتباب الأمن بصورة كاملة في البلاد ، فيتجند من الشعب من يساهم في إكمال هذه المعادلة ، و بعد ذلك تبدأ معارك بسط هيبة الدولة في كل ولايات السودان و نزع سلاح الميليشيات بقوة القانون ، و بعد الفراغ من ذلك ، ترمم الأحزاب السياسية ، و تشكل الحكومة المدنية السودانية ، لتقوم بتنفيذ برامج لإعادة النازحين و اللاجئين إلى قراهم و مدنهم بعد طرد المليشيات منها من قبل الدولة ، و بسط الحريات السياسية لجميع المكونات السودانية الأصيلة ؛ هذا هو السيناريو الذي كان ينبغي أن يكون موجودا ، لكي تحقق ثورة ديسمبر أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في شعارات: حرية ، سلام ، عدالة . لكن ؛ أن تأتي متأخراً ، خيرا من ألا تأتي ، فيمكن لعناصر الشعب السوداني ، و عبر إلتفافهم حول مؤسسة الجيش السوداني لدحر تمرد المليشيات ، إنجاز نفس الهدف ؛ لأن قوة هذه المليشيات ، هي أهم أسباب فشل الدولة السودانية لإنجاز أي مشروع تنموي ، لأن التنمية تقوم في الأساس على الاستقرار ، و هذه المليشيات ، تزيد كل مرة بنشاطاتها رقعة المناطق غير المستقرة في السودان ، فكسر شوكتها أهم الخطوات العملية لقوة إقتصاد الدولة السودانية. تنويه : أرجو إضافة الصورة المرفقة للملف الشخصي للكاتب .
|
|