شيخ الأمين .. كتبه حسن فضل المولى

شيخ الأمين .. كتبه حسن فضل المولى


02-29-2024, 04:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1709176378&rn=0


Post: #1
Title: شيخ الأمين .. كتبه حسن فضل المولى
Author: حسن فضل المولى
Date: 02-29-2024, 04:12 AM

03:12 AM February, 28 2024

سودانيز اون لاين
حسن فضل المولى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





لا أخفي أنني أطوي جوانحي على
على ودٍ له و تقدير ..
و بيننا ( مِلِح و مُلاح ) ..
ذلك أنني منذ أن عرفته ، و ثلاثة
عقود مضين ، كنت لا أنقطع عنه
و لا يحتجب عني ..
و مع أن له ( طريقته ) ،
و لي ( طريقي ) ،
و له ( قناعاته ) و لي ( قناعاتي ) ،
و له ( رؤاهُ ) ، و لي ( رؤايَّ ) ،
و له ( غزْلُهُ ) ، و لي ( غَزْلي ) ..
إلا أنني ، و هو ، تجمع بيننا
آصرة يجد فيها كل منا ما يجذبه
للآخر ، فآنس إليه و يأنس إلي َّ..
لكن ..
هو يسلك طريقاً تنوشه فيه
( العواصف ) و ( القواصف ) ..
و أنا ألتمس طريقاً اتجافى فيه
عن ( العواصف ) و ( القواصف ) ..
و لكلٍ أسبابه و مقاصده ..

كان يتراءى لي دائماً أنه ، بين
محب مُفرط و مبغض مفرط ..
فمحبوه يُفْرِطُون في حبه ،
و شانئوه يُفْرِطون في بغضه ..
و هو بين هؤلاء و أولئك يمضي
في طريق يُكابد صعابه ، و ينعم
بأطايبه ..

و أشهد له ..
في كل مرة تناجيه أو تناديه
أو تُلجئك إليه ضرورة ، تجده
ملبياً حاضراً ، و بأسرع مما
تتوقع و ترجو ، حتى تحتار ،
متي ينام الرجل !! ،
و متى يشغله عن العالمين
شاغل !! ..

و كان لا يمضي وقت طويل ،
حتى تلقاه في غاية السعادة
و هو يجمع أحبابه و أصفياءه ،
و أصدقاءه ، و معارفه ،
من كل لون و طيف ، و يظل
واقفاً على رؤسهم ، يخفُّ
لخدمتهم حافياً ، يُطعِمُ ذاك ،
و يلاطف هذا ، و يحتفي بتلك ،
و كلٌ يظن أنه الأقرب إليه و الأدنى
منه ..
و يُغدِقُ على آذانهم حلوَ التطريب
و الترويح ، فينفض سامر القوم ،
و بهم محبة له و تقدير ..

عندما يُقْبِل عليك ، يُقْبِل كلَّه
لا بعضه ، و يغمرك بفيوض من البشاشة و اللطف و عذب
الحديث ..
و أنت معه لا تجد حرَجاً في
أن تأخذ منه و تَرُد ..
تُخَطِّئه أو تُقِرُه ..
تقترب منه أو تحتفظ بمسافة ..
و رغم ( الهالة ) التي تلفه إلا أنه ،
بسيط ، و تلقائي ، و عفوي ،
و حبوب ..
و لكنه ( شَرِسٌ ) أحياناً ..

و ( مسيده ) ، في كل وقتٍ ، حافل ( بشموسٍ ) و ( أقمارَ ) و ( نجومٍ )
من الشباب و الشابات ، الذين هم
في منزلة ( إخوان صفاء ، و خلان وفاء ) ..
يُقيمون الصلاة جماعة ،
و يصلون على الرسول ﷺ ،
فُرادى و جماعة ،
و يتسابقون إلى إكرام الضيف
مثنى و ثلاثة و جماعة ..

و هو في ذلك ، له فضل في
استقامة كثير من الشباب ، إذ
أن منهجه أن يقبلك على عِلاتِك ،
و أوجه قصورك ، ثم يتدرج بك
شيئاً فشيئاً ، حتى تُقلعَ عما
يشين ، و تُقبل على ما يزين ، في
مراقي الهداية ..
و هو في ذلك يرى أن المُنحرف
أولى باهتمامه و رعايته من
الحنيف ..

هذا ما شهدته ،
ويلزمني أن أشهد به ..
و السلام ..
حسن فضل المولى ..
٢٧ فبراير ٢٠٢٤ ..