لا أخفي أنني أطوي جوانحي على على ودٍ له و تقدير .. و بيننا ( مِلِح و مُلاح ) .. ذلك أنني منذ أن عرفته ، و ثلاثة عقود مضين ، كنت لا أنقطع عنه و لا يحتجب عني .. و مع أن له ( طريقته ) ، و لي ( طريقي ) ، و له ( قناعاته ) و لي ( قناعاتي ) ، و له ( رؤاهُ ) ، و لي ( رؤايَّ ) ، و له ( غزْلُهُ ) ، و لي ( غَزْلي ) .. إلا أنني ، و هو ، تجمع بيننا آصرة يجد فيها كل منا ما يجذبه للآخر ، فآنس إليه و يأنس إلي َّ.. لكن .. هو يسلك طريقاً تنوشه فيه ( العواصف ) و ( القواصف ) .. و أنا ألتمس طريقاً اتجافى فيه عن ( العواصف ) و ( القواصف ) .. و لكلٍ أسبابه و مقاصده ..
كان يتراءى لي دائماً أنه ، بين محب مُفرط و مبغض مفرط .. فمحبوه يُفْرِطُون في حبه ، و شانئوه يُفْرِطون في بغضه .. و هو بين هؤلاء و أولئك يمضي في طريق يُكابد صعابه ، و ينعم بأطايبه ..
و أشهد له .. في كل مرة تناجيه أو تناديه أو تُلجئك إليه ضرورة ، تجده ملبياً حاضراً ، و بأسرع مما تتوقع و ترجو ، حتى تحتار ، متي ينام الرجل !! ، و متى يشغله عن العالمين شاغل !! ..
و كان لا يمضي وقت طويل ، حتى تلقاه في غاية السعادة و هو يجمع أحبابه و أصفياءه ، و أصدقاءه ، و معارفه ، من كل لون و طيف ، و يظل واقفاً على رؤسهم ، يخفُّ لخدمتهم حافياً ، يُطعِمُ ذاك ، و يلاطف هذا ، و يحتفي بتلك ، و كلٌ يظن أنه الأقرب إليه و الأدنى منه .. و يُغدِقُ على آذانهم حلوَ التطريب و الترويح ، فينفض سامر القوم ، و بهم محبة له و تقدير ..
عندما يُقْبِل عليك ، يُقْبِل كلَّه لا بعضه ، و يغمرك بفيوض من البشاشة و اللطف و عذب الحديث .. و أنت معه لا تجد حرَجاً في أن تأخذ منه و تَرُد .. تُخَطِّئه أو تُقِرُه .. تقترب منه أو تحتفظ بمسافة .. و رغم ( الهالة ) التي تلفه إلا أنه ، بسيط ، و تلقائي ، و عفوي ، و حبوب .. و لكنه ( شَرِسٌ ) أحياناً ..
و ( مسيده ) ، في كل وقتٍ ، حافل ( بشموسٍ ) و ( أقمارَ ) و ( نجومٍ ) من الشباب و الشابات ، الذين هم في منزلة ( إخوان صفاء ، و خلان وفاء ) .. يُقيمون الصلاة جماعة ، و يصلون على الرسول ﷺ ، فُرادى و جماعة ، و يتسابقون إلى إكرام الضيف مثنى و ثلاثة و جماعة ..
و هو في ذلك ، له فضل في استقامة كثير من الشباب ، إذ أن منهجه أن يقبلك على عِلاتِك ، و أوجه قصورك ، ثم يتدرج بك شيئاً فشيئاً ، حتى تُقلعَ عما يشين ، و تُقبل على ما يزين ، في مراقي الهداية .. و هو في ذلك يرى أن المُنحرف أولى باهتمامه و رعايته من الحنيف ..
هذا ما شهدته ، ويلزمني أن أشهد به .. و السلام .. حسن فضل المولى .. ٢٧ فبراير ٢٠٢٤ ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة