@@كنا ستة تخرجنا دفعة واحدة من جامعة الخرطومً كلية الزراعةُ قبل خمسة حقب ونيف قبل ماسي حكم العسكر (حكم نميري و البشير).
@ عند تخرجنا مباشرة استأجرنا منزلا في احد احياء الخرطوم بحري. حتي الان لا يزال الاحياء منا يجهلونً قبايل بعضنا البعض. لانها في الحقيقة لم تعنينا أبدا ولا اذكر ان التصنيف القبلي كان موجودا طوال دراستي في عطبرة الثانوية و جامعة الخرطوم .
@ للناكد سالت صديقي برفسور دكتور بابو فضل اللهً وهو ممن بقيوا من الاحياء اذا كان لايزال يذكر من اين اتي كل منا ؟ **و كان هذا رده: ١. سليمانً حسين عبدالله (ام دقايق) من ميما ام دقايق قريته بالقرب من ابو زيد. ٢. عبد الماجد سليمان من قرية الحديبة شرق الجزيرة ٣. ابو فضل الله من لقاوةً قرب المجلد ٤.احمد التيجاني سيد احمد من عبكنارتي- وادي حلفا ٥.عبد العزيز احمد محمد من دنقلا او المحس
**لم يذكر قبيلة اي منا . **في الحقيقة لم نكن نهتم بالقبيلة إنما كنا نعرف الزميل بمدينته او قريته!
@هذا كانً السودانً بالرغم من انقسامه الي ولايات محفظات : الشمالية، البحر الاحمر، الخرطوم، النيل الازرق،كردفان، دارفور ،والمديريات الجنوبية الثلاث(بحر الغزال وأعالي النيل والاستوائية) ؛ و بالرغم من المسافات البعيدة و الفيافي والطرق الغير معبدةً و الاطراف المبعثره. بالرغم من الفقير المدقع بالرغم من ثراء موارده. @ و لكن بفضل شعوب -بالرغم من اختلاف سحناتهم وأديانهم و معتقداتهم - كانت متقاربة في أنماط حياتها البسيطة المبنية علي الزراعة و الرعي و علي التعاضد و التزاوج و احترام الغير. @و ايضا بفضل ادارة اهلية و عشائرية و قروية متوافقة مع طبيعتها و مواردها . @ وأيضاً بفضل خدمة مدنية ادارية وهيكل تعليمي وضعه الإنجليز بصدق و مهنية كما فعلوا في الهند و باكستان و كينيا و يوغندا و تنزانيا و الأردن!
@نذير الشئوم عند الاستقلال ،و الذي لم يلتفت اليه احد لان الحكم الذي خلفه الإنجليز كان حكما مدنيا انتخابيا، **كان في تركيبة الجيش بالرغم من تعريفه كقوات الشعب المسلحة**. @لم يلتف احد لغلبة القبلية و العنصرية في تعيينات ضباط الجيش الذي غلبت علي كوادره انتقاءات من مواقع محددة في شمال السودان الناطق باللغة العربية والذين يدعون / او يشترون انتسابا لبني هاشم وًقريش!! و بجنود مهمشون فقراء من اكثر مناطق السودان تهميشا و فقرا .. من جبال النوبة و كردفان ودارفور وًبعض النيل الأزرق.
@ زاد الطين بله ان تجاهل هذا الكادر العربي الشمالي احقية الجنوبيين الذين اسموهم عبيدا و فروخا. و تمشدق الشايقية و الجعليين فخرا عندما نسف حسن بشير قري الجنوب. و سكتت قادة الاحزاب عن اصرار حزب الامة علي ترك اتباعه في ولايات دارفور و كردفان خاصة الذين ينتسبون للقبايل الزنجية اصحاب الارض بدون تعليم وتحديد حياتهم كرعاة وجنود تحت هيمنةً الأثرياء و روساء الادارات الاهلية.
@اما قادة الختمية فلقد دأبوا علي إفقار اهل الشمال و مراعاة التزامهم التام بدفع الجزية (لسيدي) و اختيار الجميلات لمتعة سيدي ! @اما نوبيو الشمال فلقد غلب عليهم وصف العجم البرارة. و تركوا لقمة سائغة للمفترس العنصري المصري
@بدأ و مازال الجيش تحت قيادة شمالية قرشية جعلية و قليل من الدناقلة الذين ادعي بعضهم ايضا نسبا لبني هاشم و قريش .
@ كلما حكم الجيش كلما اثري الضباط و المقربون لهم حتي تبلور هذا الثراء خلال ٣٠ عاما من حكم التمكين الإسلامي الكيزاني. فصارت أغلبية ميزانيات الدولة (٨٠٪) مخصصة للجيش و بالتالي المصارف و البنوك و الشركات إلا قلة قليلة اثرت الثراء بالانتشار افقيا في انحاء متفرقة من السودان.
@تخلص الاسلاميون من مشكلة الجنوب بفصله لقناعة منهم باستحالة اقامة حكم إسلامي بين هولاء القوم الذي يبلغ عدد سكانه ثلث المواطنون السودانيون ، يتكلمون بمئات اللغات الأفريقية. فكان انفصال الجنوب انتصارا كبيرا لاهله و تحقيقا لحقوقهم الإنسانية؛ وهم الان يكافحون بنجاح بالرغم من الحروب الاهلية لاقامة حكم ديمقراطي يسع كل قبايل الجنوب .
@ بالرغم من ان انفصال الجنوب خسارة كبيرة للسودان الموحد لكنه كان مكسبا للحركة الاسلامية التي ظنت بان التخلص من العناصر الزنجية سوف يمهد لدولة او دويلات اسلامية عروبية نتجت عنها قرائحهم العنصرية الشمولية كمثلث حمدي العربي الإسلامي و سو-مصر العربي الاسلامي و دولة البحر و النهر . و مضوا في مخططات للتصفيات العنصرية المبنية علي إفناء القبايل النوبية في الشمال و الفوراوية و الانقسناوية و النوباوية و والمساليت و غيرهم في كردفان و دارفور وًالنيل الأزرق . ثم أسّسوا مليشيات قوات عنصريةً أرهابية اشتهرت منها الجنجويد التي صارت من صنايع الكيزان الشرسة. و هاهما قوات جيش الكيزان و قوات الدعم السريع يتحاربان الان لإفناء السودان الموحد و استبداله بدويلات عنصرية عربية !
@وهكذا حدث اللامعقول .و سيدون التاريخ كيف تفككت و تضررت قومية السودان نتيجة لحكم ضباط عبود ،نميري ،البشير و البرهان!
*** حسبي الله و نعم الوكيل**
نواصل
د.احمد التيجاني سيد احمد ٤ فبراير ٢٠٢٤ روما إيطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة