عندما نطالب بإيقاف هذه الحرب انما نفعل لاننا نرى تأثيرها النفسي والاجتماعى الكارثي على مستوى الشخصية السودانية وعلاقاتها الاجتماعية وتفاعلها مع محيطها، إذ ان اضمحلالا قد يعتريها ويقلل من جودتها كشخصية متفردة محبة للسلام ومتقبلة للاخر!
كمدنيين وقع اثار الحرب النفسية علينا كبير جدا لاحساس عجز ينتابنا ويحاصرنا لا نستطيع دفعه ولا التعايش معه كوننا نرى الموت والدمار حولنا وكل يوم يمر نفقد فيه عزيز علينا، وهذا القهر يولد طاقة من الحقد والغبن كبيرة جدا تنعكس على سلوكياتنا في التعامل مع محيطنا العام وقد يترجم الى سلوكيات عدائية تجاه من يخالفنا الرأي في ما يخص هذه الحرب وموقفنا منها.. فنعيش في هالة من الشك والتخوين وعدم الثقة في بعضنا البعض والتصنيف والاصطفاف الغير موضوعي المستند الى شلة (بل بس) و (لا للحرب) وكأن الحرب مباراة هلال مريخ..وليست كارثة تسترعي استنفار وعينا الجمعي لايقافها!!
للكيزان امكانيات كبيرة ومهارة فائقة ومعرفة بكيفية التلاعب بوجدان الشعوب، فحرب الجنوب مثلا والى عهد الانقاذ الاول كانت مجرد حرب بين الجيش السوداني وبعض الذين تمردو عليه من ابناء الجنوب بمظنة تهميش اقليمهم حيث كانت تقديراتهم لاسترداد حقوقهم هي حمل السلاح على الدولة. ولما جاء الترابي الخبيث ورهطه حول هذا المفهوم الى حرب دينية وعرقية وذلك عبر آلة اعلامية خبيثة تمكنت من تحوير هذه المفاهيم بخطابات تعبوية فرقت بين الاخ واخيه في وطن واحد لنخلص الى وطن مقسوم الى اثنين!
في اعتقادي ان انتصارنا في هذه الحرب يكمن في تماسكنا كمجتمع متوحد لا تكسره الفتن والشائعات التي يبثها الكيزان، فقيمنا كسودانيين محبي للسلام ومتقبلين للاخر قيمة انسانية عظيمة يجب ان نعي ونلتفت لها وننميها في نفوسنا ونتسامى عن حظوظ النفس الدنيئة التي يحاول الكيزان غرسها فينا، فقيمنا المتأصلة تاريخيا فينا موروث امتن واقوى من أي عارض خبيث وفكر دخيل يبثه شيطان اخرس بيننا، ستقف هذه الحرب عندما نعي ان قتلنا بعضنا البعض انما هو فناء لتاريخنا، إنسانيتنا، ديننا وقيمنا التي تربينا عليها.. وبالمجمل وطننا الذي آوانا.. ان قتالا جرى وحرب دارت بين (رجلين) مجرمين نكرتين لم يكونا في يوم من أيام هذا الوطن شيئا حريا بنا ان نلفظها ونلفظهم معها، لانهم ليسو سواء عميلين يخربان علينا اوطاننا!
من ناحية اخرى المستفيد من هذه الحرب والذي حشد لها آلته الاعلامية الخبيثة باثا دعاوي العنصرية النكراء عدو محض لله و الوطن ما من وازع ديني او اخلاقي يردعه، له في تأجيج هذه الحرب مآرب لن يحققها الا باستمرارها! فكل ما استمرت بعدت الشقة بين ابناء الوطن ووحدتهم وتعمق خلافهم واقعدوا عن تكوين جبهة وطنية واحدة وقادرة على ايقافها، فمن باب اولى ان لا ننجر وراءه ولانستمع اليه ولا الى ابواقه الرخيصة المنتشرة بين الوسائط والميديا وهم ليسو سوى نكرات مريضون وهم اضعف من ان يسلبونا شيئا ناهيك عن وطننا!
انشروا ثقافة السلام.. غنوا للوطن .. عبروا عن حبكم لبعض.. انزعوا هذه الكراهية العارضة التي انتابت علائقكم.. اشفوا نفوسكم بحب اوطانكم.. تذاكروا تاريخكم الحافل بالحب والسلام أقرأو هذا الوطن لتعرفو قيمته.. ثم انبذوا الكيزان.. تنتصروا!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة