Post: #1
Title: مستر No /آند/مستر Yes :وبينهما تضارب مصالح ورغم التحارب سيؤدي بهم للإندماج والتصالح
Author: عمر الحويج
Date: 01-30-2024, 11:54 AM
10:54 AM January, 30 2024 سودانيز اون لاين عمر الحويج-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
وسيضطرهم تحاربهم هذا ، إلى الإندماج والتصالح لمحاربة شعب السودان مجتمعين ، حين يُضَّيق عليهم شعب السودان الخناق ، فلا شئ بين الطرفين يربطهم بهذا الشعب ، الرافض لكليهما ، فقد نُكِّب هذا الشعب منهما سوياً ، فالطرفين ، وبإصرار وترصد ، وبلا وازع من ضمير أو دين أو أخلاق ، تتعالى من منسوبيهم بالحناجر المزيفة ، الهتاف المقدس على ألسنة السوءات الظلامية ، نفاقاً مخادعاً "الله أكبر" مكررة بالمرات المتعددة ، وأثبتت كل تجاربهم مع شعب السودان ، أن هؤلاء واولئك لا علاقة تربطهم مع الله ، وبيسر الهتاف المختطف عنوة وأقتداراً وأبتزازاً ، يقتلون النفس التي حرم الله قتلها ، فقد شمروا عن ساعد الشر والسلاح الفتاك من زمان بعيد ، وتوجهوا بمعول آلات الحرب المدمرة ، التي يمتلكونها ، إلى قلب وروح وجسد ، هذا البلد الطيب أهله ، فخربوه ودمروه ، وسرقوا بيوته وسكَّنوها ، وربما في آخر المطاف إمتلكَّوها ، إستحلوا مؤسساته ، وبنيته التحتية : شوارعها ، عماراتها ، مصانعها ، كباريها ، مكتباتها ومتاحفها ، بعثروا تراثها في الأرض الخراب ، وجعلوا منها حفنات من هباب ، وحرائرها لم يرحموهن ، فأغتصابهن كان لهم فعلاً باستباح ، وأسكتوا صوت شهرزاد بالسلاح عن الكلام ، حتى عن الصراخ المباح ، وعلموه كيف النزوح على الأقدام والدواب ، أما القتل ، ثم القتل ، ثم القتل فقد كان صُراح ، إلى أن تعدى ، وفاق الخمسة عشر صريعاً بالآلاف ، غير الذي ما خفي وكان أعظم ، وهي في طريق التعداد والإحصاء والتمام والإكتمال ، لرفعه حين الحساب لجهات الإختصاص داخلياً ودولياً ، فلا مجال للهروب من العقاب . وكل ذلك ، ومستشارية حميدتي ، المنغمسة في حرب الجنجوكوز مع طرفهم الآخر الإسلاموكوز ، في هذه الجرائم المشتركة معأ ، تقاسُّماً : في البشاعة والشناعة والضراوة ، حذو النعل بالنعل ، ووقع الحافر على الحافر . هذه المستشارية التي تدير حرب المافياكوز "بطرفيها" ، ما هي إلا تنظيم كامل الدسم ، وله وحول وسطه وعلى جنباته ، دِثَّاراً به يتخفي ، ومرجعية بها يتقوى ويتوقى ، بل وينهل من مائها الآسن السراب ، وهي ثعلبية شيخهم ، الذي عَلَمَ الطرفين السحر ، وكل ما كانا به لايعلمان ، ولا كانا به يريان ، ولكن الله الذي لا يقدساه يرى ، وهما بذلك يعلمان . هذه المستشارية ليست نبتاً شيطانياً ، خرجت من أوتون الحرب اللعينة ، إنما هي في قلب الحدث والمشهد منذ زمان ، وأريدكم أن تستبعدوا من تصوراتكم يا رفاقنا في "تقدم" أن الجند الجنجويدي ، الذي تحارب به مستشارية حميدتي ، كانت فقط أداتهم للقمع والإرهاب ، فهي ليست منهم وليسوا منها ، إنما هي فرقة قائمة على إرتكاب الجريمة المنظمة والإرهاب فقط . لقد خرجت ولازلت "أعني مستشارية حميدتي" من رحم وجلباب تنظيمهم الأم الأخواني ، المنقسم في حينها إلى فصيلين ، فصيل القصر وفصيل المنشية ، (البشير- الترابي) ، وتنامي بينهما ، الحقد والضغينة ، ما صنعه الحداد ، حتى نهايات المسافات الممتدة ، الذي قرره ، صاحب المثل الشعبي . الذين ربما يكونوا ليسوا بذاتهم وذواتهم وأسمائهم ، اولئك الذين صنعوا ذلك الإنقسام ، وإن لم يكونوا هم أيضاً بذاتهم ، من تلك القيادات ، بشحمها ولحمها ، ولكنهم شباب المستشارية أغلبهم ، حملوا الفكرة ، واستصحبوا معهم حتى الكتاب الأسود ، ومتبنيه العنصري المدعو "عبد المنعم الربيع"! ، مما يدعوا للشك في تماسك هذه المستشارية ، وكما قلت في مقال سابق ، أن هذه المستشارية ، ستتمزق شذر مذر ، بعضها يدعو من داخلها إلى حكم السودان بأكمله ، وتحويل السيطرة عليه ، إلى أبناء غربه ، واستبعاد شماله عن سيطرة نخبه على الحكم ، وبعضهم يحلم بفصل دولة دارفور لهم كاملة غير منقوصة ، حتى أن بعضهم يحلم ، بدولة الساحل والصحراء ، موحدة وكاملة تضم كل إعراب دول الجوار ، وربنا ، وقد نصحتها، في ذات المقال السابق إن كانوا جادين ، فما عليهم ، إلا أن يكونوا حزبهم لدبمقراطية حرة نزيهة ، بعيداً عن جنجوبدهم ، وحينها الحشاش يملأ شبكته ، والله يكذب الشينة . وتذكرون ما ناله هذا الطرف المنشق ، عقاباً لمفارقتهم الأصل ، فساموه العذاب بالمطاردة والسجون ، وظل حقدهم مابينهم دفيناُ ، حتى أنفجر حرباً لا تبغي ولا تذر ، في الخامس عشر من إبريل المشؤوم ولن يوقفها ، تفاوض أو وساطة حسب تخطيط كل منهما ، إلى أن يُفني أحدهما الآخر ، فالطرفان لهم فيها كثير ناقة وجمل ، ولهما في الإستئثار بالحكم مآرب ، والطرفان الموهومان بالعودة من جديد للسلطة وهي لله هي لله ، فمواصلةالحرب داخلهم ، فقط أضغاث أحلام الخيال الخصيب ، ستعمل عجلتها على فنائهما معاً ، وانظروا إلى صوت ناطقهم الأعلى والفعلي ، "الإنصرافي" المجهول ، الذي يدير حرباً هلامية ، من خياله المريض ، والآخر "عبد المنعم الربيع" الذي يدير حربه بأكذوبة الديمقراطية والدولة المدنية ، ويحليها بحقوق الإنسان والعدالة السلمية ، ورغم ذلك سيبقى السودان دونهما قاعداً متربعاً ، في فناء داره وأقمار أرضه وسماه بألوانها القزحية . وبحثاً عن من أين أتت هذه المستشارية ، كما تساءل راحلنا الطيب صالح في حق فصيلهم الأوحد وهو موحد ، فقد سَهُّلَت الإجابة هنا مع هذا المتشظي ، فهم قطعاً خرجوا من رحم قوات المخلوع أولاً بإدعاء حمايته ، ثم من رحم البرهان ، حين حَمِّل به جنيناً سِفاحاً ، بحلم أبيه لرئاسة السودان ، فلا داعي لكُتابنا ومحللينا السياسيين ، وهم موقنون بإسلامويتهم ، فلا داعي للتساول من أين أتى هؤلاء ، لقد خرجوا من صلب الإسلام السياسي الذي حكم وجُرِب في ثلاثينيته المدمرة والمتهورة دون وجه حق . كما عرفنا هذه المستشارية الإسلاموية كقيادة ظاهرية "للقتل السريع" ، إلا أن المرجح أن لهم قيادة مستترة ، وقد تكون أخرى سرية ولكنها هي الأصيلة ، وما تترى من أخبار حول أيلولة قيادة المؤتمر الشعبي ، بعد استبعاد على الحاج ، وبالضرورة صوتهم الأعلى كمال عمر ، العضو الفاعل في مركزية الحرية والتغيير ، وعودة الموتمر الشعبي إلى جماعة أبراهيم السنوسي الحاكم بأمره لولاية شمال كردفان ، ثم لاحقاً مساعداً للرئيس حيث إغتنى وأفترى وعسف ، كمولاه المخلوع ، فلا إستبعد قيادتهم لهذه الحرب من بدايتها ، وربما رتبوا لها من قبل إنطلاقتها ، حين خبروا طموحات حميدتي ، وحلمه المؤرق أن يكون رئيساً للسودان ، وأقنعوه أنهم سيتكفلون له بذلك تحت رعايتهم ، وبطمقراطيتهم المسلحة ، المخجوجة حتماً تكون ( وهي بذلك كانت أشطر من أولئك جماعة الرفض" No"والتي أفقدهم تكتيكهم الفاشل والغبي ، الأرض والدساكر ، ومدن الحضر والبدو التي تركوها يباب ، وعليها فقدان علاقات الدول الدولية ودول الجوار ، فكانت بذلك جماعة المستشارية الثعلبية كما شيخهم ، أذكى منهم وهم يرددون في كل محفل "Yes" وقطعاً هم الكاسبون) . أما حميدتي فقد سلم مستشاريته الكيزانية ، أعز ما يملك ، وهي عصابته الجنجويدية المتدربة على الشر بكل أصنافه ، فاستخدمتها المستشارية ، كاداة قتل وترويع وإرهاب ودمار ، فقط شرطهم عليه الرضوخ لهم تماماً ، بأن يتبع تعليماتهم الفوقية ، ويتمثلها ويمثلها أحسن تمثيل ، وقد كان ، وأولها رفع شعارات ثورة ديسمبر خدعة شيخهم ، التي أوصلته إلى السلطة سابقاً " أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً " . وتنفيذاً لتوجيهاتهم وشروطهم هذه ، فقد رفع حميدتي بمثابة يحسد عليها ، وكأنه ليس هو الذي عمل منذ اول بدايات انتصارها ، وظل يلوك شعارات ثورة ديسمبر المجيدة بحذافيرها ، من بداية شعار الدولة المدنية الديمقراطية حتى شعار العسكر للثكنات والجنحويد ينحل ، وإن خففوها له ، إلى الدمج دون الحل . الغريب في الأمر أن مركزية الحرية والتغيير ، بتكوينها السابق ، وقد تواصل في التقدم ، تظن أنها والوظن ليس إثماً "عند التكالب على كراسي الحكم" ، أنها هي التي "جابت الديب من ديلو" وأنها هي صاحبة فكرة الدمج هذه ، وتظنها من بنات أفكارها التنازلية ، التي جبلت عليها ، حتى أصبحت ، مؤهلة لحمل وصف أهل الهبوط الناعم ، والحقيقة هي أن فكرة الدمج جاءت من أولئك الثعلبيين الماكرين ، وهم "وأعني المركزي" أنهم قد نسوا أو تناسوا أن هؤلاء الثعالبة ، يلعبون باليضة والحجر ، وليس بالمركزي وحده . ومقالي القادم ، وأرجو أن يكون نقد محبة حتى الآن ، وليس نقد الضد ، إلا إن كنت مضطراً ومعذوراً ، إذا ما واصلوا هبوطهم الناعم ، ونحن نسمع ونقرأ ، من بعض قياداتهم ، من يرغب إدخال الكيزان في المفاوضات ، ومن بعدها المصالحات لإعطائهم الشرعية ، ومساعدتهم للهروب من العقاب ، وحينها يكونوا بذلك ، قد تدحرجوا وهووا وأنتهوا ، إلى قاع سلم الهبوط الناعم ، الذي سيمضي بهم إلى رفضهم نهائياً من قبل شعب السودان ، وفي مقدمتهم جماهيرهم التي يقودونها ، فالفرصة تأتي لمرة واحدة ، وليس لثلاث مرات كما جاءت لحمدوك وهم حاضنته ، لثلاث مرات حاسمات وعادوا منها خاسرين .
والثورة جاهزة ومستمرة . والردة مستحيلة . والعسكر للثكنات والجنجويد للحل .
|
|