غيّابْ القيّادة السياسِية القوية و الحقيقِية هي أسَاس أزمّة بِلاد كتبه نضال عبدالوهاب

غيّابْ القيّادة السياسِية القوية و الحقيقِية هي أسَاس أزمّة بِلاد كتبه نضال عبدالوهاب


01-30-2024, 02:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1706578187&rn=0


Post: #1
Title: غيّابْ القيّادة السياسِية القوية و الحقيقِية هي أسَاس أزمّة بِلاد كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 01-30-2024, 02:29 AM

01:29 AM January, 29 2024

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر







لدّي إعتقاد راسخ ويقيّن أن كُل الأزمات والمصائب والضعف الذي مرّ ويمر ببلادنا هو نتيجة مُباشرة لغياب القيادة السياسِية الحقيقية والعقلية التي تقود...
للأسف لا يوجد اليوم قادة بمواصفات د. جون قرنق و عبدالخالق محجوب ومحمود محمد طه والشريف حسين وحتي جيل يوسف كوة مكي و محمد إبراهيم نُقد ، هؤلاء الذين سبقوا عصرهم وكانوا يرون في البعيد ولديهم رؤية سياسية واضحة تختلف أو تتفق معها ، كانوا كذلك يتميّزون و حتي في سماتهم الشخصّية بالسّماحة واللُطف ومقدرتهم علي تجميّع الناس من حولهم مع الكاريزما الخاصة و القبول لدّي العامة ، لذلك إستحقوا لقب زُعماء سياسيين وليس مُجرد قادة...
كان لوجودهم في الساحة السياسِية ثقل وتأثير ، مُواجهيِن و مُصّادميِن ومع هذا يتمتعون بالتواضع والروح المرحة ، يحتملون الصرّاع ويخوضونه بشرف ، لذلك بقيّت ذكرّاهم حاضرة حتي بعد رحيلهم لسنوات وأعوام طويلة...
التواصل مع الجماهيّر ، و وضوح الرؤية و التأثير و تقديّم الأفضل دائماً من الأشياء الهامة التي تُميّز القائد السيّاسي الحقيقي ، كذلك التعامل المرّن و المقدرة علي إمتصاص الخصوم وخوض المواقف الصعبة والصّمود وطول البال وسعة الصدّر ، والإسهام في تقديم الحلول والوصول للقرارات الحاسمة والمفيدة و تطوير المنظومة التي يعمل داخلها مع المقدرة الكبيرة علي العمل الجماعي والنظرة المُتفائلة و الروح الإيجابية ، كل هذا من المهم وجوده في القائد السياسِي ، ولعل كذلك من أهم المُميزات هي المقدرات الفكرية والعقلية التي تجعله مُلماً بما يجري من حوله داخلياً وخارجياً وتجعله يستطيع مُتابعة المهام بحسب ما يتطلبه الأمر أو المواقع السياسِية أو التنفيذية المختلفة ، في كافة مجالات العمل التي تتطلب تلك المعرفة والمقدرات...
حالياً تكاد تخلو الساحة من هذه القيادة السياسِية التي يمكن أن تقدّم الأفضل لبلادنا ، وبكل صراحةٍ ووضوح فإننا نشهد ضُعف وفقر غير مسبوق بها ، وحتي الإشراقات التي يُمكن لها أن تظهر أو تُحدث الفارق كي تقود وتُمثل أنماطاً جديدة للقائد المُلهم ذو البصيرة والمعرفة والمقدرات يتم محاربتهم بشدة و إقصاؤهم إما بدافع الخوف من المُنافسة أو الغيرة السياسية أو أي أسباب ليست لها علاقة بالمصلحة العامة ، لذلك غابت أجيال كاملة تم وأدُها لصالح قيادات أصرّت علي البقاء في مكانها ولم تسعي لفتح المجال أمام الآخرين ولا تسعي للتغيير الحقيقي الفاعل والقبول به ، و لا تتطور ولا تسمح بذلك لكامل المنظومة ، و كي تواصل سيطرتها أصرّرت علي تقديم وتصعيّد قيادات كرتونية وضعيفة ولم ولن تقدّم غير هذا الضعف الذي نشهده وتسلق الغوغاء والمُنحطيّن والتافهيّن من المُجرميّن في العسكر والمليشيات والإنتهازيون للمشهد ، كُل هذا الفشل نتيجة طبيعية لتسيّد القيادة المُنهزمة والضعيفة والفاشلة والسئية للمشهد في السُودان ، يكفي أننا في طريقنا للإنتهاء والقضاء التام علي ثورة عظيمة كنتيجة مُباشرة فقط لأن من إستلموا زُمام الأمر والقيادة السياسِية في حينها لم يكونوا بقدر عظمة الثورة وصعودها الشاهق ، فإنتهي بنا الأمر الآن و بدلاً من البحث عن تحقيق أهداف ومطلوبات الثورة إلي البحث عن الوطن نفسه!!
ما لم يتم التوقف عن إعادة التدوير وتكرار المُجرّب ، وما لم يتوسد الأمر أهله وتتغير القيادة السياسِية الحالية وتُعطي الفُرص لآخرين وتتخلق وتتقدم قيادة حقيقية جديدة مُلهمة وقوية وفاعلة و وطنية فلن ينصلح حال البلاد ، علي كل التنظيمات السياسِية و الحركات و المواعيّن السياسِية وضع ثقتها في آخرين وتقديم قيادات جديدة وبعقليات جديدة وشابة حتي ينهض هذا البلد من فوق الرُّكام...
30 يناير 2024