أوفت جنوب أفريقيا بأقصى ما تملكه،بينما تقاصر الموقف العربي والإسلامي عن أدني ما يملكه! كتبه أحمد حم

أوفت جنوب أفريقيا بأقصى ما تملكه،بينما تقاصر الموقف العربي والإسلامي عن أدني ما يملكه! كتبه أحمد حم


01-14-2024, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1705239834&rn=0


Post: #1
Title: أوفت جنوب أفريقيا بأقصى ما تملكه،بينما تقاصر الموقف العربي والإسلامي عن أدني ما يملكه! كتبه أحمد حم
Author: أحمد حمزة أحمد
Date: 01-14-2024, 02:43 PM

01:43 PM January, 14 2024

سودانيز اون لاين
أحمد حمزة أحمد-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




القيمة الكبرى للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، تتمثل في مثول الاخيرة داخل قفص الاتهام بدعوى ارتكاب افعال ضد الشعب الفلسطيني تستوفي شروط جريمة الابادة الجماعية، من ثم وضع الكيان المحتل، وهو في ذروة نشوته بالقتل وسفك دماء المدنيين، في وضع المدافع الذي يسعى لتبرير ما ارتكبه من قتل اطفال ونساء وشيوخ، ضد شعب محتل اعزل محاصر، تقع مسؤولية حمايته على عاتق دولة الاحتلال... هذه القضية، بما احتوته من وقائع واسانيد قانونية، فضحت وكشفت خلو السند الشرعي والقانوني الأخلاقي والانساني لافعال دولة الاحتلال في غزة والضفة. الدعوى القضائية،هذه لاشك،عبّرت عن موقف كل من يحمل قدرا من قيم العدل الباحث عن ادانة الظلم ومحاسبة منتهك القانون الدولي والانساني-وفي هذا رد على بعض من يهاجمون القضية الفلسطينية من منطلق عنصري ضد العروبة،فالأمر ليس أمر عروبة -بل انها قضية العدالة الانسانية ومحاكمة المعتدي الظالم و محاسبته على عدوانه على اغتيال الأنفس.. كذلك فإن هذه الدعوى لم تكن ضد الفاعل المباشر وحده، بل ، طالت الدول الغربية و أمريكا لدعمهم، ماديا وسياسيا، لعدوان دولة الاحتلال... ما فعلته جنوب افريقيا، جاء تعبيرا صادقا صدر عن نظام سياسي عايش مرارة وذل نظام الفصل العنصري و التفرقة العنصرية والاستعلاء العرقي،، وهو ذات ما ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي في حق شعب فلسطين( يحضرنا هنا الموقف الغريب لدولة جنوب السودان المعاكس لموقف دولة جنوب افريقيا -عندما سارعت لبناء علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي،دون ذكر لحق شعب فلسطين في الحرية والاستقلال بدولته،وكأنما دولة جنوب السودان لا شأن لها بقيم ومعاني التحرر وأشواق الشعوب للاستقلال الأمر الذي يطعن في صدق ما تقوله!!)... هذه الدعوى القضائية هي اقصى ما تملكه دولة جنوب افريقيا في ادانه النظام العنصري لدولة الاحتلال الاسرائيلي،فما هو ادنى ما تملكه الدول العربية والاسلامية في ردها سلما وليس حربا بالطبع!،على دولة الكيان المحتل!!.القمة العربية الاسلامية المشتركة التي عقدت بالرياض في 10 نوفمبر 2023 صدر عنها قرار يتكون من "31" بندا،كلها جيد ويصب في دعم القضية الفلسطينية وادانة العدوان والاحتلال وتدعو لحل الدولتين.ولكن هل هذا كل ما يتطلبه ويستجيب لواقع الصراع وشدة العنف الدموي الذي يرتكبه الكيان المحتل.بالطبع لا،لقد كان بمقدور القمة المشتركة المذكورة أن تنص على قرارات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وامنية: كل منها يتخذ حسب تطور الحرب التي تدور في فلسطين،وأن يترك لكل دولة ان تتخذ ما يناسب قدراتها من قرارات،بدء من استدعاء سفراء امريكا ودول غربية وتسليمهم مذكرة رفض دعمهم اسرائيل وضرورة وقف العدوان،ويتطور الموقف الى استدعاء السفراء البلدان العربية والاسلامية للتشاور ،ووهنالك دول بإمكانها تجميد شراء معدات واسلحة ومواد من دول غربية وامريكا..ويتصاعد الموقف العربي والاسلامي الى مرحلة وقف التعاون الامني الخ...مثل هذه المواقف الجماعية سوف تجعل امريكا تقتنع بأن دعمها المطلق للعدوان الاسرائيلي،سوف يتم خصما على علاقاتها ومصالحها في المنطقة العربية والاسلامية،وهذا له تأثيره على ذوي النفوذ و المصالح الاقتصادية في دول الغرب وامريكا،وسوف تتسع دائرة المعارضة المطالبة بوقف دعم اسرائيل في عدوانها والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي...إن اتخذت جنوب افريقيا اقصى ما تملك ضد العدوان الاسرائيلي،فإن الدول العربية والاسلامية لم تتخذ ادنى ما بمقدورها اتخاذه من مواقف ضد العدوان،وهي مواقف يتطلبها الحس الانساني ونصرة الحق والعدل الدوليين ويتطلبها وحشية الهجوم الإسرائيلي على غزة وتعمد تدميرها،نهايك عن أنه موقف يفرضه الدفاع عن هوية المنطقة العربية والاسلامية واستقلاليتها صدا لهجوم ظالم مجرم .