Post: #1
Title: حرب حمدان والبرهان دمار للإنسان والبنيان!!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 01-13-2024, 10:50 PM
09:50 PM January, 13 2024 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
يمضى هذا البوكس الذى لايصلح للسير لمسافة 3 كم عبر الصحراء لمسيرة يوم ونصف حتى يصل إلى اول نقطة لجوء فى بلد مجاور، يمضى يحمل فى جوفه نساء واطفال وعجزة وضعوا داخل الصندوق كما بضائع وربما البضائع افضل من حيث الرص والربط والتوقف حال وقع منها شئ لذا كان شعار السائق المستلم عند نقطة انتهاء الحدود الوطنية بأنه من هنا لاتوقف لاى سبب حتى وان وقع انسان ليكن فى العلم لذا يجب عليك ان تكون كحاوى السيرك على الحبال عندما يمضى هذا البوكس فى الوديان الرملية والعقبات صعودا أو هبوطا وعند المنحنيات بلا تغيير فى السرعة ،الحُمل وأصحاب الام المفاصل والظهر يمتنعون!!! هذه الصحراء ليس فيها من رفقة زاد سوى الماء بطعم بقايا الجاز أو البنزين وبعض دقل التمر والبرتقال سئ النضج تمضى المسيرة بين حرارة شديدة فى ساعات النهار وبرد قارس فى الليل اطفال يتصايحون واعين لاتغمض خوف السقوط من هذه السرعة الجنونية التى تخشى مطاردة فى اى وقت !!! الرحلة عبارة عن بيع متسلسل إلى نقطة النهاية ,انتشر فيه كل انواع الانتهازيبن والطفيليين الذين انعدمت فى قلوبهم المرؤة وغابت الرحمة والشفقة عندهم وليس لديهم استعداد لتعاطف بل اعينهم وفكرهم مصوب نحو النصب والاحتيال والكذب!! فى جوف الليل تتعطل السيارة فى جوف الصحراء فى درجات حرارة باردة جدا وتبدأ عمليات دفع السيارة التى تجهز على متبقى حرارة الجسم ويشارك فى الدفع الجميع لانها لحظات بين الحياة والموت حال انقطاع السير فى هذه الظلمة والوحدة وخوف مفاجآت الطريق !!! ويابي البوكس فى المسير كأنه مثلنا قد تيبست مفاصله من برودة الجو الذى أجهز على كهربائه فسكت مستسلما لقرار السائق بالمبيت فى العراء فكان الدفع إلى حافة جبل صغير به كثيب رملى للمبيت !!! بنام الجميع على رمال تقارب درجة الصفر فيتلقى القلب لسعات باردة فيبدأ فى الخفقان السريع كأنما علق اما المفاصل والعضلات كأنما تيبست ويفقد الجسم مرونة الفرد ويبقى منكمشا يحتاج إلى مفك كأنه السيارة التى ظل المفك يعبث بها على فترات التوقف لاجل التحضير للوقود او البطارية وتبقى الأعين مفتوحة خوف العقارب والثعابين !!! مات أناس على الطريق من العجزة والأطفال قبرتهم رمال الصحراء بعد ان لفظتهم مدنهم بفعل عبث المليشيات المتحاربة بالطائرات الغبية والمدافع العشوائية وبجعل المنازل والاعيان المدنية ثكنات خوف التدوين وجعل البشر دروع بشرية!!! قائد الانقلاب والمليشيا تبقى أسرهم فى مأمن وتصرف الدولة عليهم من مواردها ويتبعهم فلول النظام الذين انقسموا بين معسكرى الحرب فهم يعرفون الكتف والأكل والسرقة والنهب لموارد البلاد ولايجيدون غيرها لذا اصبحت هذه الحرب اداة وجود للمتاجرة بالشعب الذى تشرد فى اللجوء والنزوح ومن بقى دروع بشرية بعد ان تحولت الأحياء والمنازل ثكنات عسكرية لمليشيات الانقلاب وأفراد الهدم السريع !!!! بعد ان استهلكوا مفردة الحُمر اتجهوا إلى المقاومة وغدا ينتهون إلى المهادنة بعد خراب مالطا وتحقيق عقيدة وفكر البصيرة ام حمد كما فعلوا فى نيفاشا ومن ثم يبكون ضحى الغد !!!! ان هذه الطبقة الطفيلية التى تتاجر بالشعارات لأجل الحفاظ على مكاسب السرقة والتحلل و العودة إلى السلطة علنا وليس كما وراء ستار كما فى سلطة الأمر الواقع فهى مستمرة لأجل استدامة الحرب باختطاف قرار القوات المسلحة التى قرصنتها وجرفتها وجعلتها مليشيا موازية أما وليدها الهدم السريع فقد شق عليها عصا الطاعة وأراد أن يلعب دور القائد بعد ان أدرك حيل وتامر الانقلاب للانفراد بالسلطة بعد ان حنث بالقسم قائد الانقلاب برفضه تسليم رئاسة المجلس باعذار القط والفأر فى وسط النهر !!!!
|
|