أجمل مرافعة قانونية في التأريخ كتبه المهندس أحمد نورين دينق

أجمل مرافعة قانونية في التأريخ كتبه المهندس أحمد نورين دينق


01-13-2024, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1705155616&rn=0


Post: #1
Title: أجمل مرافعة قانونية في التأريخ كتبه المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 01-13-2024, 03:20 PM

02:20 PM January, 13 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




قال الله عز وجل: يا عيسى بن مريم ، ءأنت قلت للناس إتخذوني و أمي إلاهين من دون الله ؟ عيس بن مريم عليهما السلام: سبحانك ! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق .. إن كنت قلته فقد علمته .. تعلم ما في نفسي ، و لا أعلم ما في نفسك ، إنك أنت علام الغيوب .. ما قلت لهم ، إلاّ ما أمرتني به ؛ أن إعبدوا الله ربي و ربكم ، و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ، فلما توفيتني ، كنت أنت الرقيب عليهم ، و أنت على كل شيء شهيد .. إن تعذبهم ، فإنهم عبادك ، و إن تغفر لهم ، فإنك أنت العزير الحكيم ... قال الله عز وجل: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ؛ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها أبدا ، رضي الله عنهم و رضوا عنه ، ذلك الفوز العظيم .. لله ملك السموات و الأرض و ما فيهن ، وهو على كل شيء قدير . إنتهت المرافعة القانونية ؛ فالمحامي ؛ هو : سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام ، و المتهمون : ثلة من أمته إنتكسوا بعد رفع الله عز وجل نبيه عيسى لإنقاذه من كيد قومه ، و القاضي هو : الحق عز وجل ، و زمن المرافعة هو : يوم القيامة . فهذه المرافعة فيها من تفاصيل الوقائع القانونية ، ما يؤهلها أن تدرس في أعلى المستويات في كليات الشريعة و القانون في العالم الإسلامي ، و ما لفت نظري إليها هو دقة الإجابة على السؤال الصعب من الباريء عز وجل تجاه نبيه الكريم عليه السلام ، فقد بدأ إجابته ، بالتمجيد و التبجيل لصاحب المقام العالي ، و الجناب الغالي الله عز و جل: سبحانك . و أتبع ذلك بتحديد الفرق الشاسع بين إمكانيات الخالق و المخلوق في الجمل التالية ، و بعد ذلك بين لربه أنه إلتزام بحدود توجيهات رسالته و لم يحيد عنها في الفترة المعينة ، الممتدة منذ بداية الرسالة إلى ما قبل الرفع .. أما الفترة التي تلي النزول مرة أخرى في آخر الزمان و القضاء على المسيح الدجال في زمن أمة محمد عليه الصلاة والسلام فلم يضمنها في المرافعة ؛ فسيدنا عيسى عليه السلام حياته في الدنيا مثل حياة سيدنا عزيز الذي أماته الله مئة عام ثم بعثه ، و حياة أصحاب الكهف الذين أماتهم الله أكثر من ثلاثمائة سنة ثم بعثهم مرة أخرى ، ففي فترته الأخيرة سيؤدي دورا في أمة محمد ثم يتم أجله بعد ذلك بصورة طبيعية ، لذا هذه الفترة تجاوزها في مرافعته لأنها خارج إطار دعوة أمته . و وضع الأمر للقاضي العدل ، فالعباد عباده ، و له كامل التصرف في الثواب و العقاب ، و النتيجة أن الحق عز و جل أشاد بصدقه في إجاباته ، و الصدق أساس نجاح مهنة المحاماة يا سادة فعليكم به : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم . جعلني الله و إياكم من الصادقين .