تعودنا فى مجتمعنا السوداني على سماع الأمثال الشعبية وهى تُراث شعبي يوصٍف الوضع بشكل دقيق فى أحيانا كثيرة ، ومع ذلك هُناك بعض الأمثال قد لا تتفق مع الواقع او قد تكون مُقيدة ومُجحفة بعض الشئ بمفاهيم قد تكون غير سليمة ولكنها ظلت تتردد على مسامعنا ، إبتدرنا عنوان المقال اليوم (كل زول بعجبوا الصاري لو كان ضاري) وهو كناية عن أن أى شخص يشعُر بالإعجاب بأشيائه التى يمتلكها او بين يديه ويتمسك ويتباهى بها حتى لو كانت هذه الأشياء مؤذية ومضرة له لكنها تعجبهُ و(الصُرة) بضم الصاد هى عبارة عن شئ مربوط فى (طرف الثوب السوداني كمثل قريب) او شيئا محفوظ داخل منديل او أى قطعة قماش يمكننا أن نحفظ فيه بعض ما نمتلك ونحكم الربطة عليها . هذا المثل أشبه كثيرا بما يحدث علينا هذه الأيام ونحن فى اوج حالات الحرب والدمار الشامل لكل شئ وأهمه حياتنا التى أصبحت مجهجهة للكثيرين وحتى من هم على إستقرار لم ينزحوا فازمات البلد وتضييق الحياة أصبح يفُوق التصور والتحمل ، ومع كل ذلك نجد كل مجموعة من بيننا تميل على جهة وتناصرها وتهتف بإسمها ، مع العلم هذه المجموعة تكون فى حالة معاناة وضيم لا يمكن أن يُحتمل ومع ذلك تتمسك برأيها وفى كثيرا هو غير صواب ولكنها مُعجبة جدا بتوجهها وإصرارها عليه لدرجة أنها تأذي فى أنفسها ولكن كيدا لبقية المجموعات او مكاجرة فيهم وكأن العُمر والأيام والتعب الذى يصيبها ليس عليها بل على حجارة من شدة التمسك الأرعن ويُمكنها ان ترأف على حالها فأى جهة فى هذه الحرب مهما كان إنتصارها فهى خاسرة ولكن النفس أمارة بالسوء التى تُحدثهم بقتل الروح المحرمة . ليس من الإنسانية أن يستمر الفرد منًا فى إتباعه لفكرة مُهلكة له قبل اى شخص !! فعندما تصل مرحلة الإبتلاء اشدها واوجها وانت تُشارف على الهلاك فحينها العقل والمنطق يتوجب عليك أن توقظهم لتجلب لك الراحة والهدوء فبعض أحيان كثرة المساجلة والطعن فى أشياء الآخرين بالحق والباطل لا يُكسب صاحبه إلا الهلاك وقلة العافية . نعم لكل شخص من بيننا آراءه وتفكيره وتوجهه وإختياراته فى طريق حياته وفى هذا لا حٍجر على أى شخص فيما يعتنق او يعتقد ، ولكن عندما تُسلم نفسك ورغباتك للتفكير العدائى والغير مُجُدى وهالك للحياة فهنا يجب عليك أن تُراجع نفسك فما ترجوه يضُر بك وبغيرك وعندما تتعدى إختياراتك حياة الآخرين هُنا فقط توجب على البقية أن يقيفوا لك وقفة حاسمة فالحياة لم تُخلق لك وحدك لكى تفرض على البقية ما تُريد و أن تُطاع فى كُل شئ حتى وإن كنت ملكا او رئيسا !! فالدولة ملك للجميع ومواردها مُقسمة بينهم بالتساوي دون أدنى مظالم بكفالة الدستور الموحدة الذى يعطى الجميع حقوقهم وليُسهل عليهم دروب الحياة المُتعبة ،فكيف تحرم الحياة لغيرك بهذه الطريقة الرعناء الغير مسؤولة لكى تكون انت وحدك الكاسب . التعنت الذى يحدث من الطرف العسكري حاليا قد فات حده ولم يُراعى لعذاب الملايين ودولة تنهار وكل من يتبعهم ويؤيدهم يسير على نفس درب الهلاك للبقية وقتل أى روح من هذه الأرواح يتعلق ذنبهم على كل من يدعى للحرب وإستمرارها ، ونحن نقول وبملء الصوت لا ثم لا للحرب ، لا لحياة التشرد ، لا للنزوح ، لا للهجرة الغير شرعية المميتة للبعض ومذلة ، لا للعب بسمعتنا وأعراضنا بين دول العالم ، لا للتهاون بإنسانيتنا وأعمارنا ، لا للقهر والألم الذى يُعانيه كُل سوداني داخل وخارج السودان ، لا للعب بمصائرنا وبوطننا الغالى ، لا للتجبُر والتعنت على مصالحنا وتعطيل حياتنا ، لا ثم لا نظل نقولها الى يوم القيامة إن لم تكُفوا عن التلاعب بنا وأنتم تعيشُون فى رغد ونعيم العيش بأموالنا وممتلكاتنا ولن نسمح لكل من يؤيد هؤلاء ويتهمنا بالخيانة والغدر فنقول لههم نحن كشعب مظلوم لم نعرف الغدر والخيانة إلا مع هؤلاء الذين لا يسمنوا ويغنوا من جوع ونقول لهم ارفعوا أيديكم عن حياتنا وعن وطننا الحبيب فقد تعديتم كل الخطوط حتى الحمراء أصبحت خلفكم وتبا لكم ثم تب .. دام الشعب السوداني حرا ووطنه حرا .. الحرب لازم تقيف ونهائيا ... السلام حقنا وبشبهنا ونشبهه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة