---- ..4/1/2024 اتفاق حمدوك، رئيس الوزراء السابق، ومحمد حمدان دقلو، "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع ،لا يعدو ان يكون تبييضا لصورة حميدتي وقواته وتقديمه للخارج كرجل سلام يعمل من اجل التحول الديمقراطي!!، فسيرة ومسيرة هذه القوات تحتوي الكثير من سفك الدماء على الهوية القبلية، واخرها ما ارتكبته في حق المساليت وقبلها على الفور وبعدها على سكان الخرطوم ثم في ود مدني وقرى الجزيرة وسط السودان، قتل مدنيين عزل عند دفاعهم عن ممتلكاتهم واعراضهم ونهب الأموال الخاصة والعامة وتدمير المرافق العامة واحتلال الاعيان المدنية ونهب الامدادات الطبية واحتلال المستشفيات وإخراج المرضى،وانتهاك الأعراض، واعتقال المئات من المدنيين على اساس الإنتماء المناطقي والقبائلي... كلها جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي السوداني: الجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية و الجرائم الخاصة بالحرب والتي تضمنها الباب الثامن عشر من القانون الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١ تعديل ٢٠٠٩،وهي نصوص مستمدة من القانوني الدولي وغيرها من القوانين السودانية..لهذا فإن حميدتي أراد،بإتفاقه من حمدوك و"قحت" تخفيف بشاعة ما ارتكبته قواته التي تحت قيادته والحواضن الاجتماعية لهذه القوات.ولكن الاحداث بوقائعها ماثلة يكتوي بها الأبرياء يوميا :قتلا وتشريدا من البيوت وافقارا بتدمير المصانع ونهبها وتعطيل حياة الناس في كافة مجالاتها. كل مواطن سوداني يعايش الآن بشاعة ما ترتكبه هذه القوات ويعلم تفاصيل الجرائم علم المتيقن من صحة كل واقعة ولا جدوى من مخاطبة الخارج بالاتفاق المذكور، فالصراع داخل السودان. كذلك فإن هذا الاتفاق لا قيمة له تؤثر على القتال الدائر في السودان منذ ابريل ٢٠٢٣. بل هو فعل ذكي من حميدتي ان يختار لاتفاقه حمدوك، باعتبار الاخير قدمته قوى الثورة السودانية في ٢٠١٩ رئيسا لحكومتها وحظي بقبول اقليمي، لحد ما، وحظي بقول دولي كبيرا بعد ان استجاب لضغط امريكا واشترى الدولارات من السوق الاسود ودفعها لامريكا فدية لرفع العقوبات الامريكية عن السودان، والبلد كان في حاجة ماسة للدولارات لشراء الدواء،،، ثم استجاب لشروط صندوق النقد الدولي فانهارت العملة السودانية، ثم اتفاقية جوبا التي ترك للعسكر:شمس الدين وحميدتي يقرروا فيها وحدهما.... الخ حمدوك قد تكون نواياه صادقه،ولكن حظه من التجربة-في مناخ الصراعات التي يشهدها السودان-اعتقد انه ضئيلا وغير محيط بأي معالجات، والنوايا هنا لا أثر لها ،بل قد تقود الى ما هو ضار ومؤذ.ليس مقصد هذه الكلمة نقد تجربة حمدوك في الحكم...... ما تم من اتفاق بين حميدتي حمدوك هو استغلال الأول للاخير لكي يقدمه للعالم الذي ازكمته أفعال قوات الدعم السريع في دارفور والخرطوم و ود مدني وادخلته تحت طائلة المساءلة الجنائية هو وَقيادات قواته.فإن كانت نوايا حميدتي تتجه نحو السلام وانهاء استباحته المدن السودانية، كان الاجدر ان يكون لقاءه الاول مع البرهان.. ولكنه اختار حمدَك ليقدمه للعالم ليسوق شعارات السلام والديمقراطية!!!. كما أن هذا الاتفاق ،واي اتفاق بين حميدتي و"قحت"،لن يحظي بتأثير سياسي إيجابي على الواقع السياسي السوداني الذي يعايش استقطابا حادا،تجاوز السياسي الى المناطقي والقبلي،وهذه أخطر مرحلة في تاريخ السودان المعاصر.هذه الاتفاقيات،او الإعلانات،جاءت إمتدادا للإنقسام الذي حدث دون روية بين قوى التغيير،وسوف يستمر انعكاسه على مستقبل الصراع المدني السلمي، بعد وقف الحرب، سلبيا، فلا يعدو ان يكون تكريسا للانقسام السياسي الحاد واصطفاف لما سبقه من تكتلات سياسية أفضدت الى اهدار وحدة الحد الادنى لقوى الثورة لانجاز مهام الفترة الانتقالية.. أما تأثيره على واقع القتال فمعدوم، لان حمدوك والمجموعة السياسية التي معه، موقعهم خارج دائرة التأثير حين اختاروا موقفا مهاجما للقوات المسلحة السودانية-ضمنا أو صراحة-الامر الذي افقدهم فرصة الوسيط المحايد. بل موقفهم يتماهى، في الكثير مع قوات الدعم السريع، قبل الحرب وبعدها، بل عقب كل حدث مسلح ترتكبه قوات الدعم السريع، تتحاشى هذه المجموعة توجيه مجرد نقد لقوات الدعم السريع،خوفا أو طمعا- على الرغم من ان ما ترتكبه هذه القوات واضح مخالفته لقواعد وقوانين القتال المسلح ومخالفته لنصوص القانون الدولي والانساني،وهي انتهاكات موثقة بجماعة من الشهود في كل مدينة وكل حي وقرية، وبالافلام صوت وصورة !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد حمزة أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست