استراحة خارج النص : ما تبقي من مكتبتي الصغيرة—و تحية الي السوداني الفاشري عالم عباس محمد (نشرت في July 15, 2021)
طوال ما يقرب من خمسة عقود حملت مكتبتي الصغيرةً الخاصة كما تحمل العروس مقتنياتها في الهودج؛ بينما أهديت مكتباتي الأكاديمية للجامعات الناهضة: جامعة الجزيرة و جامعة جوبا. كما بعثت ببعض كتبي لمكتبة. قنصلية السودان الثقافية بواشنطن (دي سي) ابان عهدها الزاهر تحت رعايةالصديق الراحل عثمان حسن احمد الكد.
لكنً ظلت مجموعة صغيرة خاصة ترحل معي من قارةً الي اخري بالطائرة والاندكروزر و القطار. احفظها بقربي خوفا عليها و خوفا علي عند الافلاس العاطفي! وحالي كما يقول اهلنا "الخواجةً عندما يفلس يفتش (يبحث) في دفاتره القديمة".
ولاني اكاديمي باحث في الزراعة. والبيئة و التحليل الاقتصادي لا تتضمن هذه الخزاين القديمة من كتاباتي سوي الاعمال العلميةً التي لا تطفي شوق ولا لوعة!
صحوت ذات يوم ( ١٥ يوليو ٢٠٢١) مفلسا كالعادةً و صرت أبحث عن ديوان بن الفاشرعالم عباس محمد( ايقاعات الزمن الجامح ) و الذي نشر في عام ١٩٧٤ و بعثه لي شقيقيعمر سيداحمد حيث كنت اقيم في احد قارات المنافي البعيدة .
اعدت قراءة ديوانً عالم عباس محمد باحساس ومتعة فهو. **سوداني غير مركزي وغيرمتعالي..غرابي كما يصفه اهل المركز**فانا مثله من اولئك الذين لا يحمل أهلهم صكوك انتماء لبني عبد المطلب بني هاشم! مجرد نوبي جدي كوش بن حام بن نوح . * يحكي احد من رهطي طرفة عن بن عم لنا نوبي مشاكس ذهب للازهر الشريف كما يفعل بنو جعل او من يدعون نسبهم لاًولاد شايق لدفع مقابل لشهادة انتماء للجنس العربيالحر ،. وردً اليه طلبه لانه طلب شهادة انتماء. لعم النبي ابو لهب 🔥 !! و لسان حاله يقول:عندما تكون الحكايه حكاية دم جاري في العروق فانه كله عند العرب صابون!! بالرغم من معرفته التامة بان اي صابون لن يبيض جلد بشرته الاسود!
احمل معي كتب ودواوين خليل فرح و عبد الله الطيب وصلاخ احمد ابراهيم وعالم عباس محمد و جيلي عبد الرحمن و ابو ذكري و عمر الطيب الدوش و الفيتوري ومحجوب شريف و اسماعيل حسن وحميد وعلي عبد القيوم و القذال و منصور خالد و علي المك و ازهري محمد علي و شذرات من كتابات فاطمة احمد ابراهيم و سعاد ابراهيم احمد ومدونات اخي الراحل المعماري ابوبكر سيد احمد و اتابع ما يكتب كمال الجزولي و فتحي الضو والنور حمد وبثينة جريس و ناهد قرناص و مروه بابكر ووو ..
**اقراء لمًا يكتبون و يكتبن باعتبارها نابعة من عموم السودان لا بمسطرة قياسية مركزية عروبية لا تزال تكبح جماح هذا المارد المتنوع الجذور و الفروع الذي نسميه السودان. فهو. افريقي ناطق بالعربية يحمل ارثا و دينا اسلاميا و مسيحيا ومعتقدات افريقية و طقوس يهودية.(ما زلن امهاتنا النوبيات يحملن الرضيع عند الاربعين لغسله بالماء و لاهداء الملايكة - الذين رافقوا الرضيع النوبي موسي في الزورق خوفا من بطش الفرعونً -قوارب قصب صغيرة تحمل بعض الاكل**
لن اختم قبل ان اعود بكم الي هذا الفاشري الرايع عالم عباس محمد عامً ١٩٧٤ لو هطلت دم : كتب كانه يكتب عن شباب و كنداكات ثورة ديسمبر ٢٠١٨ و التي ستظل متوهجةً والتي ستكتمل حتي الانتصار طال الزمن ام قصر:
@لو كل شموس الارض انطفات @ستظل الثورةً ضوء العين @لوكل السحب الملونة هطلت دم @ستظل الثورةً خضراء الكفين.
@شهداء بلادي رغم الالم الجاثم @لو كل شهيد ساخ ببطن الارض بذورا @لاضاء نهارا يغمر ليل العالمً* @لو كل شهيد افرد كفيه الشاحبتين لاحضرت كل روابي العالمً @لو كل شهيد اسبل عينيه الدامعتين @لامطرت الدنيا بردا و سلاما @لو كل شهيد مات كما يهوي @لكان الدم حليبا يتقطر في افواه الناس
*خرجت المظاهرات عام ٢٠١٩ في استكهولم بالسويد تهتف " تسقط بس …"" وغرد الشاعر : يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور و بكي الناس كما كتب عالم عباس محمد شعرا و اصرارا لضحايا مجزرة القيادة التي تسابق الي تنفيذها الكيزان و الجنجويد و من حمل السلاح من امنجيةوجيش مهزوم في حلايب وشلاتين و جيش مدمر لاطفال قري البرون و جبال النوبة و دارفور و قناصة قتلة للعزل في كجبار . **و ما تزال الدماء تهطل كما تنباء عالم عباس محمد بالرغم من ان الثورة خضراء الكفين سلمية تحمل الاعلام البيضاء و تتغني للحرية و للسلام و للعدالة
كسرة هذه السطور كتبت وًنشرت من قبل ما نحن فيه الان من حرب كيزانية - جنجويدية مدمرة (قامت بالواجب) فقتلت عشرات الالوف ودمرت الجسور و المصانع و المكتبات و دور الوثائق ومنشاءات توثيق الاراضي والحدود و البيوت وشردت الملايين.
***لكن الامل معقود في جيل قادم يلملم الدقيق المبعثر من فوق الشوك***
د.احمد التيجاني سيد احمد ٢٠ نًوفمبر ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة