مع محمد الامين كتبه جعفر فضل

مع محمد الامين كتبه جعفر فضل


11-14-2023, 12:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1699961923&rn=0


Post: #1
Title: مع محمد الامين كتبه جعفر فضل
Author: جعفر فضل
Date: 11-14-2023, 12:38 PM

11:38 AM November, 14 2023

سودانيز اون لاين
جعفر فضل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




نعي الناعي صباح اليوم الفنان الكبير محمد الامين نسال الله له الرحمة و المغفرة . لم اكن محظوظا لكي اصبح احد اصدقائه ولكن الظروف جعلت لي تجربه معه لن انساها . اذكر في الاسبوع الاول من ابريل عام 1985 عدت من اجازة بالسودان الي الدوحة التي كنت مقيما بها .
كانت طائرتي اخر طائرة تغادر مطار الخرطوم بعدها مباشرة تم اغلاق المطار و اعلنت حالة الطوارئ بسبب انتفاضة ابريل .
في مطار الدوحة وجدت عدد غير مسبوق من المستقبلين جلهم من الاصدقاء !! بعد التحايا و المطايبه اخذني الاخ محمد سليمان عبدالرحيم علي جنب و اسر لي بانني لن اذهب لمنزلي ! بل سوف اذهب معه لمنزله ، و سيشرح لي الامر فيما بعد . محمد كانت تقيم معه زوجته و عياله و انا رجل عازب و لي منزل تركت فيه باقي اغراضي ! . لم اسال او اعترض بسبب ثقتي في محمد و بقية الاصدقاء . الارتياب و الاستفهام كانا يشتعلان في ذهني الي ان وصلنا منزله العامر الذي اعد فيه الرجل وليمة جمعت معظم الاصدقاء . محمد رجل كريم و باب منزله لا يوصد .
علمت ان الفنان محمد الامين تعاقد من احد الشركات التي يملكها سوداني لاقامة حفلات للجالية السودانية بقطر ، و لسبب ما لم يوف الرجل بتعهداته لابو الامين و لم يلتزم حتي باقامته بالفندق و لحسن الحظ ان مفتاح منزلي كان مع صديقي الاستاذ ارباب الذي وجد الحل باستضافة الفنان و عازفيه بالمنزل .

ابديت سعادتي لاني كنت جزء من الحل .
لم تطول اقامة محمد الامين بالدوحة و لكنه اصر ان يكافئني بقعدة في منزلي في اليوم الثاني لوصولي ، غني فيها بمزاج فقد كان ممنونا و طلب مني ان اتواصل معه عند زياراتي للسودان . للاسف لم يحدث ذلك . التقيته بعد عقود في لندن في الحفل الثقافي للمدرسة السودانية في نهاية فبراير 2020 من المدهش انه بالرغم من طول المده الا انه تذكرني و تذكر تلك الايام التي اعتبرها ايام جميلة عرفته علي الفضلاء من ابناء الدوحة الذين وقفوا معه رغم ماحدث له من غدر .

ذهبت لتلبية دعوة ابوالامين و كنت ضيفا عليه بمنزلي انا و بعض الاصدقاء .
في صباح ذلك اليوم كانت صحيفة الراية القطرية و محررها النابه الاخ بابكر عيسي قد اعدت تقريرا مفصلا عن ما يدور بالسودان من احداث بسبب الانتفاضة ، فقد كان لها السبق الصحفي بسبب انقطاع الاتصالات مع السودان وصعوبة معرفة ما يدور بالداخل .
كان من ضمن المدعوين في منزل محمد سليمان اخونا المرحوم الصحفي عبدالواحد كمبال . لاحظت انه كان كثير الاسئلة عن ما يدور بالخرطوم و مدني خصوصا . من حسن الصدف اني كنت متابع و حضرت معظم المظاهرات ، حتي اخر مظاهرة لرموز نظام مايو التي كان يقودها ابو القاسم محمد ابراهيم و دكتور ابو ساق و التي انتهت في ميدان القصر و من هناك مباشرة ذهبت الي المطار لالحق باخر طائرة غادرت المطار .
بسبب حجم وبؤس المشاركين في مسيرة دعم النظام رغم توفير امكانيات الدولة لها مقارنة بمسيرات المناهضين للنظام ، تكونت لدي قناعة راسخة ان النظام ساقط لا محالة .
عبدالواحد كان يذهب لداخل صالون المنزل يتصل هاتفيا علي بابكر الموجود بدسك الصحيفة و يبدوا انه لخص له مجمل حديثي .
فوجئت الصباح بالعناوين التي كانت تتحدث عن كل صغيرة و كبيرة جاءت علي لساني سوي ما حدث بمدني او الخرطوم !! مضافا الي كل حدث عبارة ( وقد ذكر قادمون من السودان) .
كنت اظن انه كلام ليل و طق حنك ، لكن قد احسن عبدالواحد له الرحمة و زميله بابكر متعه الله بالصحة و العافية الصياغة و حسنوا من لغتي التي كانت لغة مؤانسة و مجالسة الي لغة ادبية و صياغة صحفية رفيعة .
الان مرت اكثر من 38 عام علي ذلك المشهد و الذكري باقية رغم وهن الذاكرة التي ظلت حافظة تفاصيلها لارتباط احداثها بقامة كبيرة في مقام الفنان محمد الامين و حدث عظيم مثل انتفاضة ابريل
جعفر فضل .
[email protected]