الشجب والاستنكار ( فطيرة ماسخة) كتبته عواطف عبداللطيف

الشجب والاستنكار ( فطيرة ماسخة) كتبته عواطف عبداللطيف


11-13-2023, 12:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1699875284&rn=1


Post: #1
Title: الشجب والاستنكار ( فطيرة ماسخة) كتبته عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 11-13-2023, 12:34 PM
Parent: #0

11:34 AM November, 13 2023

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




ال ( فطيرة ) رغم انها وجبة الا انها غير كاملة غذائيا وإن كانت لقمة تسد رمق الجوع ولكنها لفقرها غذائيا شبهت ب ( الكلام الذي بلا طعم ) لانه لا يقدم المفيد النافع .. والفطيرة هي أسواء وافقر أنواع الأكل فقد جاء في الطبقات" 138 " ان الكِسرة بالماء هي طعام المعدمين في شمال ووسط السودان عامة، و في كردفان تسمى ⁧‫أم_رصّاع‬⁩، وهي الكِسرة الفطيرة " أي بلا طعم ولا نكهة " فقط تبل بالماء، وهي أردأ أنواع الأكل. و ⁧‫الرصّاع‬⁩ قد يعني "الروب المُّر" وفي النيل الأبيض تعني الكِسرة الخميرة بملاح الروب الخالي من الزبد… وحينما يقول أحدهم باللهجة السودانية أن " كلامك فطيرة ساكت " .. يعني أنه حديث فارغ من المعني والفعل الصارم علي الارض .
هذه الفطيرة تنطبق تماما علي ما ظلت تطلقه غالبية جماعات الناشطون بالميديا المفتوحة علي مصراعيها علي كل بقاع الارض وهي ذات الجمل الفطيرة التي باتت تتدفق من ألسن المنظمات الانسانية والمؤسسات الاقليمية والدولية .. أنها كلمات باتت ( فطيرة ماسخة ومكررة ) لانها لم تقدم جرعة غذاء او دواء للمرضي وللموجوعين النازحون من منازلهم كما انها لم تسكت اصوات الرصاص المنهمر علي الروؤس صباح مساء سلبت ارواح أبرياء مسالمين في بلاد كان أسمها السودان ولم تكتفي بحصاد الارواح بل أغتصبت النساء وارجعت تجارة " النخاسة والاذلال " بدارفور الجريحة ودمرت البنية التحتية للعاصمة الخرطوم بصورة لا تقول الا ان هنالك حقدا دفينا ترعرع في دواخل ابناء الوطن الواحد وغذاه طمع اقليمي ودولي فعاثوا في البلاد دمارا وفسادا تاباه النفس البشرية السوية ..
أن المنظمات الاقليمية والدولية هي ذاتها تحتاج لاعادة صياغة لانظمتها ولوائحها لتكون بحجم المسؤوليات الانسانية ولتقوم بافعال ناجزة تماثل اهدافها التي انشئت من أجلها .. ان الامال ما زالت معقودة علي المنظمات الانسانية والمؤسسات الاقليمية والدولية ان تستنهض قدراتها وتسخر امكانياتها لانقاذ ما يمكن انقاذه حفظا للارواح التي تسلب من ابسط مقومات الحياة لان الشجب والاستنكار وبحسب تجربة نصف عام او يزيد منذ انطلقت اول رصاصة يماثل " الفطيرة الماسخة "
عواطف عبداللطيف
[email protected]