العمل الجبهوي الجماعي شرط لازم لوقف الحرب وإستعادة الإنتقال وفق مبادئ الثورة كتبه نضال عبدالوهاب

العمل الجبهوي الجماعي شرط لازم لوقف الحرب وإستعادة الإنتقال وفق مبادئ الثورة كتبه نضال عبدالوهاب


11-07-2023, 01:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1699360252&rn=0


Post: #1
Title: العمل الجبهوي الجماعي شرط لازم لوقف الحرب وإستعادة الإنتقال وفق مبادئ الثورة كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 11-07-2023, 01:30 PM

12:30 PM November, 07 2023

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




كتبنا في مقالات سابقة ترتيب أولوياتنا السياسية في هذا التوقيت ، لتأتي أولوية وقف الحرب في المُقدمة ، بإعتبارها المفتاح والبوابة لما بعدها في سُلُّم ترتيب الأولويات ، وعلي رأسها ترتيب إنتقال ديمُقراطي سليم يكون علي هُدّي ومبادئ ثورة ديسمبر...
هنالك حقائق أساسية ضروري الإعتراف بها أولاً ، وهي أن تجربة الحرب الحالية قد ألقت عبئ نفسي وتجربة قاسية لكل الشعب السُوداني ، فحتي المناطق التي لم تصلها الحرب إمتدت أضرارها وآثارها إليها ، بل وإنتقلت حتي للسُودانين بالخارج ، وهذا العبئ يستلزم تعافي كبير ومجهود يأتي بعد توقف الحرب ، فهنالك من فقد عائله أو أفراد أسرته ولم تعد الحياة إليه ماقبل الحرب مثلها بعده ، وهنالك من فقد المأوي الذي كان يمتلكه ، أو يقطنه بالإيجار ، أما من فقد مصدر رزقه وعمله فهؤلاء شريحة كبيرة ليست بالهيّنة ، هذا غير الأضرار التي لحقت بغالبية إن لم يكن كُل أصحاب العمل بالعاصمة الخرطوم ، والتي كانت مركز للثورة والتغيير في "ديسمبر" وشهدت كُل مُنعرجاتها حتي سقوط نظام البشير والمؤتمر الوطني ، الآن الخرطوم تعاني تخريب كبير جراء هذه الحرب ، ثم هنالك دارفور بذات القدر خاصة في غربها وجنوبها وشمالها وقد تمتد إلي كُل أجزائها ، إضافة لاجزاء من شمال وجنوب كردفان ، إذن فالحرب آثارها كارثية علي كُل الشعب السُوداني ، لذلك التعامل مع اي فعل سياسِي لاحق لوقف الحرب من المُهم التفكير أولاً في كيفية التعافي من كُل هذا الثقل النفسي الذي يُحيط بشعب مطلوب منه المُساهمة في التغيير والبناء معاً؟؟
لذلك فإن فترة الإنتقال وبعد توقف الحرب بالضرورة أن تسبقها أو تتزامن معها فترة للتعافي ، فمن يتصورون أن إستمرار الثورة بنمطها القديم ماقبل الحرب وبذات المسارات فليُراجعوا حساباتهم ؟؟
هنالك ضرورة لوقت يتم فيه عودة الإستقرار النفسي والبئية التي تناسب الفعل الثوري وإستمراريته ، فمعظم التفكير سينتقل مابعد توقف الحرب لوجود إطمئنان شعبي وإستقرار في مسائل أساسية ذات طابع إنساني أولاً ، في السكن ، والعمل ومصدر الرزق ، ثم الدراسة وتحصيل العلم للطلاب والتلاميذ في المدارس والجامعات ، وتلقي العلاج لمن يحتاج ومداواة الجرّاح والتأهيّل النفسي لضحايا الحرب ، كُل هذا يحتاج مجهود ضخم وكبير وأموال ، وهذا أمر لايُمكن التغافل عنه لنا جميعاً ولكل الفاعليّن السياسين والذين يعملون ويفكرون لأجل التغيير وعودة البلاد لإتجاهها الصحيح والنجاح في تلك الأهداف.....
إذن للمُضي في تلك الأولويات ، يمكن ترتيبها في الآتي:
١/وقف الحرب
٢/مرحلة التعافي وإعادة التأهيل والنواحي الإنسانية
٣/بدأ عملية سياسية تأسيسية ذات طابع حواري لقضايا البلاد ، يمكن أن تكون في شكل مؤتمر دستوري او مائدة مُستديرة أو سلسلة مؤتمرات مُتعددة
٤/فترة إنتقال ديمُقراطي ذات مهام وفق مبادئ الثورة وحكم مدني كامل
٥/عمليات السلام الشامل التي يُمهد لها الحوار الذي نقترح أن يكون كما ذكرنا سابقاً لبداية الفترة الإنتقالية ومقدماً عليها
هذه هي الخمس أولويات بترتيبها التي يمكن أن تكون أهدافاً لكل القوي السياسية والمدنية وكل القوي الثورية والديمُقراطية والحركات ولجان المقاومة وغيرها من كيانات وأجسام سياسية.....
ما يُميز هذه الأولويات ويجعل لها الإمكانيّة في التحقق هو شرط عدم القفز علي إحداها من حيث الفعل السياسِي وإمكانية الحدوث والتحقُق ، بمعني أنه لايمكن كمثال البدء في عملية سياسِية قبل توقف الحرب ووقفها تماماً ومراقبة ذلك علي الأرض ، كما لايُمكن الحديث عن إنتقال قبل التعافي الإنساني من آثار الحرب وخلق حالة إستقرار نسبي يسمح بعودة مظاهر الحياة بشكل طبيعي وآمن في كُل المناطق التي كانت مُشتعلة بسبب الحرب أو تضرر من كانوا بها ، وهذا نحتاج فيه إلي تعاون دولي وإقليمي ، لأن فيه النواحي الإنسانية والإغاثية والعلاجية ويحتاج إلي ضخ أموال وبرامج مرتبطة بها وتقليل حجم الأضرار لكل الضحايا ، إضافة للعون والجهد المحلي داخل السُودان ، وعمليات إصلاح البئية جراء مُخلفات الحرب ، كل هذا مجهود وعمل لايمكن القفز عليه باي حال من الأحوال إن كنا نريد الذهاب لخطوات صحيحة لا تُعيدنا للحرب ، و تقود لإنتقال صحيح وسليم وعدم العودة لإنتاج الأزمات والتقوقع فيها وعدم مُبارحتها......
العمل في كُل هذه المراحل والأولويات جماعي ، والمسؤولية كذلك ، ولكن بصورة أكثر دقة ونزولاً لترتيب أولوياتنا فإنه يترّكز في أهداف وقف الحرب ، ثم التعافي منها وتقليل آثارها وأضرارها ، فهذين الهدفين يحتاجان وبدون أدني مواربة إلي عمل جماعي جبهوي كبير سياسي وشعبي وعريض ، وتحقيق هذا يتمثل في ضرورة وإلزامية تكوين جبهة مدنية شعبية تعمل لوقف الحرب ثم للتعافي منها ثم تشرع بعدها في الدخول في عملية سياسية تأسيسية جامعة للحوار حول القضايا التي كبّلت التغيير في السُودان لعقود طويلة مابعد الإستقلال وهذا مُتفق عليه كهدف بين كُل السُودانيين إلا الذين لايؤمنون بغير أنفسهم ولايؤمنون بالثورة ولا التغيير ولا الديمُقراطية وكافة الحقوق للعدالة والمواطنة والحريات والمساواة والتنميّة والوحدة......
إذن وحتي تكون البداية صحيحة فإن أولوية وقف الحرب تشمل الجميع إلا من لايؤمنون بوقفها ، وهنا لانري أي داعٍ للإنقسام أو الإختلاف أو البطئ في التماسُك والتلاحم داخل هذه الجبهة ، وهذا فيه مصلحة الشعب السُوداني أولاً ، هذا ليس وقتاً لتفاصيل لاحقة في شكل السُلطة و الحُكم المدني اثناء الانتقال وبرامجه ، كما أنه هنالك إتفاق ضِمّني علي الإستهداء بمبادئ الثورة في خروج الجيش من السُلطة وحل المليشيات وتقنيّن وجود الجيوش داخل الجيش الواحد وهذه بها الكثير من التفاصيل الفنية وتتقاطع مع الترتيبات الأمنية كذلك وعمليات السلام وإجراءات ومدي زمني ، والعدالة الإنتقالية والمُحاسبة وجبر الضرر ، لكن تظل أولوية عدم الرجوع لاي نوع من الشراكة أو فرض العسكريين في هياكل السُلطة مُجدداً هدف لايمكن التنازل عنه في حينه وفق النقاش الديمُقراطي المسؤول والحوار داخل الجبهة المدنية الشعبية بعد تكوينها وبدء عملها في جند وقف الحرب ومشروع ذلك ، والآليات التي تقود إليه والإنفتاح علي مُناقشة أي تفاصيل لتوحد كل هذه القوي بمختلف تبايناتها السابقة وأي مسائل فنية ، وعدم الوقوف في مربع خلافات سابقة مع التعهد بعدم تكرارها لصالح عمل جماعي وطني يُفيد شعبنا وبلادنا وينقلنا من هذا الضيّق والإقتتال والصراعات إلي عهد جديد آمن ومُضئ ويستحق به هذا الشعب حياة أفضل في كُل شئ.......
7 نوفمبر 2023