لن اتحدث عن الحرب العبثية الخبيثة التي تدور الأن والتي يتحمل وزرها العسكريين والساسة علي قدم المساواة وحتي اؤلائك الذين يدعون الوقوف علي الحياد من الساسة وهذا ما سيتضح في هذا المقال .
يعرف في كل الدساتير والقوانين الدولية المستقرة والمتفق عليها أن السيادة للشعوب فقط ، مما يعني اي نظام حكم بغير ذلك هو نظام غير شرعي سواءا كان مدنيا او عسكريا او مختلط ، فهو انقلاب علي الشرعية الدستورية ويعاقب بمادة الخيانة العظمي (الإعدام أو السجن المؤبد ) أما في حالة الانقلابات العسكرية والتي عرفتها الدساتير بانها جريمة خيانة عظمي مطلقة لأنها تنتهك الدستور وقانون القوات المسلحة نفسها ، الذي يُجرم الانقلابات العسكرية بل وصلت بعض القوانيين لاعطاء القوات المسلحة حق التمرد وعصيان الأوامر للقادة الانقلابين والتصدي لهم وحماية سيادة الدستور والقانون الذي يمثل أهم مهام القوات المسلحة وكل القوات النظامية الاخري وما حدث في تركيا وامريكا اوضح مثال لذلك . واذا عدنا لواقعنا الراهن بل ومنذ الاستقلال نجد أن العسكر حكموا من خلال اربعة أنقلابات عسكرية ستون عاما حتي اليوم وكلها شارك فيها مدنيون كسلطة تنفيذية وتشريعية وهذا يؤكد أن ما يشجع العسكر علي الانقلابات هو ضعف القوي والوعي السياسي والذي انتج ضعفا شعبيا يتغذي من فساد الانتهازية السياسية الذي شكلت وعيا سلبيا لمفهوم السلطة وشرعنت لقوة السلاح والقبلية والجهوية والعقائدية مما أورثنا هذا الوضع السياسي الفاسد المتردي الذي تطفوا نخبه الفاسدة علي سطح المشهد اليوم . واستنادا علي ما تقدم نجد أننا الأن نعيش مرحلة اللادولة واللا شرعية واللا قانون واللا دستور . وهو ما وأوصلنا أن نقف علي باب الحرب الاهلية الأن (دولة الغابة) اذا ما ستمرت هذا الحرب العبثية الخبيثة المدمرة وسط هذا الفوضي والفراغ الدستوري العريض . فالبرهان ليس له شرعية اساسا ولن تكون له فمن يحاولون شرعنته من السياسين بالالتقاء به او التفاوض معه كقائد للجيش فهم يرتكبون جريمة المشاركة في الخيانة العظمى وهم مجرمون كالبرهان تماما دستورا وقانونا . والشرعية الوحيدة الان هي لهذا الشعب الذي يحاربه الجميع من أجل اسقاط ثورته لقطع الطريق عليه لاستلام سلطته المدنية الدستورية الشرعية وبناء دولة العدالة والحرية والكرامة الانسانية الديمقراطية . ولذا أدعوا جميع ثوار هذا الشعب لمواصلة ثورة الوعي بكشف هؤلاء المجرمين اللصوص الفاسدين عسكريين ومدنيين ..والوقف بقوة في وجه حربهم العبثية الخبيثة المدمرة التي يراد بها قطع الطريق علي الثورة بعد ان فشلت كل محاولاتهم السابقة . وعلي لجان المقاومة والقوي الثورية الشعبية المدنية ان تستمر في موقفها المطالب بوقف الحرب وخروج العسكر من السلطة نهائيا واقامة حكومة مدنية انتقالية من كفاءات فنية مستقلة تؤمن باهداف الثورة وتعمل علي تنفيذها وصولا لارساء دولة العدالة الحرية والديمقراطية . قطع الطريق علي كل من يحاول ان يعيدنا الي الدائرة الخبيثة الشريرة العسكرية المدنية الانتهازية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ازهري أبواليسر مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست