تغيب هذه الفترة من تاريخ السودان الوسيط الا من بعض الإشارات الخجولة التى لاتوضح وتبين تاريخ هذه المملكة من حيث اسماء الملوك وفترة حكمهم وأعمالهم الإدارية او الثقافية او العسكرية كما تعتمد جل الدراسات على الحفريات السطحية والمقابر والجبانات واللقطة من فخار وأدوات زينة وطوب العمارة وبعض متعلقات الفترة !! وقد ركزت الدراسات على تحديد المواقع الاثارية للملكة وتسميتها وتبويبها فقط من حيث السمة المشتركة فى طريقة الدفن وشكل وأبعاد طوب المدافن والمقتنيات !!! لم تشر الدراسات إلى عدم وجود اوجود أهرام بالمنطقة وأيضا اختفاء الطقس الجنائزى للملوك النوباتيين والمرويين والانتقال إلى الدفن قبالة القدس مع وجود مقابر ملتبسة فى طريقة الدفن القبورى ولم تشر إلى نمط خاص لمدافن ملوك الفترة فهى مترددة بين التفريق بين مقابر مسورة مبنية بالطوب او بقايا قصور !!! ترد فى الدراسات اسماء ملوك من شاكلة روفائيل ،فيلينى ودؤواد (ديفيد)دون تحليل دلالة الأسماء من حيث الجهة الأصيلة ام هى انتقال للأسماء حسب الديانة الجديدة كما جاء لاحقا فى الحقبة السنارية ام هو خلط وهى اسماء لأساقفة !!! لم يكن هناك تحليل للرسومات او الخط الفخارى برصد تواريخ او تحليل عبارات او ملامح تأثر او تاثير فى حضارات مجاورة بل هو وصفى من حيث السمة والطراز والصناعة ان كان يدويا او بالة ليس إلا وليس هناك إشارة لوثائق !! يوجد تحليل لأسماء بعض المدن والقرى وربطه بالمكون السكانى للملكة المتمثل فى العنج من شاكلة العيلفون وكترانح ،، اتفقت الدراسات على ان سكان المملكة هم العنج ولكن لم توضح يقينا ان كانوا هم الملوك او الرعية مع اضطراب بتفسير معنى كلمة عنج بالغريب الذى ينفى كونهم المكون السكانى الأصيل للملكة !!! اعتمدت معظم الدراسات على اقوال بعض الرحالة العرب مثل اليعقوبي وابن حوقل والمسعودى والاسوانى وابن سليم وغيرهم ولم تجد فى البحث فى المصادر الرومية او القبطية التى كانت تمثل الأصل المترجم إلى اللغة المحلية و التى لم يشر احد إلى خطها او احرفها وهى مرويات شفاهية ولم يتتبع أحد تاريخ الكنائس والاديرة فى مصر وماجاورها لأبي صالح الارمنى مثلا او كتابات الأساقفة المبشرين الذين زاروا المملكة فى النشأة والتكوين والانتقال إلى النمط المسيحى لتحديد تاريخ النشأة وتتبع الاخبار ولكن اكتفت بسرد وصفى فقط لسوبا !!! لا يوجد حصر للكنائس بل توجد إشارات فقط لوجود حفريات دالة على وجود كنائس ولم يتم التعرض للفنون والكتابة خلال الفترة !! كل اللقط تتمثل فى فخار أدوات زينة ذهب فى الشفاهيات وطوب بأبعاد مختلفة متميزة بكبر الحجم وبعض الأصداف ولا توجد اى إشارات إلى آلات حربية او عربات اومراكب!!! ان طريقة البحث اعتمادا على المصادر العربية واعتماد الشفاهيات والمرويات ووثائق الاراضى المتأخرة لا تعبر عن تاريخ مملكة علوة الذى يجب ان ينصب البحث فيه على المصادر الرومانية اليونانية والقبطية بحثا عن تاريخ النشؤ وتعاقب الملوك واللغة والعلاقات الخارجية والمحيط الثقافى والجغرافى لتتبع اعمال الحفريات لاحقا !!! ان إغفال مرحلة ما قبل السقوط من حيث الأثر والتأثير المتداخل ما بين المكون العربي الدال عليه عبر التفسير الشفاهى لمعنى (اربجى) و التى تفسر عبر المرويات (بعرب جى) يمثل خلل فى الدراسات التى تقفز إلى السقوط دون ذكر لممالك المتاخمة فى العصر المتأخر من مملكة علوة مثل ممالك )البلو) (والكلو) !!! ان عدم محاولة الربط بين المكونات التى تشترك فى المقطع الأخير مثل بج، انج وفنج يعتبر قصور فى الدراسة المجتمعية و التى تمثل ركيزة هامة فى الدراسة التاريخية !!! هل هى سوبا ام سبأ ام شبآ!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة