تزييف المعلومات والحقائق من قبل طرفي الحرب كتبه أحمد المهدي

تزييف المعلومات والحقائق من قبل طرفي الحرب كتبه أحمد المهدي


09-18-2023, 01:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1695040515&rn=0


Post: #1
Title: تزييف المعلومات والحقائق من قبل طرفي الحرب كتبه أحمد المهدي
Author: أحمد المهدي
Date: 09-18-2023, 01:35 PM

01:35 PM September, 18 2023

سودانيز اون لاين
أحمد المهدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




يقول مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون :
"إن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر حتى تبين صدقه من كذبه، وإذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد والتمحيص، فتقع في قبول الكذب ونقله."

هذا القول ينعكس على حال الكثير من خلال رصد وسائل التواصل الإجتماعي لملاحظة تباينات الآراء والأنقسام حول الصراع السياسي والعسكري الذي أنتاب البلاد وما نتج عنه من صراع خاص في نقل الأخبار والأفكار المضللة التي تنشط في طبخها العديد من الغرف الإعلامية المتخصصة في نشر الاكاذيب ، والتي ما أن تخرج منها معلومة سرعان ما تتلفقها أحد مناصري الطرفين ومن ثم الانطلاق في ترويجها عبر الوسائط المختلفة والاندفاع بدون وعي في نشر المعلومات وتحليلها بغض النظر عن صحتها لذلك نجد أن كثرة الاشعات المغرضة دائما ما تملا الفضاء العام وتخلق تشويشا لدي الكثير من الناس لعدم معرفتهم بالحقائق المؤكدة وهو الأمر المقصود بعينيه لمطليقها بعد التخطيط والتجهيز لها بشكل مدروس و منهجي من قبل عملاء مختصين ومنتمين لكلا الطرفين.

هناك تجربة علمية تتعلق بنشر الإشاعة عن طريق ما يحب الناس سماعه قام بتطبيقها أحد علماء النفس الاروبين وقد خلصت نتيجتها على أنك إذا ما قمت بنشر إشاعة او خبر عن شئ ما يحب الناس سماعه فسرعان ما يزيد في الانتشار بينهم بعكس تلك الأشياء التي لا يحبون أن يسمعوها وبنفس الأمر انقسم أنصار كل فريق بدافع تعاطفهم مع أحد طرفي الصراع بتصديق كل الإشاعات وترويجها ، مما خلق انطباعا لدي العديد من الناس بعدم تصديق كل ما يروج له لالماهم التام بحقيقة مواجهتهم لحرب لا أحد يستطيع الاستيثاق من صحة معلوماتها لانعدام المصادر الموثوقة على الرغم من تزايد حالات الانتهاكات المستمرة في كل يوم ضد المدنيين والتي تشمل القتل عبر الطيران والقصف المدفعي وتشريد وأعتقال الأبرياء دون وجه حق والتي ما أن تحدث مكان ينشط معه كل طرف بنفي الامر عن نفسه عقب ظهورها ومن ثم الانهماك في رمي الجرم على الطرف الآخر وصار من النادر أن يقوم أحد الأطراف بتحمل مسؤوليته الكاملة عن سقوط الضحايا وهو الأمر الذي أضاع الكثير من الحقائق رغم ثبوتها واثرت بدورها على المحاولات الجادة في رصد العديد من الانتهاكات بمنتهى المصداقية لكي يتم الضغط عبرها على الاطراف المنتهكة وتحميلها نتيجة أفعالها .

ولمعالجة هذا الامر على أرض الواقع يحتاج الناس لمنصة أعلامية خاصة ومحايدة ذات مصداقية تقوم برصد جميع الانتهاكات في حينها وتكون قادرة على تحديد الجاني وتحميله المسؤولية الكاملة لجرائمه و أفعاله ولكي يكون مصدرا موثوقا في نفس الوقت لجميع مؤسسات الإعلام الأخرى لاستقاء المعلومات الحقيقية منها.

لو تم هذا الأمر لربما قلل من حدة الانتهاكات المريعة التي دائما ما تحدث من قبل طرفي الصراع ضد المدنيين العذل حتى ولو بدافع الخوف من إثبات الجرم الذي سوف يفضى لمحاسبة مفتعليها.