بالرغم من انهم ولدوا خارج السودان الا ان دماء الكرام والشهامة لاتزال تجري في عروقهم فالتحية والتقدير لشباب السودان بدولة لبييا الشقيقة وهم يتفاعلون بالتضامن مع اشقائهم من ابناء الشعب العربي الليبي الذي تعرض الى كارثة في مناطق درنة والمرج بسبب العاصفة "دانيال" حيث تسببت السيول والأمطار في خسائر بشرية ومادية فادحة خلفت وراءها عدد 11 ألفاً و300 قتيل، و10 آلاف و100 مفقود، ولازال العدد قابل الي الارتفاع
ان ما حدث للشعب الليبي الشقيق احزن كل العالم خاصة نحن في السودان و يربطنا مع ليبيا الدم الواحد والدين والمصير المشترك و لم ينقطع حبل التواصل ما بين الشعبين الشقيقين علي مر التاريخ منذ حقبة ما قبل التاريخ حيث نجد فراعنة الاسرة الخامسة والعشرين المنحدرين من السودان الحالي قد تصاهروا بالزواج مع امراء غرب الدلتا المنحدرين من ليبيا القديمة فكانت مصر هي ساحة التعارف الاولي بينهم و خلال الفتوحات الاسلامية تدفقت العديد من القبائل الليبية الي السودان خاصة بعد سقوط الاندلس ولا تزال تعيش بالسودان العديد من القبائل ذات الجذور الليبية و تعمقت العلاقات اكثر بين البلدين خلال فترة مقاومة الشعب العربي الليبي للغزو الايطالي بقيادة المجاهد عمر المختار حيث كان السودان و تحديد اقليم دارفور يمثل العمق الاستراتيجي للثوار الليبيين بالفر والكر علي الجيش الغازي الايطالي حيث تواجد عدد من الليبين بدارفور لاجل التدريب واعادة التسلح حيث عاشوا بكل امان مع اهل السودان فكان ثمرة ذلك ميلاد شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري من ام سودانية واب ليبي في مدينة الجنية بغرب دارفور فصار الفيتوري مفخرة لكلا الشعبين الشقيقين وخلال فترة الحرب العالمية الثانية تواجد عدد من القوات السودانية في شمال أفريقيا حيث كانت قوة دفاع السودان تقاتل تحت راية دول الحلفاء في ليبيا وقد كان لها شرف المشاركة في طرد الجيش الايطالي من مناطق جالو والكفرة وبنغازي مما مهد الطريق الي اكمال تحرير كامل التراب الوطني الليبي ولاتزال رفات الشهداء السودانيين ترقد بسلام هناك في ليبيا لتظل شاهدة على متانة العلاقات ما بين الشعبين الشقيقين
حقيقة اسعدنا خبر مبادرة الشباب السودانيين الذين ولدوا في ليبيا بالتفاعل مع الكارثة التي اصابت الشرق الليبي و هذا ليس بغريب عليهم فهذا واجبهم فالدولة الليبية لم تقصر مع كل مقيم على ترابها الوطني وقد حان وقت رد الدين فالشعب العربي الليبي معروف عنه الكرم والجود والشهامة وهذا اقل ما يمكن ان يقدم له بالتضامن معهم في هذه الكارثة و نحن بالسودان نعرف معدن واصالة الشعب العربي الليبى الشقيق فهو لم يتاخر ابدا في تقديم يد العون لأشقائهم في السودان في جميع المصائب التي مرت على السودان و بكل اسف تاتي كارثة ليبيا الحالية و قد وجدت السودان يعيش حرب طاحنة بين ابناءه منعته من مد العون الي اخوانه بدولة ليبيا و لكن بارك الله في الشباب السوداني المولود في ليبيا لم يتأخروا في العمل علي تبيض وجه سوداننا الجريح وهاهم اليوم يتقدمون الصفوف و لو بالقليل لمساعدة اهلهم في ليبيا من خلال نفرة اجتماعية شعبية لجمع التبرعات لاجل تقديم مساعدات إنسانية الي ضحايا كارثة الشرق الليبي بمختلف جنسياتهم لا فرق في ذلك ما بين ليبي او سوداني او من اي جنسية اخري فالانسانية تجمعنا
وقد اطلعت على تلك المبادرة الشبابية و هي تستحق الدعم من كافة السودانيين في مختلف أنحاء العالم لاجل المساهمة فى اغاثة الشعب الليبي والمقيمين و لو كان بالقليل من خلال توفير المواد الغذائية والأدوية والاغطية و تحية لشباب السودان في ليبيا حيث سيروا قافلة المساعدات الإنسانية الاولي والان يستعدون لتسير قافلة ثانية و بلا شك فإنَّ للشّباب دوراً كبيراً ومهمّاً في تنميةِ المُجتمعات وبنائِها، كما أنّ المُجتمعات التي تحوي على نسبٍة كبيرة من الفئة الشّابة هي مُجتمعاتٌ قويّة؛ وذلك كون طاقة الشّباب الهائلة واتمني في المستقبل ان تتسع دائرة عضوية المبادرة الشبابية السودانية لتشمل بضم الشباب الليبي وتكوين منظمة عالمية للشباب تتجاوز حدود تقديم المساعدات لتكون نوة الي قيام جمعية عالمية للصداقة الشبابية الشعبية بين ليبيا والسودان تعمل علي تبادل الزيارات بين البلدين والتعريف بمكونات كل بلد من سياحة وتاريخ وجغرافيا
حفظ الله شعوبنا العربية والافريقية من كل شر و بالتضامن نستطيع نصنع المستحيل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة