سيرة عطرة لهذا الصرح الشامخ ، تحكي عن عظمة أمة تشكلت بعد مخاض عسير ، و تضحيات جسام ، و قد شكل مقتل الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي في سبتمبر من العام 1901 الدافع الأكبر في تأسيس المكتب الوطني للتحقيقات الجنائية في 26 يوليو 1908 ، و كان الرئيس ثيودور روزفلت 1901-1909 هو صاحب الفضل الكبير في قيام هذا الصرح ، بأمره المدعي العام تشارلز بونابرت بالبدء فورا في إجراء اللازم ، و قد إستخدم تشارلز أموال وزارة العدل الأمريكية في تعيين أربع و ثلاثين شخصا بمن فيهم قدامى العملاء بوكالة الخدمة السرية للعمل في وكالة التحقيق الجديدة ، و كان ستنالي فينش أول رئيس للمكتب الجديد ، و حمل حينها لقب (مدير) . . في العام 1932 ، غير اسم المكتب الى:مكتب الولايات المتحدة للتحقيق ، و في العام 1935 ، أعيد تشكيل شعبة التحقيقات التي أصبحت منذ تلك الفترة جهة مستقلة داخل وزارة العدل الأمريكية ، و تغير إسمها إلى : مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية . كلما ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ، يذكر معها جون إدغار هوفر ، هذا المواطن الأمريكي المتميز و الذي خدم في منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي منذ العام( 1924) إلى العام(1972 ) ، بمجموع 48 سنة خدمة ، و كان هوفر مسئؤولا بشكل رئيسي عن إنشاء مختبر الكشف عن الجرائم العملية أو مختبر مكتب التحقيقات الفدرالي و الذي إفتتح بشكل رسمي في العام 1932 ، و مثل ذلك جزاءا من مهمته الهادفة لإضفاء صفة الإحترافية على التحقيقات التي تجريها الحكومة . و قد خلدت الحكومة الأمريكية إسمه في مبنى رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الحالي .. و بعد وفاة هوفر ، أصدر الكونغرس الأمريكي تشريعا حدد فيه فترة ولاية مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي المستقبليين بعشر سنوات فقط . أما فيما يخص أهم مهام مكتب التحقيقات الفدرالي فهي : حماية الولايات المتحده الاميركيه و الدفاع عنها ، إنفاذ القوانين الاتحادية ، بالإضافة إلى تحقيق العدالة الجنائية على كافة الاراضي الأمريكية. . يوجد مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي في واشنطن ، و له ما يقارب 56 مكتب تحقيق مركزي منتشرة في المدن البارزة في الولايات المتحده الامريكيه ، و أكثر من 350 مكتب تحقيق محلي في المدن و المناطق الأمريكية الأقل شهرة ، بالإضافة إلى 60 مكتب تحقيق دولي في القنصليات و السفارات الأمريكية حول العالم . أنثر هذه السيرة عن هذا الصرح العدلي البارز في الولايات المتحدة الأمريكية ، و أحيل سبب إزدهار الأمة الأمريكية إلى الإستقرار الداخلي الذي تسبب فيه ظلال هذا الصرح .. فعمل وزارة الداخلية في الدول مترامية الأطراف ربما يكون أكثر أهمية من عمل وزارة الدفاع و الخارجية على حد سواء . لذا نجد أنفسنا في السودان بحاجة ماسة لدراسة التجربة الأمريكية في مجال الأمن الداخلي ، و توقيع بروتوكولات ثنائية في هذا الشأن بالذات . فعدم الإستقرار في ولايات السودان راجع لضعف صاحب الدستور في سن القوانين المناسبة و إنقاذها بجهاز عدلي نزيه و قوي .. و هذا يمكن تداركه بهضم التجربة الأمريكية في مجال الأمن الداخلي عبر القنوات المناسبة . المهندس/ أحمد نورين دينق. البريد الالكتروني: [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة