الخطر القادم تقسيم البلد عبر تكوين الحكومات كتبه أحمد المهدي

الخطر القادم تقسيم البلد عبر تكوين الحكومات كتبه أحمد المهدي


09-16-2023, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1694881764&rn=0


Post: #1
Title: الخطر القادم تقسيم البلد عبر تكوين الحكومات كتبه أحمد المهدي
Author: أحمد المهدي
Date: 09-16-2023, 05:29 PM

05:29 PM September, 16 2023

سودانيز اون لاين
أحمد المهدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر







تعج الاسافير خلال هذه الأيام بعدة مواضيع من بينها أخبار تقول بأن طرفي الصراع يريدون أن يمضوا في تكوين حكومتين في كل من بورتسودان والخرطوم تلك الخطوة التي بدأها البرهان من خلال جولاته وزياراته الخارجية لأجل ايجاد داعمين للحكومة التي يعتزم تشكيلها مع الاعتراف بها حال أعلانها
متجاهلا واقع الحال الذي أوجده بأنقلاب الخامس وعشرون من أكتوبر الذي فشلا خلاله كلا الطرفين في تشكيل حكومة تقوم بإدارة الدولة وتسند انقلابهما المشؤوم وعندما عجزاء عن ذلك فتحوا المجال أمام الفلول لاستعادة مواقعهم في أجهزة الدولة واسترداد الأموال المنهوبة والمستردة قانونيا وبأمر الثورة من قبل لجنة التفكيك وإزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو ومن ثم إعادة تمكنيهم في مفاصل الدولة مرة أخرى وعندما لاحت لهم شبه فقدانهم للأمر وأستحالة عودتهم مرة أخرى عقب التوقيع النهائي للاتفاق الإطاري قاموا بإشعال حرب الخامس عشر من أبريل ومازالوا يتمادون في الاستمرار بتلك الجريمة التي ارتكبوها مع كامل الاصرار والترصد ويعملون ليلا ونهارا لزيادة إشعال الحرب وعدم ايقافها على الرغم من الموت والجوع والتشريد الذي ألم في الجميع والآن إن أقدم أي من الطرفان على تشكيل حكومة سواء في بورتسودان أو الخرطوم فإن هذه الخطوة سيفضي لانهيار كامل البلاد وسيفتح الباب لتشرذمها وتفككها وتمزقها بالكامل .

من خلال التفكير في هذه الممارسات الغير مسؤلة تأكد للجميع مرة أخرى وبشكل قاطع بأن السودان الان صار رهينا لقائدين عسكريين يفتقران لابسط شروط القيادة من مسؤلية وحرص على وحدة البلاد وسلامة شعبها الذي أذاقوه جميع أنواع الهوان من خلالها حربهما العبثي هذا وقد صدق الدكتور حيدر إبراهيم حينما تحدث عن المشهد السوداني الآن مع كل هذا العبث بعد أن وصفها بالسريالي الغير قابل للمنطق والعقلانية مع استغرابه لنداءآت الوسطاء بدعوة للطرفين المتقاتلتين بتحكيم " صوت العقل " في الوقت الذي لا يوجد فيه عقل لقادتي الطرفين المتقاتلين حتى نتحدث عن صوت لهذا العقل .

يوجد سقف أخلاقي لكل معركة أو أختلاف من تجاوزه خسر حتى وإن ظن نفسه بأنه منتصر خلالها و في ذلك يقول مخائيل شولخوف، الكاتب الروسي الحائز على جائزة نوبل في الآداب للعام ١٩٦٥ بأن " لا أحد ينتصر في الحرب سوى الحرب نفسها، فهي التي تنتصر على الجميع " وهو الحقيقة بعينيها لأن أيا الآراء التي ينادى بها دعات الحرب ما هي إلا دعوة للمضي قدما لتمزيق الدولة وتقسيمها إلى دويلات عدة لتتقاتل فيما بينها.

لقد أثبت الطرفان بأنهما غير مؤهلان لادارة دوله وانه لابد من دخول طرف ثالث عاقل صاحب شرعيه ثورية لأخذ ذمام المبادرة وهي القوى المدنية الداعمة للتحول المدني الديموقراطي بعد توحدها لمواجهة ومقاومة هذا الإتجاه ولحماية الوطن من التمزق والتشظي.
received_1908706589413786.jpeg