من الذي ظلم كل السودان اذا كانت الجهات الاربعة تجأر بالشكوي من الظلم… كتبه ⁨محمد ادم فاشر

02:46 PM September, 16 2023

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر

المعلوم في تاريخ السودان في عهد المسمي بالحكم الثنائي كان شكل الحكم ,الرجل البريطاني يكون في الوظيفة الأولي وتسمي المدير. والرجل المصري يكون في الوظيفة الثانية تسمي المأمور، او باشكاتب .وهي وظيفة الرجل العربي، الذي يقوم بعملية الترجمة والتواصل الثقافي بين المواطنين والبريطانيين تسمي Orientation jobs و بمساعدة الرجل الثالث والذي هو سوداني ، الجعلي او الشايقي او العبابدي او كباشي في وظيفة الطباخ او الغفير او الساعي او السائق وغيرها من الوظائف المماثلة.
وعندما انفردت بريطانيا بحكم السودان ١٩٣٦ وسحبت الحكومة المصرية موظفيها وجدت بريطانيا مشكلة ادارية وخاصة التواصل والتنبيه في القضايا الدينية الحساسة. مما تطلب فتح الفرصة للعرب من الشام والمغرب عبر العقودات الشخصية ومنهم المصريين ايضا وشغلوا والوظائف التي شغرت.
و عندما تم استقلال السودان خرج الإنجليز ،ظل العرب المستعمرين في مواقعهم ولم يتم طردهم حتي الان .وبعد السودنة تم ترفيع السودانين في الوظائف الدرجة الاولي وظل العرب الأجانب في وظائفهم لان السودانين كانوا محتاجين الي خبراتهم وخاصة معظم السودانين الذي شغلوا الوظائف الكبير مجموعة من الكتبة والمساحين وعمال بريد وافندية وهم المعلمين قدراتهم الفكرية متواضعة .
فطريقة الادارة كان الموظف السوداني يستعين بالمستعمر العربي الذي يعمل تحته في صناعة القرار الجاهز للتوقيع وهو الاخر بدوره يستعين بيوميات الإنجليزي من السوابق .وقد تم تدريبهم علي نمط الاستعماري في ادارة البلاد وقد قدموا خبرتهم بالكامل للمدير الجديد وهو السوداني بهذه العقلية التي صاغت مشروع الدولة الفاشلة الذي نعيشه.
وفي الحكومات التالية بعد الاستقلال تم ترفيع معظم هؤلاء الاجانب إلي وظائف الدرجة الاولي وصاروا وزراء وقادة وحدات الامنية وفي الخارجية. وهم الذين اداروا البلاد بعقلية المغترب وعملوا علي التجسس علي حساب دولهم وبل يحملون حقيبة العمالة والتجسس بالوراثة الي يومنا هذا باعتبارهم موظفين من دولهم وهم في قمة الاجهزة الامنية .
وبمرور الزمن تم اختلاط الأجانب بطبقة كبار الموظفين السودانين الذين صدحوا الدنيا بالأغاني عن الحسناوات بنات الشام والمغرب وبمرور الزمن كونوا طبقة الأرستقراطية وقسموا الأدوار واستمروا في حكم البلاد وهؤلاء هم الذين دفعوا السودان دفعا نحو البلدان العربية .
اما الفلسفة الاساسية التي استندوا عليها في حكم البلاد جعلوا خلافات الاثنية في القرن الماضي حاضرة لتقسيم الشعب الي قسمين او لعدة أقسام كلها تتنافس في كسب ود الطبقة الحاكمة او تتشيع في الاحزاب المرتبة بالدقة عبرها يمكن الاحتفاظ بالسلطة .وفي ذات الوقت .يعملون علي توسيع الطبقة الحاكمة كلما كان ضروريا ،بإضافة المبرزين من المجتمع . من القيادات الأمنية التي تصل الرتب الكبيرة والأثرياء الذين يعلو شانهم .
ولكن في السنين الاخيرة شعروا بالتهديد و ضعف القدرة علي الاحتفاظ بالسلطة مع استمرار حرب الجنوب بدأوا في طرح النظريات القومية والأيديولوجية ليحتموا بها ، ولكن كل تلك النظريات أخذت حظها ومدتها ، ولم تعد فاعلة. واخيرا رأوا ان يرتكبوا جرائم العنف باسم ابناء النيل وروجوا ذلك عمدًا لزراعة العداء واحياء الذهنية التاريخية للمآسي للقرن الماضي .ورسموا في مجالسهم وفي الأعلام بصورة مباشرة وغير مباشرة أنهم ينتظرون مصير العرب في الزنجبار والغرناطة الأسبانية .صحيح كثير من ابناء النيل وجدوا فرصهم في التفضيل ولكن ذلك في إطار توريطهم في ممارسة العنصرية ،وتقسيم المجتمع .لان الطريقة العلنية التي مارست بها الحكومة العنصرية ،باسم قبائل الشمال .وتحرير بطاقات الشخصية توضح هوية الشخص القبلية .مع ان ليس هناك علاقة بين القبائل والتنظيم الإسلامي . ويتم ابعاد الزرقة علنا من الوظائف واستبدالهم بابناء النيل بدعوي عدم الثقة .كل ذلك كان من الممكن ان يكون من دون اعلان او اثارة الضجة تلام عليها سلطة الدولة .وخاصة ابناء النيل اشكالهم معروفة في الغالب الأعم .ولا تتطلب حاجة الي الأدوات الكتابية للتعريف . وقد كان تصرف الرجال الذين يبرزون هويتهم الجعلية زورا او صدقا و يقومون بتمثيل جثة القتيل الأسود . والحديث العنصري البغيض امام اسري حركة العدل والمساواة كان القصد منه صناعة الفتنة العرقية قصدا و تقسيم المجتمع ليحتموا بهم .واخيرا عندما ادركوا كل ذلك لم تفيدهم حاولوا ضم عرب الغرب ولكن الثقة ما كانت كافية .بالرغم من المحاولات التي انتهي ما اتنهي اليه حميدتي في مجلس السيادة وعدم الرضا لم يخف علي احد . وما ترتبت عليها من المآلات الحرب التي مازلنا نعيش فصلها الاول. ومهما قلنا ان فشل الدولة مسؤول منها جلابة . فهذه هي عقلية الجلابي التي اعلنت الحرب رفضًا للفيدرالية وقبلت بالانفصال بعد حرب امتدت لست عقود. اما حكاية الدعم السريع كال
الصيغة المرئية لهذه الطبقة الأرستقراطية هم الذين يعملون موظفين في الدولة. منهم من يعملون في الاقليم منذ ان يخرج من منزله مع السائق خاص .ويجد استراحات في الطريق جاهزة يقضي فيها يومه او ليلته وهناك غفير علي مدار العام مستعد لاستقبال الجلابي العابر ويتفنن في إطعامه من دون ان يلزمه التكاليف .وعندما يصل الي وجهته يجد منزلًا مفروشًا جاهزًا يعيش فيه سنين خدمته في المنطقة طالت او قصرت مجانا .ولا يلزمه حتي دفع فاتورة الماء والكهرباء. وعلي قلتها متوفرة بخط ساخن في هذا المنزل. ويقضي أمسيته في نادي في منطقة فاخرة من المدينة ،حرام علي المواطنين المدينة دخولها،الا للنظافة وتحضير الطعام والخدمة بشكل عام. ويجتمع في هذا النادي كل كبار الموظفين من ابناء النيل .بالطبع لا يوجد من بينهم من يصرف مرتبه في كل المدة التي يقضيها في الاقليم ولم يصرف فلسا واحدًا لتكاليف الحياة مع ذلك ياكل افضل الطعام ويلبس بكامل الاناقة لا احد يعرف مصدرها،
الي جانب هولاء الموظفين تجد في النادي تجار اصحاب التوكيلات الجارية والمتعهدين لتوريد العطاءات للمستشفيات والسجون والمدارس الداخلية وتوريد الوقود وما الي ذلك من بني جلدتهم .ويكونون طبقة الأرستقراطية في المدينة وهي النموذج المصغر لتلك التي تحكم السودان .هولاء هم الجلابة قلما تجد احدهم لا تربطه علاقة المصاهرة مع الاخر ،وباتت مصالحهم لا تحدها الاحزاب ولا الأديان مهما ادعوا غير ذلك .ومحاولة الفرز بينهم بهذه الوسائل تبدأ منها الخطأ في فهم القضية السودانية من اساسها. وما يوخذ علي الجلابة انهم يعيشون في الاقاليم لكنهم لم يتوفر لديهم الاحساس بالمواطنة في تلك المناطق مهما طالت اقامتهم فقد محل لجمع المال والتعمير في وسط السودان .
اما انهم يرفضون تسمية الجلابة لانها ارتبطت بالفساد لان كل الذي تقدم وأنشطتهم في المدن والقري فسادا علنا ومباحا بعلم الحكومة في كل المستويات في وسطهم . فضلا عن انتهاكات الأعراض حتي القصر من الجنسين في ميزاتهم في كل مكان في السودان ولذلك سوء السلوك والفساد الذي يعيشه السودان اليوم شئ متجزر ومؤسس منذ الاستقلال ومباح لهم ان يستبيحوا الدولة والقضاء لا تطالهم لان اللحم والسكين في يدهم ولذلك ربط الفساد بحكومة من الحكومات خطأ فادح بل جريمة الجلابة في الوطن ولذلك يرفضون هذه التسمية، لانها ارتبطت بكل سوء.
اما جريمة ابناء النيل بشكل عام انهم يستمرون في توفير الحماية لهذه الطبقة الطفيلية طوعا . ويتحملون نتائج جرائمهم وقبح أعمالهم .مع ان كلمة الجلابة لم يكن يوما مدلولا لاي شمالي او النيلي وهم المعروفين بالبحارة او اولاد دار صباح او اولاد النيل لدي اهل الغرب وكلمة جلابي مرتبط فقط بذلك الشخص الذي ارتبط اسمه بالحكومة . فالشماليون يدافعون علي هذه المؤسسات الفاشلة التي عجزت حتي انارة لمبة واحد من الكهرباء التي تنتج من السد علي ارضهم. ما لذي يدفعهم للدفاع عنهم حتي الموت .ولذلك لا يمكنهم ان يلوموا شخصا اذا طالهم السهام او تم الجمع بين القمح والزوان، او اشاروا اليهم من جملة القتلة والظلمة.