جنة رضواننا النضيرة ... كتبه د.منى الفاضل

جنة رضواننا النضيرة ... كتبه د.منى الفاضل


09-05-2023, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1693918765&rn=1


Post: #1
Title: جنة رضواننا النضيرة ... كتبه د.منى الفاضل
Author: د.منى الفاضل
Date: 09-05-2023, 01:59 PM
Parent: #0

01:59 PM September, 05 2023

سودانيز اون لاين
د.منى الفاضل-كندا
مكتبتى
رابط مختصر



حتى لا ...ننسى

[email protected]

تعُود بك الذكريات فى كُل بُرهة من يومك وأنت فى غُربة وطن وعائلة ، فتشرب الكثير من الماء حتى تستطيع إبتلاعها بغُصة ومرارة شديدة ، هذا وأنت وطنك قد كان فى أمن وامان وكل أحبائٍك آمنين ومطمئنين فكيف تكون تلك اللحظة ووطنك فى مآساة مفاجئة نزلت على رأس الجميع دون سابق إنذار على الرغم أن الصوت العالى المتصاعد يُنبئ بذلك ومع كُل هذا كانت مستبعدة لأن المُتعارف عليه عن الشعب السوداني منذ زمن وتاريخ بعيد أننا مسالمين وعلى سجيتنا ذلك رأي أى جنسية أجنبية عن السوداني او ( الزول السوداني) إن كان رجلا أو إمرأة فنحن فى نظر الكل مسالمين فى كل أنحاء بلادنا وبكل إتجاهاته ولم نُفكر يوما اننا غير ذلك (ثورة ديسمبر أكبر شاهد) إلا بعد حرب ابريل 25 من هذا العام إتضح أننا فى داخلنا اوجه مُختلفة تماما عن ما نبدو عليه ومع ذلك لا نُريد أن نفقد الأمل فى انفسنا أن نكون كما نحن من خصال طيبة ، تلقائية ، متفانية ، سايمة روحها لغيرها، لا تحمل فى داخلها غير النية السليمة هى التى تحمينا وتحفظ حقوقنا مهما فقدنا من أشياء .
كل هذه الأشياء راسخة فى دواخلنا تُحركنا كالريموت المُبرمج على محطة الوطن تحت ذبذبات خاصة ، لا تدخل فيها أى محطات مشتركة ، فتلك شفرة خاصة بصمتها أى سوداني وسودانية ، نسمع التمتم ، نتمايل مع الجرارى ، نرقص فى السيرة ونعرض، تطربنا حنين الربابة والطنبور ،نرقص الكمبلا ، نرقص الكرنك ، ونلعب البخسة ، نرقص بالسيف فى شرقنا ، ندوبى ونقول شعر الهدايين فى المدح والهجاء ، والكثير وكثير جدا من نغمات وشعر ورقصات متعددة وثقافة عالية القدر، حتى أنه لا يمكن أن نحصيها فى أسطر قليلة عبر مقال لا يسع كل تُراثنا وثقافتنا ، لكن هذه السطور تسع كُل معنى وقيمة تعكس السوداني المتنوع ومتعدد فى الكثير من الزخم بما يمتلكه من غٍنى فى كل شئ ، ثروة حيوانية كبيرة ، ثروات ، تنوع بشري ، بسحنات متعددة ، تُراث ، ممتلكات تُراثية تاريخية تحكى عن حضارة لها قُرون ماضية ووجود حقيقي مأصل لهذا الإنسان الذى لم يجد يوما فى حياته الحكومات التى تُعلى شأنه وتُراثه وتحفظ ممتلكاته المتعددة الغٍنى والثراء !!! لكن كلها تسربت لأيدى غيرنا ، وحاليا يُقتل !! نعم الإنسان السوداني يُقتل . ذلك الإنسان النادر فى كُل بقاع الأرض ، يُسحل ، يُهجر ، تُقلل من إنسانيته وعلى ماذا كل ذلك هل لأجل كُرسى عندما تفوز به قد لا تعيش يوما واحدا وتجلس عليه وربما لا تعيش ساعة بعد فوزك به !! وإن جلست عليه هل ستجد شهية مفتوحة بعد كُل هذا الدمار والخراب والموت البشع لشعب لم يقُل شئيا غير أنه يُريد أن يُعيش كبقية البشر فى العالم !؟ تبا لهذا المُكر والخداع والخيانة التى لن تُكسبكم إلا وبالا هباءا منثورا ..
ليت جنة رضواننا تُعود !! ليت جلسات الأهل والحبان وجلسة العصر وفنجال القهوة ، تعليمة العروس ، قيدومة العريس ، طهور الصبية فى إجازة المدارس ، وخروف الأضحية الذى يجتمع حول ضلعته عدد كبير من الأسرة الممتدة ،ريحة البن ، دقة الريحة ، زحمة الإمتحانات وشلهتة الأمهات لنجاح أبنائها ، وسفر الأقاليم من المدن الكبيرة الى القُرى والبوادى والسافل والاطراف الكثيرة الواسعة ،، كُل هذه البراحات والتنوع كًون السودان وجعل إنسانه ومجتمعه مميز أينما حلوا ورحلوا منسجمين متوادين ، خلافاتهم هى الخلافات العادية التى تحدث بين الطردة من أب وأم واحدة ، لا نمل بعضنا ولا نرفض تواجُدنا مهما كانت كانت خلافاتنا ، ولكن الحُكم لعن الله هذا الحُكم الذى جعل الأخوان يتقاتلون ويفضحون حالهم على الملأ والفضائيات العالمية و(الشُمات) الذين يجلسون لنا بالمرصاد ليصطادون فى المياه العكرة لأجل مصالح دولهم وشعوبهم ألا تخجلون منهم !! يرفعون ويعمُرون بلدانهُم وانتُم تهدٍون كل عامر فيها !!
لن نقبل ولن نرضى ولن نهدأ , إلا بعد أن يعثود لنا امننا وإستقرارنا ووجودنا داخل وطننا حتى من هاجر وإغترب ينتظر الإجازاة بلهفة حتى يعيش طعم الوطن ويرتمى فى أحضان اهله وجيرانه ويستنشق ريح تُراب الوطن الذى خلطموه برائحة الدم وحسرتوا من حسرتوا وخلقتم أسوأ تاريخ يمكن أن يُسجل على مجموعة مسئولين وحكام لا يعرفون الحُكم ولا يوما عرفوا المسئولية ..
سنُعيد سوداننا وجنة رضواننا آمنة مستقرة وفى اتم (السلام) فهو احد أسماء الله عز وجلً فليملأ حياتنا به برغم ما حدث ..
دمتم يا الشعب الكريم ودام الوطن وعزه ....