خطاب الكراهية بوسائل الاتصالات الحديثة- وكيفية الوقاية منه كتبه صلاح الدين حمزة

خطاب الكراهية بوسائل الاتصالات الحديثة- وكيفية الوقاية منه كتبه صلاح الدين حمزة


08-20-2023, 05:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1692550211&rn=0


Post: #1
Title: خطاب الكراهية بوسائل الاتصالات الحديثة- وكيفية الوقاية منه كتبه صلاح الدين حمزة
Author: صلاح الدين حمزة
Date: 08-20-2023, 05:50 PM

05:50 PM August, 20 2023

سودانيز اون لاين
صلاح الدين حمزة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



قال تعالي :(و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)
َ صدق االله العظيم - سورة آل عمران – الآية ١٠٤
▪️تتعدد أسباب خطاب الكراهية في وسائل الإتصالات الحديثة من عرقية، أو دينية، أو سياسية، أو طائفية، أو غيرها من الآيدلوجيات والإنتماءات، حيث وجد المحرضون علي الكراهية من خلال وسائل الإتصالات الحديثة مرتعاً خصباً لهم فبدلاً من إنتشار الكراهية ضمن دوائر صغيرة مغلقة صارت وسائل الإتصالات الحديثة فضاءاً مفتوحاً لنشر الأفكار التي تحض علي الكراهية وباتت تصل إلى ملايين الناس الأمر الذي يؤثر كثيراً ويصل هذا الخطاب إلى ذروة خطورته عندما يتداول العامة من الناس والجهلة هذه الأفكار ويتعاملون معها بدون فهم أو وعي مما يحول الخطاب الي جرائم وعنف.
▪️الكثير من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بتشويه الحقائق أو تكذيبها كما ان محتوي الكثير منها لا يتفهم فكرة الاختلاف مع الآخرين ويعمل على إثارة الفتن بين مكونات المجتمع مما يؤدي إلى الفرقة والتناحر ما يفقد معها المجتمع تماسكه الداخلي فيصبح ضعيفاً أمام الأزمات.
بالطبع ان أي شائعة أو معلومة خاطئة أو رسالة كراهية تنتشر من خلال وسائل الإتصالات الحديثة يمتد تأثيرها ليعم المجتمعات فتصبح مادة خطيرة يتداولها الجميع صغاراً وكباراً، نساءاً ورجالاً، وبتعدد مهن ومقامات وأوضاع الناس حيث يصعب التحكم في نتائجها الكارثية. لذلك تقع مسئولية كبيرة علي كافة فئات المجتمع والمؤسسات مثل الشرطة ورجال القانون والإعلام والصحافة والأئمة والدعاة ورجالات الأحزاب والتربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني .
▪️مع هذه الحرب اللعينة التي اندلعت والتي ساهم فيها كثيراً خطاب الكراهية عبر وسائل الإتصالات الحديثة، والذي وجد مرتعاً خصباً لهؤلاء الذين يدعون إلي الكراهية وإشعال الفتن والتحريض بين الناس، لذلك من الضروري إستباق الأبواق التي تنادي الي الفتنة وتدق الطبول للتفريف ببن الناس بالتوجيه والتعريف والتبصير بأدوار وسائل الإتصالات الحديثة للإستفادة منها ومحاربة مساوئها ومواجهة منشوراتها الخاصة بخطاب الكراهية.
▪️لا بد أولاٌ من معرفة خطاب الكراهية في وسائل الإتصالات الحديثة والذي يعني كل منشور يثير مشاعر الكره وينادي ضمناً بالإقصاء والإفناء والطرد سواء كان مكتوباً بالنصوص أو مرسوماً بالصور أو الكاريكاتير أو مقاطع الفيديو أو الصوت بهدف التقليل من مكانة شخص أو جماعة أياً كانت أو عنصر أو نوع أو دين أو قبيلة أو جنس، كما يهدف خطاب الكراهية إلي الهجاء أو الإزدراء أو السب أو التحريض، ويشمل خطاب الكراهية كتابة ونشر المحتوي أو إعادة نشره أو التعامل معه إيجابياٌ كوضع رموز الإعجاب والفرح والقبول، ويشمل أي محتوى يؤدي إلي التعدي على أشخاص بناءاً على عرقهم ودينهم وجنسهم وإنتمــائهم الــوطني وإعــاقتهم ومرضــهم.
▪️تختلف مفاهيم خطاب الكراهية لدى منشورات وسائل الاتصالات الحديثة وتتعدد وأهمها "تشويه الحقائق أو تكذيبها"، و"عدم القبول بالإختلاف مع الآخرين".
▪️تتعدد اشـــكال خطاب الكراهيـــة المنتشـــرة علـــى وسائل الاتصالات الحديثة بدءاٌ من نشر المواد التي تدعو إلي التعصب والتنافر الفكري، والمواد التي تدعو إلي التعصب الديني والمذهبي والمواد التي تدعو إلي التعصب الجهوي والمناطقي، والمواد التي تدعو إلي التعصب الإثني والقبلي والمواد التي تدعو إلي التعصب العنصري.
▪️تاخذ آليات تشكيل خطاب الكراهية عدة طرق:
١- نشر المعلومات التي تشوه الحقائق أو تكذبها.
٢- عدم القبول بمنشورات الآخرين والإختلاف معهم.
٣- نشر المعلومات التي تدعو وتحض علي كراهية الخير للمختلف معهم.
٤- إقصاء و إبعاد منشورات الآخرين عن المشاركة في الشئون العامة عن طريق التبيلغ الكاذب عن منشوراتهم.
٥- نشر المعلومات المضللة التي تدعو إلي كراهية قيم الآخرين وعاداتهم.
٦- نشر المعلومات والمشاركات والمساهمات التي تدعو الي النظرة الدونية للآخرين بسبب الإختلاف في اللون أو الدين أو المذهب أو الجنس أو العمر او حتي الإعاقة.
٧- نشر المعلومات والمساهمات التي تدعو إلي إحتقار عادات وتقاليد الآخرين.
▪️مما سبق علي كل من يتعامل مع وسائل الاتصالات الحديثة ان يكون واعياٌ حتي لا ينزلق بمجرد الاطلاع علي منشور لان الضرر سيكون كبيرا خاصة إثارة الفتن بين مكونات المجتمع الثقافية والدينية والاثنية والجهوية وإدخال أشكال الفرقة والتناحر بينها. كما انها تفقد المجتمع تماسكه الداخلي فيصبح ضعيفاً أمام الأزمات. علاوة علي إلهاء الناس عن الأمور الهامة التي ينبغي معرفتها من وسائل الإتصالات الحديثة و شغلهم بصغائر الأمور فتهدر الأوقات في الإهتمام بمنشورات خطاب الكراهية، وهنا يجد أعداء الأمة مدخلاً سهلاً لنشر سمومهم عبر المنصات التي تشتهر بخطاب الكراهية،واخطر مافيها تراجع إلتزام الناس بالدين وقيمه السامية ومحاربة قيم التكافل الإجتماعي بين الناس.
▪️علينا ان نستفيد من وسائل الإتصالات الحديثة لمنع خطاب الكراهية والحد من تاثيراتها وقد وضعت فيسبوك ومايكروسوفت وتويتر ويوتيوب منهجيات لمكافحة خطاب الكراهية غير القانوني عبر الإنترنت، وشاركت كذلك "أنستغرام" و"الإسناب شات" وتطبيق "تيك توك"، و اعلنت "لينكد إن" أيضا عن مشاركتها في هذه المنهجيات والتي تهدف الي التأكد من سرعة تعامل شركات وسائل الإتصالات الحديثة مع طلبات إزالة المحتوى الذي يحض علي الكراهية، وذلك بوضع لائحة مراقبة تم إعدادها بالتعاون مع شبكة من منظمات المجتمع المدني الموجودة في دول الإتحاد الأوربي بإستخدام منهجيات متفق عليها بشكل عام، وقد نجحت هذه المراقبة بالفعل بالوصول إلي حذف الكثير من المحتويات والمنشورات التي تحض علي الكراهية مثل الدعوة إلى القتل أو العنف، كذلك تمت إزالة المحتويات الذي تستخدم كلمات، أو صوراً تدعو الي الكراهية.
▪️لابد من سن التشريعات القانونية المناسبة والصارمة والتي تصحبها الاجراءات الشرطية والعقابية والقضائية علاوة علي تسهيل الاجراءات الادارية وبيروقراطية دواوين الدولة، وتبادل المعلومات بين الخبراء علي كل المستويات، كذلك لمشاركة المجتمع وخاصة الشباب الذين يتعاملون بكثافة مع هذه الوسائط يتطلب الامر مراجعة المقررات الدراسية لتتناسب مع الواقع الافتراضي الجديد مع تدريب المعلمين علي كيفية نشر الوعي بين الاطفال وطلاب المدارس لتدارك خطورة خطاب الكراهية علي وسائل الاتصالات الحديثة.ولا ننسي ضرورة تمكين الناس من التكنولوجيا الحديثة وتسهيل انسياب آليات ومعارف التقنيات الحديثة مع تبسيط الاجراءات في الاستيراد وخفض الجمارك وتوسيع التدريب الخارجي وتوطينه.
ويتطلب ذلك مشاركة كافة الاطراف المعنية بدءا من السلطات الحكومية المختصة في وزارة المعلومات والتربية والتعليم والقضاء والشرطة والاعلام ومنظمات المجتمع المدني والجهات المدنية الاهلية.
▪️مقترحات وتوصيات للوقوف ضد خطاب الكراهية والوقاية من اخطار المنشورات التي تحض علي الكراهية :
١- ضرورة تبصير المتعاملين بالتكنولوجيا الرقمية وتمكينهم من ّ التعرف على خطاب الكراهية ونبذه وكيفية التصدي له.
٢- نشر المعلومات وإجراء البحوث بشأن الأسباب الجذرية الكامنة وراء خطاب الكراهية ودوافعها والظروف المؤدية إلى ظهورها.
٣- نشر نماذج من ضحايا خطاب الكراهية علي وسائل الإتصالات الحديثة للتضامن معهم.
٤- التعريف بالجهات المحرضة والعمل علي فضحها وعدم التعامل معها بواسطة وسائل الإتصالات الحديثة.
٥- تفعيل القوانين واللوائح المحلية الخاصة بالتقنيات الحديثة.
٦- تدريب القانونيين والشرطيين والأئمة والدعاة والإعلاميين ومسئولي الإدارات المحلية بالتقنيات الحديثة وكيفية التصدي لخطاب الكراهية.
٧- ضرورة إثراء بحوث وسائل الاتصالات الحديثة، وإبراز الأدوار التي تؤدیها في تغییر سلوكیات الأفراد وإتجاهاتهم في المجتمع إلي الأفضل.
٨- استخدام وسائل الإتصالات الحديثة لفتح آفاق واسعة للتلاقي بین المكونات المجتمعية المختلفة في وسائل الإتصالات الحديثة من خلال إیجاد منافذ وسبل جدیدة لتبادل الآراء والمعارف والمعلومات والثقافات من أجل تمتين الروابط وتقوية الأنسجة المجتمعية المختلفة.
٩- إستخدام وسائل الإتصالات الحديثة لتوسیع دائرة البحث في الحقول المختلفة التي لها علاقة بالمكونات المجتمعية الإثنية والدينية والجهوية وعكس الآدوار المختلفة لهذه المكونات وفق ضوابط علمیة ومنهجیة لا تسيء لخصوصیة ولا تقدس جهة علي اخري ولا تذدري عنصر علي آخر .
١٠- توظيف وسائل الإتصالات الحديثة في إرساء روح الإتفاق والسلام والحوار بين المكونات المجتمعية المختلفية.
١١- استخدام وسائل الإتصالات الحديثة في توجيه المؤسسات التربوية للقيام بدورها المحوري في مواجهة خطاب الكراهية، وتدريب المعلمين على أساليب التربية على ذلك وتعريفهم بكيفية تدريس الطالب مفاهيم محاربة خطاب الكراهية والحض علي المواطنة الرقمية وتغذية المناهج الدراسية في المدارس بمواد تعمل علي محاربة خطاب الكراهية في وسائل الإتصالات الحديثة، مثل مواد التوعية الرقمية والتربية علي المواطنة الرقمية.
١٢- الإتفاق علي وضع قيود للمحتوى وإستخدام برمجيات غربلة المحتويات وغيرها من التقنيات المماثلة.
١٣- تشجيع تشكيل مجموعات محاربة خطاب الكراهية وجعلها كقوات إلكترونية من الجهات ذات الصلة للمراقبة والمتابعة والتبليغ والإرشاد للمدونين والناشرين الذين ينشرون المحتويات التي تحض علي الكراهية، والعمل علي تكوين شرطة إلكترونية خاصة بالدولة تراقب خطاب الكراهية وتواجهه بخطاب تسامح يعتمد علي الأساليب والإجراءات نفسها التي تستخدم من قبل جماعات خطاب الكراهية عبر ما يعرف بالذباب الإلكتروني.

صلاح الدين حمزة/باحث
[email protected]